العودة الخليجية انتخابية أم دائمة؟ | أخبار اليوم

العودة الخليجية انتخابية أم دائمة؟

| الأربعاء 30 مارس 2022

تساهم الزيارة المرتقبة لـ لودريان الى لبنان في بلورة الزخم العربي - الفرنسي

 "النهار"- سابين عويس

يتلقف لبنان منذ فترة قريبة إشارات إيجابية تعكس انفراجات مرتقبة في علاقاته مع دول الخليج، كانت أولى ملامحها الترحيب السعودي بالبيان الإيجابي الصادر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أسبوع، والذي عبّر فيه عن التزام حكومته إعادة علاقات لبنان الى طبيعتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، كما التزامها مكافحة تهريب الممنوعات والتشدد على كل منافذ البلاد مع دول الحوار، وفق ما ورد في البيان الاول من نوعه منذ أعوام عن وزارة الخارجية السعودية التي أعربت عن املها في وجود توافق داخلي حول هذا الموضوع.

شكَّل الموقف السعودي مادة دسمة على مدى الأسبوع المنصرم، اخترق الجمود السياسي في المشهد الداخلي المنشغل بالاستحقاق النيابي، وسط تساؤلات مبررة حول تزامن العودة السعودية مع حسم خروج زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي والانتخابي، وقفل باب الترشيحات الى الانتخابات النيابية على عدد غير قليل من المرشحين السنّة الذين دحضوا بترشيحاتهم أي انطباعات سرت حيال مقاطعة أو احباط في الشارع السني.

وفي حين تترقب الأوساط السياسية الخطوات العملية للموقف الخليجي بقيادة المملكة، الآيلة الى ترجمة الانفتاح المستجد، بعد تردد معلومات عن عودة قريبة للسفير السعودي وليد البخاري، فضلاً عن سفيري الكويت والإمارات، سرت تساؤلات حول ما اذا كانت هذه العودة نهائية أم أنها ظرفية ترتبط بالاستحقاق النيابي، وفي الحالتين، كيف ستكون الترجمة على ارض الواقع في المرحلة المقبلة.

تؤكد مصادر ديبلوماسية مطلعة على الموقف الخليجي ان القرار السعودي بالعودة الى لبنان لن يكون ظرفياً، أو مرتبطاً حصراً بالانتخابات، وإنْ كان هكذا بدا في ظاهره. فالمملكة التي ربطت تراجع اهتمامها بالملف اللبناني بعوامل عدة، يتصل بعضها إما بمواقف بعض حلفائها الاساسيين، وإما بالتلكؤ الرسمي عن مواجهة الاستهدافات الحادة التي كانت تتعرض لها من القوى الدائرة في المحور الممانع، لم تخفِ أبداً الاستياء الواضح من ممارسات ايران وذراعها في لبنان الهادفة الى إغراقها بالمخدرات والممنوعات، وقد تجاوز عدد أقراص الكبتاغون المضبوطة الـ700 مليون.

وصلت المملكة بدفع عربي وغربي الى اقتناع بضرورة لجم تمدد النفوذ الإيراني في البلاد على حساب المكونات الاخرى، خصوصاً على أبواب انتخابات نيابية تؤشر كل التوقعات الى أنها ستفضي الى احتفاظ "حزب الله" وحلفائه بالغالبية، معززة بمقاعد سنية، من حصة الحلفاء التقليديين للمملكة.

منذ إطلاق المبادرة الكويتية، كان تقويم المملكة إيجابياً لمواقف رئيس الحكومة اللبنانية والترجمة العملية للتعهدات التي قدمتها حكومته لضبط عمليات التهريب او نشر اجهزة المسح الأمني في مرفأ بيروت. وفي حين لم يتبلور بعد أي اجراء أو خطوة في اتجاه ترجمة هذه الإيجابية، الا ان المصادر تؤكد ان هناك عملاً حثيثاً وجدياً يجري في الخارج من اجل ان تأتي الترجمة بالنتائج المرجوة منها. وهي ستتبلور في رأيها عبر مسارين: أولهما يتمثل باعلان قريب عن آلية مساعدات للشعب اللبناني، ويكمن الثاني في عودة التبادل التجاري مع دول الخليج. ولكن دون المسارين بعض الإجراءات المطلوب التفاهم عليها قبل الإعلان عنهما. ذلك ان مسألة المساعدات تقترن بوضع آلية لها. ويجري البحث في انشاء صندوق ائتماني لهذه الغاية يخصص للمساعدات الانسانية، وينطلق من المحادثات الفرنسية - السعودية في هذا الإطار ومبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكان هذا الموضوع طُرح خلال زيارة وزير الخارجية السعودي لباريس حيث تم التوافق على تفعيل المساعدات الانسانية والتنموية لعدد من القطاعات اللبنانية، وإنشاء صندوق للمساهمات الدولية. اما عودة التبادل التجاري فستكون مشروطة باجراءات قانونية وقضائية وأمنية تضمن عدم حصول اي عمليات تهريب تعيد الأزمة الى مربعها الاول. وينتظر ان يعلن مجلس التعاون الخليجي في اول اجتماع له عن هذه الخطوة.

ولا تستبعد المصادر ان تساهم الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان الى لبنان في بلورة الزخم العربي - الفرنسي في اتجاه لبنان، مشيرة الى ان هذه الزيارة التي كانت مقررة سابقاً لم تلغَ ولا تزال على جدول اعمال رئيس الديبلوماسية الفرنسية، والإعلان عن موعدها يرتبط بمدى تقدم العمل بالصندوق المزمع إنشاؤه، سيما وان باريس تحرص على تأكيد استمرار اهتمامها بلبنان وعدم اهمالها لهذا الملف. وهي تراقب من كثب التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية وسط تأكيد دائم على ضرورة اجرائها، انطلاقاً من مخاوف يتلمسها زوار العاصمة الفرنسية من تراجع فرص حصولها. وتلتقي المخاوف الفرنسية مع اقتناع سعودي بتراجع الاهتمام لدى الناخبين اللبنانيين بهذا الاستحقاق، مما قد يؤدي الى تراجع نِسب الاقتراع، ولا سيما لدى القواعد السنية. من هنا، كان التحرك من اجل إعطاء زخم لهذا الاستحقاق والدفع في اتجاه إجرائه. ولا تستبعد المصادر ان توفر عودة السفير السعودي مع بداية شهر رمضان هذا الزخم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار