رأي إسرائيلي: ترسيم الحدود يتعرقل بسبب "ألعاب الأنا" اللبنانية | أخبار اليوم

رأي إسرائيلي: ترسيم الحدود يتعرقل بسبب "ألعاب الأنا" اللبنانية

| الأربعاء 30 مارس 2022

يريد رئيس الجمهورية أن ينهي القضية بسرعة كآخر إنجاز في عهده

سامي خليفة - المدن 
يتجه ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى مزيدٍ من التعقيد. إذ يبدو موقف لبنان الرسمي من طرح المبعوث الأميركي مربكاً مع اتجاهه لرفض اقتراح هوكشتاين، حتى أن سفير إسرائيل السابق لدى مصر، إسحاق ليفانون، حذّر في مقالةٍ نشرتها صحيفة "إسرائيل هيوم" من تطيير التسوية البحرية والعودة إلى نقطة الصفر.

لا اتفاق
قام المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين في بداية شهر شباط المنصرم، بزيارة إسرائيل ولبنان، وفي جعبته اقتراحات لتحقيق تسوية حول المنطقة البحرية الغنية بالغاز، والتي هي محط خلاف بين الطرفين. ولم يكشف هوكشتاين حينها عن أي تفاصيل حول ما حققته الزيارة، لكن كان هناك شعور بأن اتفاقاً يلوح في الأفق وأن كلا البلدين سيفعلان ما هو ضروري عند عودته، في الزيارة التي كانت مقررة بعد بضعة أيام.

وحسب السفير الإسرائيلي، كانت التصريحات التي تم الإدلاء بها من الجانب اللبناني، بما في ذلك تلك الصادرة عن حزب الله، مشجعة. وكان هناك تفاهم على أن هوكشتاين قد أقنع اللبنانيين بالتخلي عن مطالبتهم بزيادة مساحة كبيرة، ومع ذلك ينتظر هوكشتاين حالياً الرد على اقتراحه الذي يعطي لبنان الحصة الأكبر.

وبعد أن برز إلى الواجهة رفض لبنان لمقترح الوسيط الأميركي حول ترسيم الحدود، وما تسرّب من معلومات عن توجه الرؤساء الثلاثة لرفض المقترح الأميركي وسط إرباكٍ لبناني تام، كشف ليفانون عن خلافات تعيق إمكانية التوصل إلى اتفاقٍ بشأن ترسيم الحدود البحرية، مؤكداً في مقالته أن واشنطن تسعى بقوة إلى إنهاء هذا النزاع خصوصاً في ظل استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية.

"ألعاب الأنا"
ولفّت السفير الإسرائيلي أن كل الأمور تشوشت مؤخراً بسبب "ألعاب الأنا" في لبنان، وأول من يقوم بهذه اللعبة هو الرئيس ميشال عون، الذي يريد أن ينهي القضية بسرعة، ويعزو الإنجاز لنفسه قبل نهاية ولايته، وقبل أن يغادر قصر الرئاسة في بعبدا بعد بضعة أشهر.

أما الشخص الثاني الذي ينغمس بلعبة الأنا في لبنان، وفق ليفانون، فهو رئيس مجلس النواب نبيه برّي. الذي كان قبل عقدٍ من الزمن، مسؤولاً عن معالجة الموضوع. ولقد سعى هذا الأخير إلى الترويج للقضية وتسجيل نقاطٍ لنفسه، وبالفعل، تمكن منذ ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر من إقناع الولايات المتحدة بقيادة المحادثات بين إسرائيل ولبنان في رأس الناقورة. واليوم بعد أن أصبح الاتفاق أقرب من أي وقت مضى، يشعر برّي بالندم على تخليه عن الملف وتسليمه لعون، ويريد تولي المسؤولية قبل أي صفقات محتملة. 

وتبقى الأنا الأكثر إشكالية هي تلك التي تخصّ حزب الله. فرغم إعلان الحزب أنه لن يتدخل وسيسمح للحكومة اللبنانية بالتعامل مع الأمور، ها هو ذا يتدخل مستغلاً مسألة الحدود البحرية لمصالحه الخاصة بعد أن تآكلت مكانته السياسية داخلياً. وقد أشار رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله إلى ذلك بقوله أن تنظيمه يفضل بقاء الغاز في باطن البحر، على ألاّ تستفيد منه إسرائيل.

موقف لبنان ورفض إسرائيل
ويوضح ليفانون أن الأميركيين ليسوا سعداء بـ"ألعاب الأنا"هذه، ويريدون وضع حد لهذه القضية عندما يعود هوكشتاين إلى المنطقة. منوهاً أنه بالنظر إلى موقف حزب الله، يبدو أن لبنان يستعد للمطالبة بكافة المساحات المتنازع عليها لنفسه، وهو أمرٌ عبثي لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل قبوله.

أمام كل هذه التطورات السلبية، رأى السفير الإسرائيلي أن هذه المطالب ستعيق الصفقة وسيستغلها أمين عام حزب الله حسن نصر الله لصالحه. ومن دون ضغوط أميركية، لن يتغير برأيه شيء. ويتابع بالقول أنه في وضع واشنطن هذه الأيام حيال بوتين وأوكرانيا والصين وإيران، يُطرح السؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم كل ثقلها لتنهي القضية. معتبراً أن مطالبة لبنان بكامل المساحة، ستحرر إسرائيل من أي التزام يفيد نصرالله، وتالياً يمكنها البدء في إنتاج الغاز في الجزء الذي من المفترض أن يكون تابعاً لها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار