"الجديد": ما عجز عنه الراعي رعاه نصرالله بإفطار مصالحة بين الحليفين اللدودين ونور العين | أخبار اليوم

"الجديد": ما عجز عنه الراعي رعاه نصرالله بإفطار مصالحة بين الحليفين اللدودين ونور العين

| السبت 09 أبريل 2022

ما عجز عنه الراعي رعاه نصرالله بإفطار مصالحة بين الحليفين اللدودين ونور العين. هي صدقة جارية وضعها أمين عام حزب الله في ميزان حسنات الشهر الفضيل، بجمع فرنجية - باسيل، رأفة بمن تبقى من المسيحيين بعد تهجير السواد الأعظم منهم، وذهاب آخرين فرق عملة في حروب الإلغاء.

وإذا كانت مفاعيل اللقاء على موائد الرحمن تأخرت عن الصرف في سوق الانتخابات النيابية، فإنها ستؤسس لأول الكلام في الانتخابات الرئاسية. لكن رئيس التيار وغداة اللقاء، بدا كمن تعاطى إبرة في العضل. فباسيل الذي ترأس أكبر كتلة نيابية بالرافعة السنية، سيعود إلى ساحة النجمة بالحواصل الشيعية، وكاد وهو يعلن لوائح التيار الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية، أن يستهل كلمته ب"البسملة والحمدلة"، لكنه وللأمانة أتقن فن الكذب واستحق عن جدارة لقب "غوبلز" التيار.

مشى باسيل عكس تيار الإصلاح والتغيير، ومن معزوفة "ما خلونا وما خليناهم"، كرس الوجه الحقيقي للقائد الهارب في عز المعركة. وبسياسة رفع الضيم، كاد يقول للخصم "بيي الجنرال أقوى من بيك الزعيم". قدم الاعتذار عن عدم القدرة على بناء الدولة وهو لم يكن له حتى شرف المحاولة، بانغماسه في المحاصصة والثلث المعطل والميثاقية وتعيين آلاف المحاسيب في الإدارات العامة، حارب الإصلاح بإلغاء الدستور واللعب على القانون، ورمى فشله في التغيير على الاخرين "وما خلوه" يسترجع أموال الناس بعد أن شارك في هدرها، "وما خلوه" يستخرج الغاز لأن المرسوم بات بحاجة إلى منقبين للعثور عليه في أدراج بعبدا.

لم يبق جبران على خصم ولا حليف، فهو لم يوفر جعجع وفرنجية وأمل وحزب الله والاشتراكي والنواب الذين "تفرفطوا" وهاجروا من تكتل لبنان القوي. والغرابة في الخطاب الانتخابي أن جبران يهاجم أمل في الكهرباء ويعلق في الوقت نفسه على شبكتها الانتخابية، يلسع فرنجية ويجالسه على مائدة رمضان، يكيل أقوى الاتهامات لجعجع كمجرم حرب وهو الذي صاحبه وتفاهم معه كمجرم حرب في صفقة معراب - بعبدا التشاركية والإلغائية لبقية المسيحيين، يقرص وطن الانسان لنعمة افرام وهو الذي عرفنا على هذا الوطن عندما استدعاه ممولا للائحة كسروان جبيل في الدورة الماضية. هو يعلن العزم على محاربة حزب المصارف ممن لديهم مرشحين في الانتخابات المقبلة، وعلى متن تياره عمدة مرشحي حزب المصارف، وفي عقيدته ان ليس كل المصارف مهربة وملعونة، بل يحيد منها كل من يدفع الجزية الانتخابية.

وفي موسم بيع الأوهام للناس اعتذر باسيل من المودعين، وفاته أنه كان شريكا مضاربا في طلب الاعتمادات التي ضاعت في قنوات الصرف السوداء، لكنه أخذ على عاتقه تطيير حاكم مصرف لبنان، وتياره كان شاهد زور في الحكومات على السياسات المالية. وعد باسيل بتطيير الحاكم، وليته فعل في جلسة التمديد له، لكان وفر علينا تكرار التذكير بهذه الواقعة الاليمة.

وفي إطلالة شد العصب على أبواب الانتخابات رمى بتهمة التقصير في التصويت الإلكتروني على مدير بالخارجية، في وقت كانت حقيبة الخارجية بيده، واستحدث شباكين اثنين للاقتراع واحد للتيار والثاني لمحدلة أمل، مبتدعا فكرة الفصل عبر الشبابيك.

وفي خطاب الجهاد الانتخابي حاز باسيل على براءة اختراع أفضل خطة للكهرباء و"اللي استحوا ماتوا"، في خطة أهدرت مليارات الدولارات على العتمة وانبعثت روائح الصفقات من بواخرها، حتى وصلت إلى "أنف ماغنتسكي". قدم باسيل كل اعتذار ممكن إلا عن الكهرباء حيث فصل جبران خط الحامي عن البارد، وانفصم عن الواقع، مصورا للناس أن البواخر كانت الحل واللبنانيين رفضوه. هو هاجم ما سماه اعلام الكذبة في صفقة البواخر ورشوتها، وادعى ان الملف اقفل في القضاء، علما أنه ما يزال مفتوحا على مصراعيه، وقد وثقت وحدة التحقيقات الإستقصائية فساد هذه الفضيحة من خلال عمولات دفعت لتمريرها، وعرضت التسجيلات ذات الصلة، بل ثمة إدعاء من النيابة العامة المالية على صديقة رالف فيصل والملف عن قاضي التحقيق في بيروت روني شحادة.

نسي باسيل الكابتال كونترول سنتين وأيده الآن، ألقى باللائمة على الثورة بالانهيار ولم يحتسب السنين الخمسة عشر التي قضاها بالحكم لاعبا ملاكما معطلا نسب انجازات صندوق النقد الدولي الى صندوقته الانتخابية. منن الناس بأنه خفض الخلوي وهو الذي أطلق الصلاحيات بيد الوزير لينهب ويقطف.

أما مسك الختام فكان بإلقاء اللوم على المؤامرة والحصار حتى وقوع الانهيار، علما أن التيار ومن خلفه العهد، كان عراب الانهيار حتى الوعد بجهنم وبئس المصير في شخصيات تقدم نفسها في مواقع القيادة وتختبئ خلف إصبعها.

وكما في السلطة للمعارضة ودعاة التغيير ومجموعات المجتمع المدني، قيادات نحرت الثورة وصورة وحدتها في النقابات والجامعات، ولم تتجل في الانتخابات النيابية المقبلة بتشتت اللوائح وغلبة الأنا والمصلحة الشخصية، وأمام هذه القوى فرصة الوقت المستقطع قبل الاستحقاق الانتخابي للتوحد وعدم تأمين الصوت التفضيلي للسلطة بتشتت الأصوات المعارضة.

وإذا كانت انتخابات الداخل تترنح على حافة التأجيل أو التطيير، فإن المرحلة الأولى منها بتصويت المغتربين مهددة، وعليها رفع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الصوت وقال: أريد حلا.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار