الرئيس ايمانويل ماكرون العائد إلى الاليزيه ماذا سيحمل للبنان؟ | أخبار اليوم

الرئيس ايمانويل ماكرون العائد إلى الاليزيه ماذا سيحمل للبنان؟

| الثلاثاء 26 أبريل 2022

 عدم الاستسلام للانقسامات الكبرى لأنها تحدث حالاً من الشلل

"النهار"- سابين عويس

في الرابع من آب ٢٠٢٠، وعقب انفجار مرفأ بيروت، حملت زيارة الرئيس الفرنسي #إيمانويل ماكرون الكثير من الحب والأمل ل#لبنانيين المصدومين، لما كان في تلك الزيارة وما تلاها من مبادرة فرنسية تجاه لبنان من رمزية لشعب أعلن يأسه من سلطة أغرقته في كل أشكال الذل والاحباط والخيبة والفقر والتعاسة. لكن تلك الآمال ما لبثت ان تبخرت بعدما سقطت المبادرة، ووقع صاحبها في مستنقع السياسة اللبنانية، من دون أن يدفعه ذلك الى الاعتكاف او الانسحاب. وبقيت باريس متمسكة بدور الوساطة على الخط الأميركي، كما على الخط العربي من باب تعزيز الاتصالات مع المملكة العربية السعودية وبمساعدة مصرية من اجل اعادة لبنان الى الحضن العربي، وتأمين الدعم المالي لشعبه.

على المأخذ التي تسجلها أوساط لبنانية متابعة للتحرك الفرنسي بقيادة ماكرون، الا ان تلك المآخذ لم تبلغ حد عدم الاعتراف بالجهود الفرنسية الرامية الى حفظ مكانة باريس في لبنان، وحجز مساحة لها في أي عملية اصلاحية او استثمارية او اعادة إعمار أو تنقيب عن النفط والغاز.

يعود ماكرون اليوم رئيساً الى الاليزيه في ولاية ثانية وسط تساؤلات محلية حول الدور الذي ستطلع به باريس حيال لبنان في ظل استحقاقات داهمة يواجهها البلد لا تقف عند المستوى السياسي والدستوري المتصل. بالانتخابات النيابية والرئاسية وتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، وإنما تمتد نحو البعد الاقتصادي والاجتماعي والمالي، الذي كان لفرنسا دور كبير في حيث المجتمع الدولي على تقديم الدعم من خلال مؤتمرات الدعم التي استضافتها العاصمة الفرنسية اخيراً.

مع عودة انتخاب ماكرون، بات ثابتاً ان السياسة الفرنسية تجاه لبنان لن تتغير، بل ستتبلور اكثر بعدما أيقن الرئيس المنتخب بقاءه في سدة المسؤولية للسنوات الخمس المقبلة، تماماً كما هي الحال بالنسبة الى سياسته الخارجية وفريقه الاقتصادي الذي تابع عن كثب الملف اللبناني ويدركه ربما اكثر من اي مسؤول لبناني.

في حملته الانتخابية، لم يفت ماكرون ذكر لبنان، والتأكيد على ضرورة "عدم الاستسلام للانقسامات الكبرى لأنها تحدث حالاً من الشلل"، داعياً الى "معرفة التشاور مع كل قوة، والاستمرار في بناء تحالفات في الشرق الأوسط والمضي بالتحرك من اجل اختراع حلول للبنان، هذا البلد الذي نحبه كثيراً"، كما قال. وكان واضحاً ان تطرق ماكرون الى لبنان في مهرجان انتخابي، يعكس الاهتمام الذي يوليه لهذا البلد والدور بلاده في معالجة أزمته وإيجاد الحلول لإخراجه منها.

وعليه، لا تستبعد مصادر سياسية ان يزخم ماكرون تحركه في اتجاه لبنان بعد طَي صفحة الانتخابات الرئاسية. وسيجدد مساعيه على خطين متوازيين، الاول سياسي من خلال التأكيد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية، والتوسط من اجل السعي الى حلحلة التباينات والخلافات بين القوى اللبنانية، واعادة تفعيل مبادرته وان بصيغة معدلة. ولا تستبعد مصادر متابعة ان تستضيف باريس تحركاً على هذا الصعيد ولا سيما مع الدول المعنية بالصراع في المنطقة، والتي تتخذ من لبنان ساحة لها. اما الخط الثاني فإقتصادي- مالي- اجتماعي-انساني، من خلال المساعي الجارية لإنشاء صندوق دعم فرنسي سعودي، كان بدأ العمل عليه قبل أشهر وتحديداً منذ انطلاق المساعي الفرنسية في اتجاه المملكة العربية السعودي ولقاء ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وكانت أثمرت بداية عودة السعودية ودوّل الخليج الى لبنان، ومن ثم الاتفاق على انشاء صندوق دعم للمساعدات الفرنسية برأسمال بلغ ٧٢ مليون اورو، يخصص للمساعدات الانسانية والصحية والاستشفائية والطبية والتعليمية. ولا تستبعد المصادر ان يتولى السفير بيار دوكين الإشراف على هذا الصندوق وتأليف لجنة فرنسية سعودية مشتركة لمتابعة تنفيذ أعماله. كما ينتظر ان يزور دومان لبنان قريباً لمتابعة الملف المالي والاقتصادي، والسعي الى اعادة تحريك مقررات مؤتمر "سيدر"، وإنما هذا الامر يتوقف بحسب المصاد على السلطة الجديدة التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية.

وفي حين تعول المصادر على العودة الفرنسية الى لبنان في ظل المخاوف القائمة على الساحة المحلية مع الترويج الداخلي المفتعل لكلام عن تسوية تنحو نحو وضع البلد تحت سلطة النفوذ الإيراني، لا تخفي مصادر اخرى خشيتها من تأثير الموقف الفرنسي المرن من "حزب الله" في هذا الترويج .

وعليه، فإن الترقب سيكون سيد الموقف خلال المرحلة القليلة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية وما ستحمله، اذا حصلت، من نتائج من شأنها ان تؤثر على المشهد السياسي في شكل عام وعلى خارطة توازن القوى على وجه الخصوص.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار