الدعم الخليجي سيتكثف اجتماعياً ولا يرتبط بالاستحقاق | أخبار اليوم

الدعم الخليجي سيتكثف اجتماعياً ولا يرتبط بالاستحقاق

| الجمعة 25 مارس 2022

نظرة البلدان الخليجية لن تتبدل حيال الرئيس ميشال عون واعتراضها على سياسات "حزب الله"

"النهار"- رضوان عقيل

نجح الرئيس نجيب ميقاتي في فتح كوّة بين لبنان وبلدان الخليج وعلى رأسها السعودية التي ستقوم مع شقيقاتها في مجلس التعاون باستدارة حيال لبنان قبل ان تؤدي به الامور الى انزلاقات اكبر لا تُحمد عقباها وسط حلقات هذا المسلسل من التراجع في اكثر من حقل مالي وقضائي واقتصادي ومعيشي، ولم يعد في مقدور المواطنين تحمّل كل هذه الاعباء، ولو كانوا على تماس مباشر مع الاستعدادات للانتخابات النيابية.

جهود ميقاتي لم تأتِ من فراغ إذ بدأت تباشير نتائجها في الاتصال الذي تم بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر الصباح حيث اعتبره الاول "بصيص نور" يمكن البناء عليه. وكان له ما اراد بعد الرد الايجابي الذي تلقّاه من الكويت والسعودية، والطريق معبّد مع قطر.

وكان هذا التطور الخليجي حصيلة الاتصالات المفتوحة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع قيادة المملكة، وهو على تواصل مباشر ومفتوح مع ميقاتي. وتركز جهات مواكبة لهذا الموضوع الذي يهم اللبنانيين، ولاسيما في هذه المرحلة الخطيرة التي يعيشونها، على عودة السفيرين السعودي وليد البخاري والكويتي عبد العال القناعي الى بيروت. اما في شأن المساعدات التي سيوفرها الصندوق السعودي - الفرنسي فهي لن تتجاوز تقديمات مالية او ودائع في مصرف لبنان. وجاءت الخطوة الخليجية بعد اتساع مساحة التقارب بين باريس وطهران في اكثر من ملف، الى ملاحظة "قبة باط" من واشنطن.

وتفيد الجهات المتابعة لهذا الملف بأن المملكة والكويت، فضلاً عن دولة الامارات، ستساهم كل منها في رفد مؤسسات اجتماعية وصحية وتربوية لبنانية لتستمر في تأمين ولو الحد الادنى من تقديماتها في وقت تشهد جملة من الانتكاسات المالية. وتدعو الجهات نفسها الى عدم ربط هذه المساعدات بالانتخابات النيابية المقبلة التي يهددها حدوث فوضى اجتماعية بفعل قرارات قضائية غير مدروسة تستهدف المصارف والمصرف المركزي. ويأتي هذا الكلام ليس من باب الدفاع عن اي مسؤول او موظف في الدولة، وان المطلوب هو معالجة الجسم المريض وليس التفرج عليه وصولا الى موته.

وتضيف المصادر ان نظرة البلدان الخليجية لن تتبدل حيال الرئيس ميشال عون واعتراضها على سياسات "حزب الله". ولا أحد يتوقع ان تعمد اي دولة خليجية الى تقديم مساعدات مالية ضخمة للخزينة اللبنانية التي تنزف قبل انتهاء ولاية عون وانتظار ما ستحمله نتائج الانتخابات وهوية مَن سيحلّ في السرايا في الحكومة المقبلة.

ويرحب ميقاتي بالطبع بالرد الخليجي، ولاسيما من طرف السعودية التي يثق بقيادتها ويقول إنها لن تبخل في دعم لبنان والوقوف الى جانب أهله، وان بصماتها الانمائية موجودة في مختلف المناطق دونما تمييز.

ولذلك تعول الحكومة على المساعدات المنتظرة التي ستتلقاها جمعيات مشهود لها بالعمل والوقوف الى جانب المحتاجين والمعوزين الذين ارتفعت أعدادهم، ولا سيما بعد انهيار قيمة الليرة امام الدولار وازدياد الضغوط الاخيرة بعد الكباش المفتوح بين بعض القضاء والمصارف وصولا الى كيفية التعاطي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وفي خضم كل هذه التحديات، ثمة امور يعمل رئيس الحكومة على تحقيقها من دون القفز فوق مسألة الفصل بين السلطات او تخطي الاجهزة القضائية. بيد انه في المقابل يدعوها الى القيام بالواجبات المطلوبة منها. ولا توحي المصادر المواكبة هنا انه في نية التوجه لاستبدال رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود او المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات او غيره من القضاة الكبار، على اساس ان حصول مثل هذا الامر لا يتم بسهولة في ظل العواصف المفتوحة، وان كل ما يريده ميقاتي هو قيام القضاء بالمهمات والواجبات المطلوبة منه واحترامه له، وانه على قناعة بعدم الفائدة من التدخل في عمل مؤسسة القضاء. ولا يخفي هنا ان القضاء في حاجة الى تحصين نفسه اكثر، وانه من موقعه لا يعمل لحماية اي موظف مهما بلغت درجة منصبه.

وتوضح مصادر حكومية ان لا توجه عند ميقاتي لاطاحة عويدات او سواه حتى لو كانت لديه ملاحظات على اداء جزء من الجسم القضائي.

وفي وقت يسجل ميقاتي نقاطا بعد التبدل في التعاطي الخليجي، فانه ليس من مصلحته ان يقدم على اي هزة قضائية في الحكومة، مع التذكير بان الاقالة او التعيين يحتاج الى الثلثين.
ويبقى الملف الذي يشغل ميقاتي وهو اجراء الانتخابات في موعدها وتطويق أي عامل قد يؤدي الى عدم اتمامها في 15 أيار على اساس ان هذا الاستحقاق يجب عدم تطييره لأي سبب، مع ملاحظة ان المشهدية القائمة عند البعض لا تعبّد الطريق امام اجراء الانتخابات، ولاسيما ان هذا الملف كان قد وضعه في صدارة اجندته قبل ان يتخذ قراره بتولّي رئاسة الحكومة. وعند اجراء الانتخابات سيوجه ميقاتي رسالة الى اللبنانيين من دون بروز اشارات تشجعه على البقاء في رئاسة الحكومة. ولا يتأخر في تكرار دعوته سائر اللبنانيين على مختلف مشاربهم الى مشاركة واسعة في الاستحقاق. وسيتعاطى مع انتخابات طرابلس من موقعه كابن لهذه المدينة، ولن يكون بالطبع بعيدا من تزكيته مرشحين في هذه الدائرة يكونون محل طموحه، وستتبلور تلك اللائحة قبل نهاية الاسبوع المقبل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار