حركة سفراء الخليج تبلغ الذروة... ومتابعة فرنسية دقيقة | أخبار اليوم

حركة سفراء الخليج تبلغ الذروة... ومتابعة فرنسية دقيقة

| الجمعة 22 أبريل 2022

 بري مرتاح وميقاتي إلى المملكة لمناسك العمرة

"النهار"- وجدي العريضي

استرعت حركة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان انتباها لافتا، إذ بلغت ذروتها على أكثر من خط رئاسي وديبلوماسي، ولا سيما إفطارات السفير السعودي وليد البخاري، التي تجمع المسؤولين الحاليين والسابقين سياسياً وأمنياً. لكن الأمر الأبرز تمثّل بالهجمة الديبلوماسية والرئاسية باتجاه عين التينة، حيث حملت دلالات كثيرة في التوقيت والمضمون، اذ ليست مصادفة أن يزورها السفير البخاري والسفيران الكويتي عبد العال القناعي والقطري ابرهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي، ورئيس الحكومة #نجيب ميقاتي في يوم واحد.

في السياق، تشير مصادر سياسية مواكبة لهذا المسار وللتحرك الخليجي، الى أن السفير السعودي وضع رئيس مجلس النواب في أجواء الدور الذي تقوم به المملكة باتجاه لبنان، ولا سيما إنشاء الصندوق الإستثماري الفرنسي ـ السعودي. وعُلم أن بري كان ودّياً للغاية ومغتبطاً بإعادة العلاقة السعودية ـ اللبنانية والخليجية ـ اللبنانية إلى ما كانت عليه، وتمنى أن تواصل المملكة هذا الدور وأن يكون لها حضورها، وثمّن إنشاء الصندوق السعودي ـ الفرنسي المخصّص للدعم الإنساني في لبنان، وهذه الحفاوة انسحبت على السفيرين الكويتي والقطري.

وتضيف المصادر أن رئيس الحكومة وضع الرئيس بري في أجواء التحضيرات الجارية لجولته الخليجية، والتي ستنطلق من المملكة العربية السعودية. وينقل هنا أن ميقاتي، الذي سيغادر إلى المملكة لأداء مناسك العمرة، إنما يذهب في زيارة دينية، إذا صحّ التعبير، إذ لم تتسن له الظروف منذ سنوات للقيام بهذا الواجب، والآن، ومع عودة العلاقة بين بيروت والرياض كما كانت عليه، فإن الأرضية أضحت صلبة لإتمام هذا الواجب، وربما يلتقي مسؤولين سعوديين. لكن المؤكد أنها زيارة غير رسمية، وبالتالي، الجولة التي يزمع القيام بها ستكون بعد عطلة عيد الفطر، وثمة تعويل كبير على نتائجها، إذ يتم الإعداد والتحضير لها على أعلى المستويات. وليس خافيا ان الهدف الأساسي سيكون شكر دول مجلس التعاون على دعمها للبنان، ولا سيما ما قدّمته السعودية أخيرا، إضافة إلى إزالة الفتور الذي اعترى العلاقات مع الخليج، وطي هذه الصفحة، وهذا ما سيعبّر عنه ميقاتي في لقاءاته مع كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون.

أما الجانب الأبرز، وعلى خلفية كلام السفير الكويتي من عين التينة، بما معناه أن لبنان التزم المبادرة الكويتية التي هي في المحصلة خليجية ودولية، إضافة إلى هذه الحركة الفاعلة والمتنامية لسفراء الخليج في لبنان، فهنا، تكشف المصادر عن متابعة فرنسية لهذا الخط البياني الذي انطلق من فرنسا باتجاه جدة من قِبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم كان "إعلان جدة"، وصولاً إلى لقاءات باريس بين المسؤولين السعوديين والفرنسيين. وشكّل ذلك تحصينا لمسار العلاقة اللبنانية ـ الخليجية، وبمعنى أوضح أن هذه الحركة حصّنت العودة الخليجية باتجاه لبنان، بعد تعهّد والتزام رئاسي وحكومي لبناني أعطي للفرنسيين، ويقضي بتسهيل كل حركة السفراء الخليجيين في بيروت، ومن ثم وقف الحملات التي كانت تستهدف المملكة وكل أشكال التدخل أكان في اليمن، أو في أي دولة عربية، من دون أن تعطي للحملات المستمرة من "حزب الله" أي قيمة، أو أن تشكّل اهتزازاً جديداً لهذه العلاقة، لا بل أن من يواكب ويتابع الأجواء، يستشف أن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة خطوات متقدمة بدءاً من جولة رئيس الحكومة إلى المملكة والخليج، وكذلك لا تستبعد زيارة موفدين خليجيين إلى لبنان، فيما ثمة معطيات عن رفع منسوب الدعم الإنساني عبر تطوير الصندوق الفرنسي ـ السعودي وتفعيله، وحيث يجزم أحد الذين لديهم صلة بهذه الأوضاع، بأن الرئيس ماكرون، وعلى رغم انشغاله بالمعركة الرئاسية، فهو يتابع الوضع اللبناني ـ الخليجي من كثب، والأيام المقبلة ستشهد خطوات فرنسية ـ خليجية في هذا الإتجاه، من أجل مساندة لبنان على خلفية انهيار مؤسّساته، وتحديداً القطاع الصحي، إلى الظروف الإجتماعية الصعبة التي تحيط باللبنانيين.

ويبقى أخيراً، ومن خلال المعلومات المؤكدة والمرتبطة بالحلقة الضيّقة المقرّبة من السفارة السعودية، أن السفير البخاري، وفي كل لقاءاته وجولاته، لم يفاتح أي طرف من الأصدقاء أو سواهم بالشأن الإنتخابي، بل كل المواقف ترتبط بالمسألة الإنسانية. ولكن يمكن القول إنه، ومنذ عودته إلى بيروت، لوحظت حالة استنهاض على الساحة السنّية، وهذا ما يحفّز على المشاركة بكثافة في الإستحقاق الإنتخابي المقبل، بعدما كان التوجّه إما الى المقاطعة، أو الحديث عن ضآلة الذين سيقترعون، وبالتالي أن البخاري قال لكل الذين التقاهم: "فقط نريد انتخابات نزيهة في لبنان وفي موعدها، ولا شيء سوى ذلك".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار