العالم أجمع بدأ يلمس تداعيات النزاع... وبوتين يريد السيطرة على دونباس مهما كان الثمن | أخبار اليوم

العالم أجمع بدأ يلمس تداعيات النزاع... وبوتين يريد السيطرة على دونباس مهما كان الثمن

| السبت 09 أبريل 2022




قُتل 52 شخصاً على الأقل بينهم خمسة أطفال الجمعة في قصف صاروخي استهدف محطة للقطارات في كراماتورسك في شرق أوكرانيا حيث كانت تجري عمليات إجلاء مدنيين هرباً من هجمات القوات الروسية، في وقت زار مسؤولون أوروبيون مدينة بوتشا التي شهدت فظائع اتُهمت روسيا بارتكابها.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضربة على كراماتورسك بأنها عمل "غير إنساني". وقد أثارت هذه الضربة موجة إدانات دولية، فاتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن موسكو بارتكاب "فظاعة مروعة" بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنها "جريمة ضد الإنسانية".

إلا أن موسكو نفت مسؤوليتها عنه.


واستهدفت محطة القطارات في كراماتورسك بقصف صاروخي أوقع "52 قتيلاً على الأقل بينهم خمسة أطفال"، وفق ما أورد حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو على تطبيق تلغرام.

ووقعت الضربة في الوقت الذي كان الراغبون بالفرار يتجمّعون منذ أيام بالمئات في المحطة للهروب من منطقة دونباس التي باتت الهدف الرئيسي للجيش الروسي.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأنهم شاهدوا ثلاثين جثة على الأقل في أكياس للقتلى أو تحت الأغطية أمام المحطة.

وأشار مدير شركة السكك الحديد الأوكرانية أولكسندر كاميشين إلى سقوط أكثر من مئة جريح مندداً بـ"ضربة متعمّدة".

وقالت امرأة وهي ترتجف من الخوف مترددة في الاقتراب من الجثث "أبحث عن زوجي، لقد كان هنا، لا أجده".

وتبحث أخرى عن حقيبتها اليدوية وجواز سفرها بين المقتنيات التي تم جمعها، وتقول "الأعداد كانت كبيرة في المحطة وأمامها. كنت في الداخل وسمعت ما يشبه دوي انفجارين، هرعت للاحتماء وراء أحد الجدران".

وفي الأيام الأخيرة تم إجلاء الآلاف بالقطار من محطة كراماتورسك، عاصمة منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة كييف والتي يتخوّف سكانها من هجوم روسي وشيك وواسع النطاق.

في الأيام الماضية دعت السلطات الأوكرانية سكان دونباس إلى مغادرة منطقتهم بأسرع وقت.

وفي مساحة عشبية أمام المحطة يطوّق شريط وضعته الشرطة بقايا الصاروخ.

وعلى الصاروخ مدوّنة بالأبيض عبارة "من أجل أطفالنا"، ما يوحي أن الانفصاليين الموالين لروسيا أطلقوه انتقاماً لأطفالهم الذين قتلوا في حرب دونباس الأولى التي بدأت في العام 2014.

قبل نحو ساعة من الضربة، كان عشرات المدنيين من مسنّين ونساء وأطفال ينتظرون دورهم للمغادرة.


وجاء في بيان لزيلينسكي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن روسيا "شر لا حدود له"، متّهما موسكو باتّباع أساليب "غير إنسانية"، مضيفاً "إنهم يقومون على نحو لا يصدق بالقضاء على السكان المدنيين".

وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة أن "الهجوم على محطة أوكرانية هو فظاعة مروعة جديدة ارتكبتها روسيا".

ولدى توجّهه إلى كييف أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "إدانته الشديدة" للضربة واصفاً إياها بأنها "هجوم عشوائي"، من جهتها دانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الضربة ووصفتها بأنها "هجوم خسيس".

وتفقّد المسؤولان عصراً مدينة بوتشا حيث أثارت صور جثث في الشوارع استياء دولياً.

وقالت فون دير لايين في وقت لاحق خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي "ستغرق روسيا في التفكك الاقتصادي والمالي والتكنولوجي، في حين تسير أوكرانيا نحو مستقبل أوروبي". وأضافت "أنا مقتنعة تمامًا أن أوكرانيا ستربح هذه الحرب، والديموقراطية أيضاً".

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني "نتشارك القيم نفسها، ومن أجلها نحارب".

ومن المقرر أن يزور المستشار النمسوي كارل نيهامر أيضًا بوتشا اليوم وكذلك كييف.

وسبق أن ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعمل "شنيع"، فيما ذهب لودريان إلى حدّ التحدث عن "جريمة ضد الإنسانية".

وأكد ماكرون لاحقًاً أن بلاده بصدد "جمع أدلة" تثبت "جرائم حرب الروس" في أوكرانيا. وقال "أرسلنا عناصر من الدرك وقضاة متعاونين للمساعدة (...) في جمع الأدلة التي تثبت ذنب الجنود الروس وهويات هؤلاء الجنود الروس".

وسارعت موسكو لنفي أي مسؤولية لها عن الضربة على كراماتورسك، مؤكدة أنها لا تمتلك هذا النوع من الصواريخ منددة بـ"استفزاز" أوكراني.

ولاحقا أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "هدف الضربة التي دبرها نظام كييف على محطة القطارات في كراماتورسك كان منع سكان المدينة من الرحيل ليتمكن من استخدامهم دروعاً بشرية".

- عمليات إجلاء -

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الجمعة أن جيشها دمّر بواسطة صواريخ عالية الدقة "أسلحة وغيرها من المعدات العسكرية في محطات بوكروفسك وسلوفيانسك بارفينكوف" وكلّها تقع على مقربة من كراماتورسك.

وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف ومن الشمال الأوكراني، جعلت روسيا من السيطرة على منطقة دونباس هدفاً لها، علما بأن انفصاليين موالين لموسكو يسيطرون على أنحاء من المنطقة منذ العام 2014.


ويرى مراقبون كثر أن بوتين يريد السيطرة على دونباس مهما كان الثمن قبل موعد العرض العسكري في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية في التاسع من أيار.

وفي حين ضاعفت روسيا هجماتها في شرق البلاد وجنوبها، تسعى السلطات الأوكرانية إلى إجلاء مواطنيها من هذه المناطق.

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن عمليات الإجلاء استؤنفت ليل الخميس الجمعة بعدما كانت قد توقفت من جراء أضرار ألحقتها القوات الروسية "بخط السكة الحديد في شاستيا".

ومنذ أيام عدة يحض غايداي السكان على المغادرة وجاء في منشور له على فيسبوك "كل الأهوال التي شهدناها يمكن أن تتفاقم. لا تحكموا على أنفسكم بالإعدام! غادروا! الأيام القليلة المقبلة ستكون الفرصة الأخيرة" للإجلاء.

وفي منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود أعلنت السلطات فرض حظر تجول اعتباراً من مساء السبت حتى صباح الإثنين، تحسباً لمخاطر شن روسيا ضربات صاروخية.

- حلقة الكرملين -
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة عضواً، الخميس على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية، وذلك بتأييد 93 صوتاً.

من جهتها، أعلنت دول مجموعة السبع عقوبات جديدة بينها حظر على جميع الاستثمارات الجديدة في القطاعات الرئيسية في روسيا.

إلا أن البنك المركزي الروسي أعلن الجمعة أنه سيسمح مجدداً اعتباراً من 18 نيسان ببيع العملات الأجنبية بعد تعليق هذا الامر مطلع آذار إثر العقوبات الغربية غير المسبوقة.

والجمعة فرضت المملكة المتحدة عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف مؤكدة أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".

وأعلن الاتحاد الأوروبي أيضًا فرض عقوبات على ابنتي بوتين الى جانب أكثر من مئتي شخص آخرين، وفق قائمة رسمية نشرها التكتل الجمعة.

وسبق أن فرض الاتحاد الخميس حظراً على فحم روسيا. وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الأوروبيون قطاع الطاقة الروسي الذي يعتمدون عليه بشدة.

ويعتزم الاتحاد الأوروبي حظر صادرات إلى روسيا بقيمة عشرة مليارات يورو وفرض عقوبات جديدة على مصارف روسية وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.

في الوقت نفسه، أعلن الاتحاد استعداده للإفراج عن 500 مليون يورو إضافية لتمويل الأسلحة لأوكرانيا.

وبهدف الاستعداد للتصدي للهجوم المتوقع في دونباس، تطلب كييف مساعدة الغرب.

وأعلنت بريطانيا تعزيز المساعدة العسكرية لأوكرانيا عبر إرسال صواريخ إضافية مضادة للدروع والطائرات.

في روسيا، قررت وزارة العدل الجمعة إغلاق الفرعين المحليين لمنظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش المدافعتين عن حقوق الإنسان.

وبدأ العالم أجمع يلمس التداعيات المباشرة للنزاع.

وبلغت أسعار المواد الغذائية في العالم في آذار "أعلى مستويات سجلتها على الإطلاق" في ظل الحرب في أوكرانيا التي بلبلت أسواق الحبوب والزيوت النباتية، على ما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

ويثير هذا التحذير المخاوف من وقوع أزمة غذاء عالمية واضطرابات اجتماعية-سياسية قد يتسع نطاقها إلى بلدان عدة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار