أبعد من مصالحة "التيّارين": إعادة 8 آذار وما بعد الانتخابات | أخبار اليوم

أبعد من مصالحة "التيّارين": إعادة 8 آذار وما بعد الانتخابات

| الإثنين 11 أبريل 2022

شعور قوى 8 آذار بـ"تفوّق" في أكثر من ميدان

 "النهار"- عباس صباغ

ما كان مستبعداً قبل سنوات، أو حتى قبل أشهر، بات متاحاً على مائدة الصائمين في زمن تقاطع الصوم عند المسيحيين والمسلمين. فما وجبة الإفطار التي أعدّها "حزب الله" لحليفيه بعد انقطاع لسنوات؟

كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يحرص في إطلالاته أحيانًا على التذكير بوجوب جمع شمل الحلفاء وإن كان الجهد ينصبّ سابقاً على تهدئة الأمور بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" ولا سيما أن الخلاف بين الطرفين كاد ينزلق الى ما لا يتمنّاه الحليف الأقوى في 8 آذار.

وإن كان ربط النزاع بين "أمل" والتيار البرتقالي أفضى في نهاية المطاف الى تنظيم نقاط الخلاف ومن ثم الاجتماع في لوائح انتخابية وخصوصاً في بعبدا والبقاع الغربي وإن كان الرئيس نبيه بري طلب سابقاً إبقاء دائرتي الجنوب الأولى والبقاع الغربي خارج الاتفاق مع "التيار الوطني الحر" بعدما أصرّ الأخير على مرشح أرثوذوكسي في البقاع الغربي، ما يعني قطع الطريق على نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي وهو ما لا يمكن أن يقبل به بري، ولكن تمّ التوافق لاحقاً على مرشح ماروني للتيار وبرعاية "حزب الله". لكن كل ذلك في كفة ولقاء "الصائمين" في كفة.


"ساعة عودة 8 آذار"
قبل 6 سنوات نعى بري "القوى الآذارية" في مؤتمر صحافي من عين التينة، أي من المكان الذي شهد ولادة النواة الأولى لـ8 آذار عام 2004 في ما عُرف بـ"لقاء عين التينة" حينها رداً على لقاء "البريستول". وإن كانت التسويات السابقة ولا سيما بين "التيار الوطني" و"تيار المستقبل" أطاحت الانقسام العمودي في البلاد ، فإن الامور تبدو اليوم مختلفة وسط شعور قوى 8 آذار بـ"تفوّق" في أكثر من ميدان، وما يزيد ذلك الشعور هو انكفاء الخصم الأساسي السابق أي التيار الأرزق، بكل ما يعني ذلك من رافعة أساسية لسائر القوى التي انضوت تحت مظلة 14 آذار.


ووفق تلك المعطيات، ما الدافع لإعادة لمّ شمل 8 آذار؟
بحسب معلومات "النهار"، إن "حزب الله" قد شعر بأن الأوان حان لإعادة تنظيم صفوف الحلفاء، وإن محاولاته السابقة ولا سيما بين حليفيه "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" لم تصل الى خواتيمها، وكان آخرها إقناع الوزير السابق سليمان فرنجية بزيارة بعبدا في كانون الثاني الفائت بعد دعوة الرئيس ميشال عون الأقطاب إلى طاولة الحوار ، ولكن فرنجية أطلق مواقف حمّالة أوجه من القصر الجمهوري عندما أعلن مقاطعته الحوار وفي الوقت نفسه موافقته على ما سيتبنّاه حلفاؤه، وقال حينها "نلتقي في الموضوع الاستراتيجي ونحن أهل الحوار، ولكن أن يكون بين فريقين لا بين فريق واحد (...)".

في كلام فرنجية حينها رسالة مفادها أنه لا يزال يعتبر رئيس الجمهورية في الخط الاستراتيجي نفسه الذي ينتمي إليه، وفي ذلك إعادة تأكيد لموقفه الذي أعلنه في 31 تشرين الأول عام 2016 عندما قال "إن انتخاب عون هو انتصار لمشروعنا السياسي".

كل تلك الإشارات كانت تشي بأن فرنجية لا يرفض تمنّيات الحزب الى أن تكلل ذلك بالمائدة "الرمضانية" التي أقامها نصرالله وجمعته مع جبران باسيل، والتي لم تبحث الانتخابات الرئاسية، وذلك لموقف مبدئي عند "حزب الله" مفاده "إن أيّ بحث في موضوع رئاسة الجمهورية لا مكان له ما دامت ولاية الرئيس عون لم تنته بعد". ولذا فإن الانتخابات كانت خارج البحث، والأمر ينسحب على الانتخابات النيابية، وأن الأمر أصلاً لا جدوى منه بعد تأليف اللوائح.

وفي المحصّلة، ما أراده الحزب واضح ويكمن في إعادة تنظيم صفوف 8 آذار وحلفائها على قواعد متينة والاستعداد لمرحلة ما بعد الانتخابات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار