ماذا جرى من اللقاءات السعودية - الفرنسية إلى بيان ميقاتي فطريق العودة؟ | أخبار اليوم

ماذا جرى من اللقاءات السعودية - الفرنسية إلى بيان ميقاتي فطريق العودة؟

| الخميس 24 مارس 2022

موسكو  تدعم المحادثات التي جرت في باريس وكل ما يؤدي الى التقارب السعودي – اللبناني

 "النهار"

دول مجلس التعاون الخليجي عائدة الى لبنان، هذا هو عنوان المرحلة المقبلة نظراً الى ما يمثل من ركيزة أساسية لبنية البلد الاقتصادية والاستثمارية، ناهيك عن تاريخ العلاقات اللبنانية - الخليجية، اذ من خلال المعلومات المؤكدة من أكثر من مصدر واكب هذه العودة المرتقبة، فانها تتخطى البُعد الاقتصادي الى إرساء الاستقرار في لبنان من خلال ما جرى في باريس من محادثات سعودية – فرنسية لدعم لبنان انسانياً. إلا أن الأجواء المتوافرة تشي ببداية فتح الطريق أمام تسوية شاملة لإنقاذ لبنان، وقد سبق لـ"النهار" أن أشارت الى هذه المعطيات والى عودة قريبة للسفير السعودي وليد البخاري الى بيروت، وما لفت المراقبين والمتابعين بيانا الخارجيتين السعودية والكويتية، في ظل تماه وتناغم حول مضمونهما، وقد صدرا بعد بيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عبّد الطريق للبيانين المذكورين، ومن ثمّ اللاءات التي تحدث عنها ميقاتي لإزالة العوائق أمام إعادة الأمور الى ما كانت عليه بين لبنان والسعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي.

في السياق، تكشف مصادر سياسية مطلعة لـ "النهار"، من خلال مواكبة المحادثات التي جرت في باريس وصولاً الى بيروت، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنهمك بمتابعة الحرب الروسية – الأوكرانية، دخل بقوة منذ فترة على خط الأزمة بين لبنان والمملكة، ومنذ "اعلان جدة" لم تنقطع الاتصالات الفرنسية – السعودية، كما لم ينقطع التشاور بين مستشاري الرئيس ماكرون والرئيس ميقاتي الذي صبر طويلاً على كل الاساءات والحملات التي شنّها "حزب الله" تجاه الرياض والخليج، ولجأ الى سياسة تدوير الزوايا التي يتقنها بامتياز، من دون اغفال التنسيق السعودي- الفرنسي الإنساني منذ أشهر طويلة وعلى وقْع تصعيد "حزب الله" وحملاته تجنباً لأي كوارث صحية واجتماعية في لبنان بفعل انهيار الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها، الى أن جاءت زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الى باريس وبرفقته السفير البخاري، حيث يُنقل وفق المعطيات، أن نقاشاً عميقاً حصل حول كل تفاصيل الملف اللبناني مع المستشار في الاليزيه باتريك دوريل، ولم يقتصر البحث على الشق الإنساني بل كانت هناك خريطة طريق اتُّفق على تفاصيلها من أجل عودة الخليج الى لبنان، وتحديداً المملكة، لما في ذلك من أسس صلبة لاستقراره سياسياً واقتصادياً وبمعزل عن مواقف "حزب الله" التصعيدية في الداخل اللبناني وخارجه، على خلفية عدم زوال هذا البلد، وهذه العبارة يرددها أكثر من مسؤول فرنسي أبرزهم وزير الخارجية جان - ايف لودريان.

وتتابع المصادر أن التوافق كان على أكثر من مخرج وصيغة لترتيب الوضع اللبناني وتجنب عدم انزلاقه الى مرحلة تصعب معالجتها لاحقاً، ولا سيما في ظل تنامي الانقسامات السياسية ومع اقتراب الاستحقاقات الدستورية من نيابية ورئاسية. ولهذه الغاية عُلم أن اتصالات فرنسية رفيعة المستوى جرت مع الرئيس ميقاتي الذي صاغ بياناً مدروساً بدقة متناهية، كانت منطلقاً لفتح المسار الإيجابي على خط بيروت – الرياض والخليج، ومن هنا كان البيانان السعودي والكويتي، الى الحديث عن العودة المرتقبة والقريبة للسفير البخاري، في حين ثمة معلومات عن زيارة قد يقوم بها وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح الى بيروت لمتابعة المبادرة التي حملها معه منذ أكثر من شهرين، وستكون من البنود الأساسية على جدول أعمال مؤتمر وزراء الخارجية العرب المقبل.

وعلى خط مواز، أُفيد أن موسكو التي تربطها علاقات متينة مع الرياض، تدعم المحادثات التي جرت في باريس وكل ما يؤدي الى التقارب السعودي – اللبناني، وسبق لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن قال في مجلس خاص وأمام إحدى الشخصيات اللبنانية الصديقة: "على لبنان ألا يخسر السعودية والخليج كما كانت الحال في سوريا، ما أدى الى دخول ايران بشكل غير مسبوق الى هذا البلد، الأمر الذي انسحب على لبنان"، محذرا من "تجربة سوريا في لبنان، ومن هذا المنطلق على السعودية أن تعود الى دورها وحضورها كما كان في السابق مع معظم الأطراف اللبنانية".

يبقى أن التناغم الفرنسي – السعودي الذي أنتج دعماً انسانياً ولاحقاً عودة سعودية – كويتية الى بيروت، ستتبعه أكثر من خطوة إيجابية ستظهر تباعاً على هذا الصعيد من دون الاكتراث للحملات المستمرة من "حزب الله" وإعلامه، إذ ثمة أجواء عن بداية انطلاق مسار عربي جديد، وكل العرب عائدون الى الجامعة العربية، فالعراق ومن خلال رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي، استطاع إبعاد إيران عن بلاده، وأعاد علاقات العراق مع السعودية كما كانت، وسوريا على الطريق، ما يعني أن هذه المتغيرات والتحولات في المنطقة، وعلى وقع الحرب في أوكرانيا، ستغير المشهد اللبناني، والأجواء الإيجابية مع الخليج دليل على هذه الوقائع.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار