التنسيق السعودي الفرنسي الأميركي يتوّج "العودة" | أخبار اليوم

التنسيق السعودي الفرنسي الأميركي يتوّج "العودة"

| الثلاثاء 12 أبريل 2022

"النهار"

عكست الحركة المتزايدة التي واكبت عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان إيذانا بعودة سائر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي دلالات بارزة ومهمة تتجاوز اطار الحضور الخليجي عموما والسعودي خصوصا في مرحلة #الانتخابات النيابية الى افاق أوسع مدى تتصل بالسعي الفعلي الى إعادة التوازن المفقود الى المشهد اللبناني عربيا وإقليميا وداخليا. وقد اتضح هذا البعد من خلال الحركة الناشطة والسريعة للسفير السعودي وليد البخاري غداة عودته الى بيروت اولا عبر جولته امس على رؤساء الطوائف اللبنانية وثانيا من خلال "الجمعة" السياسية الكبيرة التي شهدها الإفطار الذي أقامه مساء في دارته في اليرزة، واما البعد الأهم فكان من خلال المباحثات المباشرة التي اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع البخاري قبل الإفطار والتي بدا من خلالها ان هذا التطور يضع الحكومة امام عودة السفراء الخليجيين في اطار ثابت من التزام التعهدات التي قطعها الرئيس ميقاتي بما ينفي عن العودة الطابع الظرفي او حتى الانتخابي العابر . وقد أشار ميقاتي بوضوح الى انه سيقوم قريبا بزيارة للمملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان ولكن فهم ان الزيارة ستكون لاداء مناسك العمرة.

البعد المتعلق بالتزامات الحكومة برز من خلال اعلان ميقاتي بعد لقائه السفيرالبخاري في اليرزة انه سمع منه "حرص المملكة ، ملكا وولي عهد وقيادة،على دعم لبنان وان تكون دائما الى جانب لبنان. ولم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لان العلاقات تمر احيانا بمطبات، ونحن لا نريد ان نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان".

وكشف ان البخاري "تحدث عن الشراكة الفرنسية - السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان ، وقال ان عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني وهو التعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين. وقد اكد لي سعادة السفير حرصهما الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل باذن الله ان تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين".

وردا على سؤال قال : "لم اشعر يوما ان المملكة العربية السعودية اغلقت ابوابها امامي وامام اي لبناني، فنحن نعلم تماما ان اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة ، وانا باذن الله ساقوم بزيارة الى المملكة العربية السعودية قريبا جدا واذا اردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك". وقال: "لقد اكدت في بياني الثوابت واننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان وفي الوقت ذاته الا يكون لبنان منصة او مصدر ازعاج لاي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا هو الأساس".

وشارك في الإفطار، كلّ من الرؤساء أمين الجميل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة، تمام سلام، إضافة إلى السفيرة الفرنسية آن غريو، السفيرة الأميركية دوروثي شيا، السفير البريطاني يان كولارد، مبعوثة الأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النائب وليد حنبلاط، النائبة بهية الحريري، النائب المستقيل سامي الجميل، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن.


إطلالة ثلاثية
واتخذت اطلالة إعلامية ثلاثية مشتركة من منزل السفير السعودي بعد الإفطار للسفير البخاري مع سفيرتي فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا دلالة معبرة وبارزة لجهة ما عكسته من تنسيق واضح ومعمق بين الدول الثلاث حول لبنان اذ من خلال "ترحيب" السفيرتين غريو وشيا بعودة البخاري اتضح تماما ان ابعاد عودة السفراء الخليجيين تستند الى اتفاق وتنسيق مسبقين بين الدول الثلاث . ولعل ما زاد المشهد توهجا ان السفراء كانوا يتحدثون تباعا ولو باقتضاب عن دلالات دعم دولهم للبنان في وقت كان فيه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتحدث بدوره في كلمة متلفزة مباشرة عن التطورات الداخلية.

واعتبر السفير البخاري انه لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان وانما اجراء ديبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. واكد ان مرتكزات المملكة لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة ويهم المملكة الاهتمام باللبنانيين والانسان في لبنان. واعلن ان هناك لجنة تحضيرية مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني ولتنفيذ المشاريع في لبنان لان لبنان والشعب اللبناني يستحقان ذلك لان الوضع صعب في هذه المرحلة.

وتحدثت السفيرة غريو عن التنسيق الفرنسي السعودي حول صندوق الدعم الإنساني المشترك فيما رحبت السفيرة شيا بعودة السفير السعودي ولفتت الى المؤشرات الإيجابية التي حصلت ولا سيما الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد الدولي.

وكان البخاري قام بجولة على القيادات الروحية، شملت مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابي المنى، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار