"حزب الله" عن عودة البخاري: حلفاء السعودية صيصان | أخبار اليوم

"حزب الله" عن عودة البخاري: حلفاء السعودية صيصان

| الثلاثاء 12 أبريل 2022

"النهار"- أحمد عياش

لم يتأخر "حزب الله" في التعبير عن موقفه غير المرحِّب بعودة سفراء دول الخليج العربي الى لبنان عموما، والسفير السعودي وليد البخاري خصوصا. وبدأ موقف الحزب هذا يظهر في أكثر من مناسبة وعبر وسائل عدة وعلى لسان ممثلين له من أعلى المستويات. ولا يكتم الحزب، في حملته على سفير المملكة في لبنان، ان عودة الأخير مع نظرائه الخليجيين تمّت بـ"توقيت إنتخابي".

ما يقوله "حزب الله" عن "التوقيت الانتخابي" لعودة السفراء الخليجيين، يلقى تأييدا من شخصيات خليجية، لكنها وضعت هذه العودة في سياق واسع يتخطى الانتخابات التي ستُجرى في 15 أيار المقبل. ففي تحقيق نشرته مراسلة موقع "بي بي سي نيوز عربي" لشؤون الخليج - بيروت وحمل عنوان "لبنان: هل انتهت الأزمة بينه وبين دول الخليج بعودة سفيري السعودية والكويت؟"، استبعد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي في حوار مع الموقع، انتهاء الأزمة بشكل كلّي وربط الأمر بالانتخابات النيابية المقبلة، معتبراً أن "دول الخليج تدخلت لمساعدة لبنان لأنها تريد أن تتواجد في لبنان وأن لا تترك الساحة للوجود الإيراني، لاسيما في ظل انتخابات نيابية مقبلة".

وأضاف: "لبنان لم يخرج من الحضن العربي، غير أن المشكلة كانت في المزاج السياسي في لبنان وفي التصريحات السياسية والاختراقات الأمنية". وأشار الشليمي إلى أن الدول الخليجية حصلت على تعهدات من الحكومة اللبنانية، وهي تعهدات قال إنها كافية لمساعدة لبنان في أزمته المالية والاقتصادية.

وفي السياق عينه، رأى الكاتب السعودي سعد الحامد في حديث مع الموقع إياه أن أزمة الخليج مع لبنان تكمن في ما وصفه بـ"اختطاف حزب الله لمؤسسات الدولة" والتدخل في شؤون دول مجلس التعاون، لافتاً إلى أنه "آن الأوان للبنان أن يتخلّص من أي قرارات أو معوقات تسيطر على قراره السياسي ومستقبل اقتصاده". وفي سياق متصل توقّع الحامد أن يكون واقع الانتخابات المقبلة مختلفا لأن اللبنانيين يعرفون برأيه من المسؤول عن انهيار مؤسسات الدولة.

ماذا عن عنوان المقال، والحملة الصريحة لـ"حزب الله" على السفير السعودي في لبنان؟
في برنامج "حديث الساعة" الذي بثّته قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب مساء الجمعة، سئل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عن عودة السفير السعودي الى لبنان، فأجاب: "ما شفتو راح ليرجع... هلّق شخص بيروح بيغيب وبيجي يشمّ الهوا شو بعملوا؟ في سياسات الدولة موجودة، ما غابت السياسات. ما بعرف السعودية شو بدها تعمل؟ قدّيش مستوى اهتمامها بالشأن اللبناني حيكون؟".

وسئل: ما هي دلالة العودة عشية الانتخابات النيابية؟ فأجاب: "بكرا منسمع، بدنا نشوف الصيصان شو بدهم يحكوا".

أما قناة "المنار"، وفي مقدمة نشرتها الإخبارية مساء الاحد الماضي، فقالت انه "وسط تشتت بعض الساحات الواحدة لا يكون مستغرَبا ان تتدخل السفارات لاستدراك الخسائر بالحضور المباشر واقامة الافطارات الانتخابية العلنية".

سئل الرئيس فؤاد السنيورة كيف يعتقد أن "حزب الله" وحلفاءه سيقاربون عودة سفراء الدول الخليجية الى لبنان؟ فأجاب: "أنا أعتقد أنهم لن يكونوا مسرورين، وسيعبّرون عن ذلك بطرق مختلفة. ولكن هذا بحد ذاته، يؤكد أهمية هذه العودة إلى لبنان، لكونها تبعث على الحياة، وتبعث على الأمل لدى اللبنانيين، وتعيد أيضاً الأمل بالدور الذي يمكن أن يلعبه الإخوة العرب، وأيضاً الأصدقاء في العالم في إنقاذ لبنان من محنته العميقة، والذي تردّت فيه الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية بسبب هذا الإطباق الذي يمارسه حزب الله ومن ورائه إيران على الدولة اللبنانية. وهذا ما أدى الى اختطافها ومنعها من ممارسة قرارها الحر في كل الأمور".

‏وعن ربط البعض توقيت هذه العودة للسفراء باقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان، أجاب: "في القول إنّ هذه العودة تصادف انها تحدث قبل شهر ونصف شهر من الانتخابات النيابية وقبل أشهر عدة من الانتخابات الرئاسية، فهذا برأيي أمر طبيعي. كما أنه ضروري بالنسبة الى لبنان، إذ إنّه هو المفتاح الذي ينبغي أن نستعمله لكي نلج الباب الذي يوصلنا إلى مزيد من تعزيز هذه العلاقات الوثيقة ما بين لبنان والأشقاء العرب".

هذا بعض ما قيل على ضفتيّ حدث عودة السفراء الخليجيين الى بيروت. ومن خلال هذه المواقف، لا بد من السؤال: هل كان "حزب الله" يتوقع عدم عودة سفراء الخليج الى مراكز عملهم في لبنان قبل الانتخابات النيابية المقبلة؟

ربما يكون الجواب مبالغا فيه، إذا كان مؤكِّدا أو نافيا. ولعله من الأفضل سلوك طريق في الوسط، يأخذ في الاعتبار توقع الحزب حدوث هذا التطور منذ الزيارة الشهيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى جدة ولقائه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومن ثم اتصال الأخير برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. لكن "حزب الله"، وعلى رغم توقعه حدوث عودة السفراء، إلا انه الآن في مواجهة واقع لن يكون لمصلحة رمي ثقله بالكامل كي يحرز انتصارا باهرا في 15 أيار المقبل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار