البقاع الغربي... زحمة لوائح على ساحة باردة | أخبار اليوم

البقاع الغربي... زحمة لوائح على ساحة باردة

| السبت 26 مارس 2022

 "النهار"- اسكندر خشاشو

مع اقتراب الموعد النهائي لتسجيل اللوائح الانتخابيّة، بدأت الصورة تتّضح بالنسبة إلى عدد اللوائح، وبالتالي عدد المرشّحين الذين سيخوضون السباق الانتخابيّ، أو أولئك الذين سيكتفون بالانضمام إلى صفوف المقترعين.

فقد شهدت المنطقة طفرة ترشيحات، حيث تقدّم 50 مرشحاً بأوراقهم الرسميّة للتنافس على 6 مقاعد نيابيّة، بالرغم من أنّه لن يكون لديهم الحظّ جميعاً لإكمال المشوار بسبب استحالة انتظامهم في لوائح.

وبحسب آخر المعطيات، فإنّ اللوائح الأساسيّة أصبحت بارزة المعالم من دون حسم نهائيّ لأيٍّ منها، بانتظار وضع المعنيين اللمسات الأخيرة، التي من المتوقّع أن تنتهي في الأسبوع المقبل.

وبعكس ما حاول الإيحاء به الوزير السابق حسن مراد، ان لائحته اجتازت جميع العقبات بسلاسة، وهي تعمل على زيادة حواصلها عن السنة الماضية، فإن إشكال على المقعد الماروني لا يزال يتلاعب بها، بل يُهدّد تماسكها؛ وفوق ذلك، تطلّب تدخّلاً من مستويات رفيعة جدّاً.
وبحسب معلومات "النهار" فقد طلب المقعد من الرئيس نبيه بري المعاونُ السياسيُ للأمين العام لحزب الله حسين خليل، لصالح مرشح "التيار الوطني الحرّ" شربل مارون، الذي يلقى رفضاً مباشراً من حركة أمل، ومن خلفها نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي.

وبالرغم من محاولات التمييع، التي دأب على اعتمادها مراد بعدم حشر نفسه في مواجهة مع حركة "أمل"، ومع الشارع السنيّ المعترض على وجود مارون في اللائحة، بسبب تحميل عدد من القرى مسؤوليّة عدم وصل القرى السنيّة بمحطّة عبد العال المائيّة، التي تُغذّي بعض قرى البقاع الغربيّ بنحو 22 ساعة كهرباء في اليوم، فإنّه بالنهاية سيسير بخيار المرشّح العوني، على طريقة "مكرهٌ أخوك لا بطل". وما يسري على مراد يسري على المرشّح قبلان قبلان الداعم لإيلي الفرزلي، والذي يرى أن وجود مارون على اللائحة قد يؤثر على الفرزلي شخصيّاً ويُهدّد مقعده.

ووسط هذه الأجواء، وعلى فرض إعلان اللائحة، فهي ستشهد منافسةً جديدةً، بين أفرداها وانعدام للتماسك، وفق ما بدا واضحاً خلال الحملة الانتخابية، إذ لم يجرِ أيّ لقاء بين المرشّحين، خصوصاً بين مارون وقبلان والفرزلي، بانتظار يوم إعلان اللائحة الذي سيكون اليوم الوحيد لاجتماع أفرادها، قبل أن يتفرّقوا لاحقاً في معركة كسر عظم بين بعضهم.

من هنا، سيخوض رئيس التيار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل معركة أخرى، تُشبه تلك التي خاضها لتثبيت مرشّحه، واستعمل فيها مختلف الأسلحة الثقيلة، وصولاً إلى تدخّل نصرالله شخصيّاً؛ وتمثّل محاولةً لمنع الفرزلي من الحصول على أصوات تفضيليّة شيعيّة تجعله متقدّماً على مرشّحه، وهو ما لم يُحسم حتى اللحظة، إلّا إذا ارتضت حركة "أمل" إسقاط الفرزلي، والمساهمة في إهداء المقعد لباسيل؛ وهذا أمر مستبعد، لأن أغلب استطلاعات الرأي استقرّت على ضمان اللائحة لثلاثة حواصل انتخابيّة، والحاصل الرابع صعب المنال، وبحاجة إلى عمل كبير من المستبعد تحقيقه في ظلّ التشرذم الواقع بين المرشّحين.

والحواصل الثلاثة في هذا الحالة مضمونة لحسن مراد وقبلان قبلان، فيما الصراع سيكون بين مارون والفرزلي على الثالث.

يُذكر أن لائحة "الغد الأفضل" ستكون مكوّنة من حسن مراد وقبلان قبلان وطارق الداوود وإيلي الفرزلي وشربل مارون مع استبعاد انضمام سنيّ ثانٍ إلى اللائحة.

أما على مقلب اللائحة المواجهة، التي يُعتبر ركناها الأسياسيّان النائب محمد القرعاوي والنائب وائل أبو فاعور، فهي تحاول أيضاً اجتياز المطبّات التي تعرقل تأليفها، وشهدت منذ أيّام خضّة غير سهلة، تمثّلت بانسحاب المرشّح الشيعي الدكتور سامي الريشوني من حلبة الانتخابات، وسط كلام عن ضغوطات تعرّض لها، فألزمته بهذا القرار. وهي تواجه مشكلة جدّيّة في اختيار مرشّح بديل، بسبب قلّة المرشّحين الشيعة في الدّرجة الأولى، وبسبب عدم التلاقي السياسيّ مع بعضهم في الدّرجة الثانية.

وتأتي قضيّة التحالف مع "القوات اللبنانية" لتعرقل جهود التأليف، وهي التي كانت مدار مفاوضات طويلة خلال الأشهر السابقة، ويبدو أنّها لم تنجح بالرغم من المحاولات والضغوطات التي مارسها أبو فاعور، والتي اصطدمت برفض النائب القرعاوي انضمام "القوات" إلى اللائحة، "احتراماً لجمهور "تيّار المستقبل"، الذي يدعم القرعاوي بسواده الأعظم، والذي يُشكل أساساً متيناً للّائحة.

وبحسب المعلومات، فقد أفضت المفاوضات إلى اعتماد وجه شبابيّ جديد ومستقلّ عن المقعد الماروني هو جهاد ملحم الزرور، ابن رئيس بلدية خربة قنافار السابق، كبرى القرى المسيحية في البقاع الغربيّ، إلى جانب البروفسور غسان سكاف عن المقعد الأرثوذكسي، الذي سبق له أن خاض الانتخابات السابقة على لائحة "تيار المستقبل"، ونال عدداً لا بأس به من الأصوات التفضيليّة.

وفي المعلومات أيضاً أنّ المفاوضات لضمّ مرشّح الجماعة الإسلامية في البقاع الغربي علي أبو ياسين قد أصبحت متقدّمة، لكنّها لم تحسم حتى السّاعة بانتظار بعض التفاصيل يعمل مهندسا اللائحة (القرعاوي وأبو فاعور) على حلّها.

تبقى "معضلة" المقعد الشيعي قائمة بانتظار اتصالات تجري مع ثلاثة مرشّحين شيعة هم: علي صبح، وعباس عيدي، وفرح قاسم، لانضمام أحدهم إلى اللائحة، فيما لم يُحسم الاسم حتى السّاعة.

ومع عدم انضمام "القوات اللبنانية" إلى اللائحة، علمت "النهار" بأنّها باشرت اتصالاتها لتشكيل لائحة تجمع مرشّحَيها النائب عماد واكيم وداني خاطر مع مرشّح أو اثنين عن المقعدين السنّيين لتكوّن لائحة غير مكتملة، وتشارك رمزياً في الانتخابات لاستحالة حصولها على حاصل انتخابي.

أما من جهة المجتمع المدني، فبحسب آخر المعطيات أن تدخّلاً لمنصّة "نحو الوطن" قد ظهر في محاولتها تشكيل لائحة، عبر فرض المرشّحة عن المقعد الماروني الإعلامية ماغي عون، واشتراط تبنّيها قبل القيام بأيّ تنظيم انتخابيّ أو إعلاميّ، ممّا دفع عدداً كبيراً من النّاشطين إلى إيقاف عملهم، رافضين تدخّل منصّات من خارج المنطقة، وتفضيل مرشّح على آخر. لكنّه بالرّغم من الاعتراضات، نجحت المنصّة بتأسيس لائحة، بالتعاون مع تحالف "سهلنا والجبل" و "ثوار راشيا"، مؤلّفة من ياسين ياسين عن أحد المقعدين السنّيين، وحاتم الخشن عن المقعد الشيعي، بهاء دلال عن المقعد الدرزي، سالي شامية عن المقعد الأرثوذكسي، فيما يبقى المقعد السنّي الثاني مدار بحث وتفاوض، مع الاتجاه لتركه شاغراً.

كذلك يجري العمل على لائحة تجمع مرشّحة حزب الكتائب غيتا عجيل مع عدد من الناشطين المدنيين كالمرشح الدرزي شوقي بو غوش، والناشط محمد بو جخ، وعدد من الأسماء الأخرى كالمرشح السابق علاء الشمالي، ومن المنتظر أن تظهر معالمها في الأسبوع المقبل.

وكما في كلّ الأقضية اللبنانية فقد شكّل "مواطنون ومواطنات في الدولة" لائحتهم الخاصّة غير المكتملة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار