في مناظرة تلفزيونية... ماكرون يتّهم لوبن بالتّبعية لموسكو: "امرأة حُرّة" (صور وفيديو) | أخبار اليوم

في مناظرة تلفزيونية... ماكرون يتّهم لوبن بالتّبعية لموسكو: "امرأة حُرّة" (صور وفيديو)

| الخميس 21 أبريل 2022

"النهار"

شهدت فرنسا مساء اليوم مناظرة تلفزيونية مباشرة اتّسمت بنقاش محتدم بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته في الانتخابات الرئاسية مارين لوبن، وصولاً إلى اتّهامات وجّهها ماكرون إلى لوبن بالتّبعية لروسيا ورئيسها، استدعت ردّاً حازماً منها.

وبدأ المتنافسان النهائيان في الانتخابات الرئاسية مناظرتهما بمناقشة القوة الشرائية للفرنسيين والسياسة الدولية ولا سيّما الحرب في أوكرانيا.


وبعد مصافحة سريعة، أخذ المرشّحان مقعديهما في استوديو تلفزيوني "تي أف 1" و"فرانس 2" لينطلق على مدى ساعتين ونصف الساعة نقاش حول مواضيع عدة ولاسيّما القوة الشرائية والأمن والشباب والعلاقات الدولية والتنافسية والبيئة والنموذج الاجتماعي، لمحاولة إقناع الملايين من الناخبين المتردّدين.

وتهدف المناظرة إلى التأثير على الناخبين الفرنسيين قبيل أيام من الدورة الثانية التي تُجرى الأحد في 24 نيسان الجاري، لانتخاب رئيس جديد لفرنسا لـ5 سنوات مقبلة.


أبرز مواقف ماكرون ولوبن في المناظرة

في مستهلّ المناظرة، بالنسبة إلى لوبن، التي تتأخّر عن ماكرون في استطلاعات آراء الناخبين، فإنّ المواجهة التي طال انتظارها هي فرصة لإقناع الناخبين بأنّها تتمتع بالمكانة التي تجعلها رئيسة وبأنهم لا ينبغي لهم الخوف من رؤية اليمين المتطرف في السلطة.

وقالت لوبن: "على مدى السنوات الخمس الماضية رأيتُ (الشعب الفرنسي) يعاني ويقلق وأريد أن أقول إنّ هناك خياراً آخر"، مضيفةً: "سأكون رئيسة (تهتم) بتكاليف المعيشة... سأكون رئيسة العدل".


وبالنسبة لماكرون، ربما يكون التحدي الأكبر الذي يواجهه في الحفاظ على تقدّمه المتزايد في استطلاعات الرأي هو ألّا يبدو متعجرفاً - وهو أمر انتقده العديد من الناخبين - بينما يلقي الضوء على الثغرات التي يراها في خطط لوبان السياسية.

وقال ماكرون في تعليقاته الافتتاحية إنّه في حالة إعادة انتخابه، فإنّه سيسعى جاهداً لجعل فرنسا "أكثر استقلالية وأقوى... يمكننا تحسين الحياة اليومية".



ومع انخفاض معدّل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 13 عاماً، قال ماكرون إنّه فخور بخلق فرص عمل خلال ولايته، مضيفاً: "أفضل طريقة لتعزيز القوة الشرائية هي محاربة البطالة".

وتابع ماكرون قائلاً: "لقد مررنا جميعاً بفترة صعبة من الأزمات غير المسبوقة".

وأضاف: "قضيت هذه الفترة الزمنية على رأس بلدنا محاولا اتخاذ القرارات الصحيحة وأريد الاستمرار في القيام بذلك لأنني أؤمن أولاً وقبل كل شيء أنه يجب علينا ويمكننا أن نجعل بلدنا أكثر استقلالية وقوة على طريق الاقتصاد والعمل والبحث والابتكار وعن طريق ثقافته".



ماكرون يتّهم لوبن بالتّبعية لموسكو

على صعيد السياسة الخارجية، اتّهم ماكرون لوبن بـ"التبعية للسلطة الروسية و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" وذلك بسبب قرض مالي حصلت عليه المرشّحة اليمينية المتطرّفة من بنك روسي.

وردّت لوبن بنفي هذا الاتّهام بحدّة، مؤكّدة أنّها "امرأة حرّة تماماً وقطعاً"، ومبرّرة لجوءها إلى البنك الروسي بأنّ ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضاً.

كما أكّدت المرشّحة اليمينية المتطرفة أنّها تؤيّد "أوكرانيا حُرّة" ومستقلّة في آن معاً عن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

وبعدما اتّهمها ماكرون بالارتهان مادّياً لروسيا، قالت لوبن: "أدعم أوكرانيا حرّة لا تتبع لا للولايات المتّحدة ولا للاتحاد الأوروبي ولا لروسيا، هذا هو موقفي"، مشيرة إلى تغريدة نشرتها عام 2014.


وظلّ المرشحان يقاطعان بعضهما بعضاً في بداية المناظرة، إذ قالت لوبن إنّ مقترحاتها "في الحياة الواقعية" ستُحسّن وضع الناخبين أكثر بكثير من خصمها، بينما قال ماكرون إنّ بعض مقترحات لوبان ليست واقعية.

وتُقدِّم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم ماكرون برنامجاً ليبراليّاً مؤيّداً لأوروبا، بينما تُأسِّس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.

وتُعَد المناظرة تقليداً سياسيّاً عريقاً في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقد وقع اختيار رؤساء تحرير قنوات التلفزيون الفرنسي على الصحافية المعروفة ليا سلامة، ومذيع الأخبار في القناة الأولى، الصحافي جيل بولو، لإدارة المناظرة بين ماكرون ولوبن، التي بدأت عند التاسعة مساءً بتوقيت فرنسا، وتُبثّ على شاشات جميع القنوات الفرنسية، وسيشاهدها ملايين من الفرنسيين والأجانب في فرنسا والعالم.

وفي الدورة الأولى، تصدّر ماكرون النتائج بحصوله على 29,7 في المئة من الأصوات وتأهّله إلى الدورة الثانية مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي نالت 23,5 إلى 24,7 في المئة من الأصوات.

لكن لوبن تمكّنت من تضييق الفجوة بشكل كبير مقارنة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل خمس سنوات، عندما خسرت بنسبة 34 في المئة من الأصوات مقابل 66 في المئة لماكرون.


وهذه المناظرة بين لوبن وماكرون هي الثانية بينهما منذ عام 2017، وبعض ناخبي اليسار ولا سيما الذين صوتوا لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث في الجولة الأولى، متشكّكون أو يميلون إلى الامتناع عن التصويت.

ولا تخلُّ المناظرة الرئاسية عادة بتوازنات نوايا التصويت، لكن هذه المرة يمكنها إعادة تعبئة بعض الناخبين و"حشد أصوات أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الجمهورية الخامسة" عام 1958، بحسب تقديرات بريس تينتورييه نائب المدير العام لمعهد "إبسوس" للاستطلاعات.

وقبل أربعة أيام من موعد الجولة الثانية، لا تزال استطلاعات الرأي تمنح الأفضلية للرئيس المنتهية ولايته بنوايا تصويت تراوح بين 54 إلى 56,5 بالمئة مقابل 43,5 إلى 46 بالمئة لمنافسته اليمينية المتطرفة، وهي فجوة أضيق بكثير مما كانت عليه عام 2017 عندما فاز ماكرون بنسبة 66 بالمئة من الأصوات.

وقبل خمس سنوات، ارتبكت لوبن على الهواء مباشرة أمام 16,5 مليون مشاهد للمناظرة، وبدت عدوانية وغير مستعدة في وجه مرشح شاب هادئ وملمّ بمواضيع النقاش رغم أنّه لم يكن معروفا على نطاق واسع حينها.

لكنّ الزعيمة اليمينية المتطرفة حسّنت أداءها من خلال الإلمام أكثر بملفاتها ولمّعت صورتها وأعدّت نفسها بشكل مكثّف للنقاش. أما الرئيس المنتهية ولايته فقد صار عليه أن يدافع عن حصيلة ولايته التي شهدت احتجاجات وانتقادات عديدة.

وفي ما يتعلق بمسألة القوة الشرائية، تواجه المرشحان بواسطة العديد من الأرقام في نقاش فنيّ إلى حد ما، وأعرب كلاهما عن عدم موافقته على تأثيرات التدابير التي يقترحها الآخر.

 

خلافات متعددة

وأعطى المعسكران صباح الأربعاء لمحة عن نهجمهما خلال المناظرة.

وأكد الوزير المفوّض للنقل جان بابتيست جباري أنّ إيمانويل ماكرون "سيشدد على تناقضات مارين لوبن التي قالت الشيء ونقيضه حول كل شيء خلال خمس سنوات، ولا سيما في الموضوعات الجيوسياسية والاستراتيجية"، مشيرا خصوصا إلى أوكرانيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع قناة "بي أف أم" الفرنسية، المرشحة اليمينية المتطرفة المتهم بقربها من روسيا، للاعتراف بأنها "ارتكبت خطأ" في موقفها من فلاديمير بوتين الذي أطلق حربا ضد أوكرانيا في 24 شباط.

أما المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، فحضّ الأربعاء الفرنسيين على التصويت لصالح إيمانويل ماكرون. وقال إنّه "صُدم" من حصول حزب "التجمع الوطني" بقيادة لوبن على قرض بقيمة 9 ملايين يورو عام 2014 من بنك روسي، معتبراً ذلك بمثابة "بيع لنفوذ سياسي لبوتين".

وفضلاً عن القضايا الدولية، يختلف المرشّحان في كل شيء تقريباً: من المعاشات إلى البيئة، والحريات العامة والمؤسسات، والقوة الشرائية، والاتحاد الأوروبي، وغيرها.

وفي محاولة لتوسيع قاعدتهما الانتخابية، قام إيمانويل ماكرون ومارين لوبن أيضًا بتعديل بعض مقترحاتهما الرئيسية: فحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة لم يعد أولوية لليمينية المتطرفة، وتعهد الرئيس المنتهية ولايته برفع سنّ التقاعد إلى 64 بدلا من 65 المقترحة في البداية، كما تعهّد أيضا في لفتة للناخبين البيئيين بأن يكون رئيس الوزراء "مسؤولا بشكل مباشر عن التخطيط البيئي".

واعتبر رئيس حزب "التجمع الوطني" بالإنابة جوردان بارديلا على قناة "فرانس 2" متحدثا عن ماكرون إن "نقطة ضعفه وربما نقطة قوته أيضا هي عدم الشكّ في نفسه قطّ".

في حين أنّ "نقطة القوة الحقيقية" لمارين لوبن التي وضعت الدفاع عن القوة الشرائية في محور حملتها "هي التحدث عن حياة الناس اليومية"، بحسب قوله.
وأضاف: "ليس هناك توتر ولكن القليل من التخوف لأننا نعلم أن الكثير من الفرنسيين سيحسمون قرارهم بناء على هذا النقاش".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار