واشنطن ليست في وارد تسليم لبنان إلى طهران | أخبار اليوم

واشنطن ليست في وارد تسليم لبنان إلى طهران

| الجمعة 01 أبريل 2022

"النهار"- وجدي العريضي

يسعى المجتمع الدولي إلى "دَوزنة" الوضع في لبنان على خلفية عدم زواله، من خلال التعاطي الإنساني، خلافاً لما يجري تداوله من أن الولايات المتحدة الأميركية ستسلّم البلد هدية الى إيران، ومنها إلى "حزب الله"، فذلك لا يمتّ الى الحقيقة بصلة، استناداً الى ما سبق لوزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان ان تطرق إليه من أن المفاوضات النووية في فيينا في لمساتها الأخيرة، وثمة إيجابيات كثيرة برزت على هذا الصعيد، وصولاً إلى تهليل فريق الممانعة لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم اجتياح روسيا لأوكرانيا، وبمعنى آخر أن هذا الفريق يسجّل الإنتصار تلو الآخر.

في هذا السياق، تكشف مصادر سياسية بارزة لـ"النهار"، أن سفيراً لبنانياً سابقاً في واشنطن التقى في الأيام الأخيرة مسؤولين أميركيين في إدارة الرئيس جو بايدن، وتفاجأوا بكل ما يثار حول أن واشنطن ستسلّم لبنان إلى إيران، ومن خلالها إلى "حزب الله"، وأنهم لم يعتبروا الحوثي إرهابياً، فكل ذلك يجافي الحقيقة، بحيث ان وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قال كلاماً في أكثر من دولة أوروبية وخليجية، تضمّن إدانة للإعتداءات الحوثية على المنشآت النفطية والمدنية في السعودية. لا بل بعد تعرّض مدينة جدة لاعتداء حوثي على إحدى منشآتها النفطية، كان البيان الأبرز لواشنطن التي أكدت وقوفها إلى جانب الرياض. وبالتالي، ان ما يقال عن "الحرس الثوري" بأنه جيش وطني في إيران، وما سوى ذلك، إنما هو تزوير للحقائق، مشيرة إلى أن المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي تتماهى وتتناغم مع السياسة الخارجية للإدارة الأميركية، وتحديداً حول لبنان، وأن لاءات لودريان حيال الوضع اللبناني الداخلي، إنْ على صعيد سطوة "حزب الله" على إدارات الدولة ومرافقها، وصولاً إلى تدخلاته وتورطاته في المنطقة، فذلك يتطابق مع ما تحدث عنه بلينكن في أكثر من دولة عربية. ومن هذا المنطلق، فإن واشنطن فوّضت الملف اللبناني الى باريس، وإن كانت هناك تباينات سابقة، فقد أزيلت وباتت من الماضي، باعتبار أن مواقف لودريان، وصولاً إلى "إعلان جدة"، تخطت تشدّد الإدارة الأميركية تجاه إيران وحليفها الأساسي "حزب الله"، بمعنى أنه بعد التجربة الفرنسية على الساحة اللبنانية من خلال الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت وتعطيل مبادرته، إلى كل ما أحاط بالساحة اللبنانية من تدهور سياسي واقتصادي، وعدم الإلتزام بالإصلاحات المالية والإدارية، فذلك ما بدّل من نظرة باريس تجاه "حزب الله". وكان هناك خط مفتوح بين السفير الفرنسي السابق برونو فوشيه، مع حارة حريك، وتواصله الدائم مع "الحزب"، ولكن ما حصل لاحقاً من تعطيل المؤسّسات اللبنانية، وصولاً إلى قيام "حزب الله" بتنفيذ الأجندة الإيرانية في لبنان ونسف العلاقات مع الخليج، فهذه المسائل أغضبت الرئيس ماكرون، ومن هنا فإن السياسة الفرنسية تتلاقى مع واشنطن والقاهرة ودول الخليج، وتحديداً مع الرياض.

وفي السياق، أُفيد بأن رسائل فرنسية وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين، تحذّرهم من مغبة إعادة تعطيل أو نسف العلاقة اللبنانية ـ السعودية بعد الجهود والإنجازات التي تحقّقت في باريس بفعل لقاء المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير وليد البخاري، خصوصاً أن حملات "حزب الله" الأخيرة على الرياض، أزعجت المسؤولين الفرنسيين الذين يواكبون أولاً بأول مسار هذه العلاقة من خلال سفيرتهم في بيروت آن غريّو. وعُلم من خلال المواكبين والمتابعين لهذا المسار، أن اتصالات حصلت في الساعات الماضية بين الفرنسيين، عبر مستشار ماكرون السفير باتريك دوريل، مع طهران لممارسة ضغطها على "حزب الله" كي لا يفسد الخطوات التي أُنجِزت في العاصمة الفرنسية، إنْ على صعيد تفعيل العلاقة اللبنانية ـ الخليجية، أو من خلال الصندوق الإستثماري السعودي ـ الفرنسي لمساعدة لبنان في المجالات الإنسانية، وتأمين الأرضية الصلبة لعودة السفير البخاري إلى بيروت، والتي ستشهد خطوات بارزة وفاعلة. ويمكن القول إن مؤشرات بالغة الأهمية ستشهدها العلاقات اللبنانية ـ السعودية والخليجية، ما يشي بأن الساحة اللبنانية غير متروكة، وفي المقابل، وهنا بيت القصيد، أن البلد لم يُسلَّم إلى إيران، أو ان باستطاعة "حزب الله" على رغم فائض القوة أن يغيّر وجهه وخصائصه السياسية والثقافية، في ظل المعادلات والمقاربات القائمة في المنطقة وعلى المستوى الدولي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار