الحزب يطوّق القوّات: المفاجأة بالصوت السنّي؟ | أخبار اليوم

الحزب يطوّق القوّات: المفاجأة بالصوت السنّي؟

| الأحد 17 أبريل 2022

إدارة مُحكمة للمعركة الانتخابية يتولّاها حزب الله حصراً، في كلّ الدوائر

جوزفين ديب - اساس ميديا
 
في السياسة لا مواجهة تعلو على المواجهة بين الفريقين الأشدّ إمساكاً بالعصب السياسي والطائفي لفريقَيْهما: حزب الله والقوات اللبنانية. شعاراتهما وخطاباهما اتّخذا منحى تصاعدياً منذ حادثة الطيّونة-عين الرمّانة. حتى باتت هذه المواجهة تختصر بعمقها المشهد السياسي بكلّ ما فيه من تشعّبات وعناوين لمعارك أخرى.
 
تبدو هذه المواجهة أصعب على القوات في الانتخابات النيابية. لا سيّما مع غياب حليفها السنّيّ. وهذا ليس تفصيلاً. فالحزب نجح في إدارة الخلافات بين أطراف فريقه، على الرغم من تناقضاته مع الفريق الآخر، وعلى رأسهم القوات.

فهل ينجح في تطويق معراب؟ 

قرأت القوات اللبنانية في مشهد إفطار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبضيافته رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أنّ أحد أهدافه يقضي بتوحّد المتخاصمين لضرب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في عقر داره في دائرة الشمال الثالثة. تارة عبر تبنّي ترشيح وليام طوق في بشرّي، وتارة أخرى عبر توزيع الأصوات في المنطقة لإضعاف وجود القوات فيها قدر المستطاع.

والأرجح أنّ تقصّد عدم نشر صورة من اللقاء، تهدف إلى تقليص قدرة جعجع على استثمار توحّد فرنجية وباسيل تحت عباءة نصر الله، لضرب مسيحيّ ثالث هو جعجع. فبقي الإفطار "مُبهماً"، تنقصه "شجاعة الصورة". وربما إحساساً من المجتمعين بأنّ اجتماعهم ضدّ جعجع هو أمر ينبغي أن يبقى بلا صورة.

إدارة الحزب.. والصوت السنّي

يتحدّث البعض عن إدارة مُحكمة للمعركة الانتخابية يتولّاها حزب الله حصراً، في كلّ الدوائر، لمصلحته ومصلحة حلفائه، وسط توقّعات بحيازته الأكثرية النيابية المقبلة. لكنّ القوات ترى أنّ الجهد الذي بذله الحزب في جمع التناقضات بين برّي وباسيل من جهة، وبين فرنجية وباسيل من جهة أخرى، هو دليل تأزّم لدى فريقه. وفي مقابل ما تعتبره "تحالفات الضرورة" للحزب وحلفائه في لوائح تضمّ مرشّحين متخاصمين فيما بينهم، تؤكّد القوات أنّها منسجمة مع حلفائها، معتبرة أنّ توقيت عودة السفير السعودي إلى لبنان هو محاولة استنهاض للشارع السنّيّ للتصويت ضدّ مشروع حزب الله وكلّ من يمثّله:

دائرة الشمال الثالثة: يتقاطع فرنجية وباسيل على كسر القوات، إلى عدد من الدوائر الأخرى حيث يبدو المشهد مماثلاً. من هذه الدوائر "بعلبك-الهرمل"، حيث صاغ حزب الله ترشيحاته وتحالفاته بهدف إسقاط مرشّح القوات أنطوان حبشي. يأتي قرار الحزب هذا حرصاً على ما يعتبره خصوصية المنطقة ذات الغالبية الشيعية، وإصراراً على عدم السماح للقوات اللبنانية بخرقها.

 في المتن: يعتبر العونيون أنّ معركة لبنان تُختصر بمعركتهم هناك، وتحديداً المقعد الكاثوليكي الذي يترشّح عنه هذه المرّة ملحم الرياشي. وذلك لِما لهذا الأخير من حضور خاص في القوات اللبنانية، إلى جانب موقعه القريب من سمير جعجع شخصياً، والدور الذي لعبه في صياغة ورقة النوايا بين ميشال عون وسمير جعجع. 

في المقابل، يعبّر النائب الحالي والمرشّح عن المقعد الكاثوليكي إدي معلوف عن عصب التيار الوطني الحر لِما له من رمزية بسبب استشهاد والده ومسيرته النضالية إلى جانب عون منذ كان قائداً للجيش. غير أنّ هذه المواجهة الشرسة ليست محليّة في المتن فقط. إذ تدخل فيها كلّ حسابات المواجهة الكبرى بين عون وجعجع، ومن خلفهما القوى التي تدعمهما. وهنا تكشف مصادر قواتية عن تدخّل الحزب عبر قيادات مارونية محليّة للتصويت لمعلوف مقابل اعتبار مصادر عونية أنّ عودة البخاري تهدف إلى دعم مشروع جعجع الانتخابي.

 في زحلة: تبدو القوات محاصَرة في غياب الصوت السنّيّ الداعم لها. في المقابل يدعم الصوت الشيعي حلفاءه المسيحيين في المنطقة.
في البقاع الغربي: خذلت التحالفات القوات اللبنانية، ونجح حزب الله بجمع التناقضات في لائحة واحدة قطعت الطريق أمام خصومها.

في صيدا-جزين: يعمل حزب الله على تأمين بلوك من الأصوات السنّيّة للائحة التيار الوطني الحر التي تعاني غياب الحليف السنّيّ الوازن فيها. على أن يساهم الصوت الشيعي للحزب في جزين بدعم اللائحة من أجل تطويق القوات وقطع الطريق أمام مرشّحة القوات الكاثوليكية غادة أيوب.

رفع عدد الناخبين الشيعة

إزاء الكلام عن حسن إدارة حزب الله معركته ومعركة حلفائه على حدّ سواء، يبقى التحدّي الذي يواجهه هو رفع نسبة الاقتراع في بيئته، لأنّ انخفاضها سيؤدّي إلى إضعاف قوّة تأثيره في نتائج القوى الأخرى. 

في مقابل دعم الحزب حليفه المسيحي ليحافظ على موقعه كأكبر كتلة مسيحية في البرلمان، هل يدعم الصوت السنّيّ القوات في صناديق الاقتراع؟

تجيب مصادر قواتية بأنّ هناك مؤشرات إلى هذا الاحتمال، أوّلها خطبة المفتي عبد اللطيف دريان الذي دعا إلى التصويت وعدم الانكفاء، وثانيها هو العمل الذي تقوم به قيادات سنّيّة كفؤاد السنيورة وأشرف ريفي، وثالثها عودة السفير السعودي إلى لبنان وتأثير هذه العودة على البيئة والمزاج السنّيّ العام.

فهل ينجح حزب الله وحلفاؤه بتطويق جعجع فيعود إلى المجلس ومعه كتلة هزيلة؟

أم أنّ القوات ستفاجئ خصومها، كما فعلت في 2018، لكن هذه المرة عبر تتويج جعجع رئيساً لكتلة لا تقتصر على النواب المسيحيين فقط؟

لننتظر ونرَ.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار