التعاسة... رفيقة درب اللبناني! | أخبار اليوم

التعاسة... رفيقة درب اللبناني!

كارول سلّوم | الجمعة 01 أبريل 2022

تغيير الوضع يحتاج الى معجزة...

كارول سلوم -أخبار اليوم-

نحن تعساء أو بؤساء. لم تعد لأي كلمة فرق طالما أن المعنى يخدم المضمون. اللبنانبون هم التعساء بأقرار دولي ومحلي، وتفاديا لأي تعميم القسم الأكبر منهم كذلك .
لم يمر زمن طويل منذ أن تغنى الجميع بفرح الناس في لبنان وكيف أن اللبناني ينعم بالسرور انطلاقا من طبيعته ومسايرته للأخرين. ليس بالضرورة أن تكون التعاسة قائمة بسبب حدث أو قرار ، لقد أصبحت نابعة من كل شيء. تعيس هو اللبناني في بداية الشهر كما في نهايته ، لأن راتبه الذي يتقاضاه مصاب بالأفلاس.


وتعيس هو اللبناني الذي ينتظر الإفراج عن الادوية المستعصية، والذي يتحكم به مرض أو بحاجة إلى الاستشفاء.


واللبناني تعيس عندما ينتظر في أي طابور ، وعلى الرغم من ذلك عندما تسأل أحدهم عن وضع ، يقول: عايشين. كيف له أن يعيش؟ هل أصبحت التعاسة عادة؟
يبدو كذلك وفي بلد تتعدد فيه أسباب التعاسة إنما النتيجة واحدة: قلب لا يضحك وهم يصيب الشعب اللبناني.


ليس صدفة أن يحتل لبنان المرتبة الثانية للدول الأكثر تعاسة وفق تقرير منظمة الأمم المتحدة. لقد مر الخبر لدى المسؤولين والقيمين على البلد مرور الكرام، لأقتناعهم انهم ليسوا وراء ذلك!.


وتروي نجاة ف. عبر وكالة "أخبار اليوم" كيف اشتد عليها المرض نتيجة حالة الأستياء والقرف من الأوضاع الراهنة. وتقول أن مرضها ليس مستعصيا إنما هو عبارة عن توتر جسدي ودقات قلب سريعة وذلك ناجم عن ارتفاع فواتير مولد الكهرباء شهريا وعن تقنين لا يرحم ، وعن أسعار مرتفعة وقلق من فقدان الوظيفة وغير ذلك.
تضيف: نحن بؤساء لأننا في بلد تحيطه المصائب ويرتسم فيه السواد بشكل متواصل ، وتنعي الرفاهية التي نعم بها كثيرون في نزهات ورحلات وحفلات وغير ذلك، قائلة: نحن نعمل لنأكل فقط ولا يمكننا حتى أن نتناول سوى أنواع محددة من الطعام.


نجاة كما غيرها يعانون من التعاسة من الأكثر الأسباب تفاهة حتى .
ويقول هادي ك. أن هذه التعاسة باتت ملازمة للمواطن اللبناني منذ أن يفيق من نومه على الظلام أو نور شمعة وعند ادارته محرك سيارته وعند وصوله إلى المحل التجاري وعند سماعه نشرة الأخبار المسائية وانقطاع المواد الغذائية وشح الأموال، حتى عندما يقرر السير على الأقدام، تتحكم التعاسة بأصغر شريان في رأسه. ويشير إلى أنه لمح في أكثر من مرة رجل وسيدة يتمتمان بسبب ذلك، والأخطر من ذلك أنهما على استعداد للأنفجار بالبكاء في حال تم توجيه أي سؤال لهما.
اضحت التعاسة تعني فقدان الشعور بالفرح الحقيقي، حتى أن من ينتظر للحصول على راتبه فبدل أن يسر بذلك، يشعر بالخيبة لأن أسعار احتياجاته باتت تفوق ما يتقاضاه بأشواط وهذا وحده كاف لأن يشعر بالمرارة.


ليس في الأمر مبالغة، التعاسة حقيقية في لبنان حتى وإن قرر البعض الوقوف ضدها. اما اذا كان المجال متاحا لقلب الأمور قريبا ، فذاك يحتاج إلى معجزة ..

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة