لبنان كله يراهن على الخارج!!! | أخبار اليوم

لبنان كله يراهن على الخارج!!!

| الخميس 05 مايو 2022

الكل في "العمالة" سواسية

 "النهار"- غسان حجار

في إطار المزايدات الانتخابية الفارغة من كل مضمون، تكثر "التهديدات" لفريق ما كان يُعرف بـ"14 آذار" ومنظمات "المجتمع المدني"، بان الرهان على الخارج لا يفيد في تبديل الواقع المفروض والذي ستفرزه الانتخابات المقبلة. وهذا الكلام، وإن يكن صحيحاً في المبدأ، وفي بلد سيادي بامتياز، إلا انه لا يصلح للبنان، الماضي والحاضر، إذ ان معظم الحركات والاحزاب والقرارات والرهانات، انما تجري بالتنسيق مع الخارج، أياً تكن هويته، وتوجيه التهمة الى فريق محدَّد بالتعامل مع الخارج، يناقض الواقع تماما، ويستند الى ضعف الذاكرة، والى حملات اعلامية منظمة، تخوينية، من زمن الوصاية السورية، ومستمرة الى اليوم، وبات لها ما يقابلها ايضا، من دون توافر الفاعلية ذاتها، اذ ان حملة "ازالة الاحتلال الايراني" مثلاً ركيكة الى حد كبير، والمشاركون فيها يعدّون على اصابع اليدين، بخلاف الحملات المقابلة التي يتجند لها وزراء ونواب وسياسيون واعلاميون في عملية منظمة غالبا، ولها قائد اوركسترا واحد، معلوم مجهول في الوقت عينه.

ولبنان منذ قيامه، دولة لبنان الكبير، ثم الاستقلال، كان صنيعة هذا الخارج، ومحاولات انهاء الحرب سلكت دروب جنيف ولوزان ودول عربية عدة، قبل ان تستقر في مدينة الطائف السعودية، وجرى ترميم "الهدنة" لاحقا، وترقيع "النظام" في "مؤتمر الدوحة" القطرية، مروراً بـ "سان كلو" الفرنسية، من دون تناسي مؤتمرات باريس لانقاذ الاقتصاد اللبناني.

أما في السياسة، فيمكن العودة الى العام 2016 عندما صرح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأنّ الحزب يرفض قانون العقوبات الأميركي جملة وتفصيلاً، وقال:"حتى لو طبّقته المصارف اللبنانية فهو بالنسبة الينا لن يقدّم ولن يؤخّر. ونقولها علنًا إنّ موازنة حزب الله وسلاحه وأمواله من الجمهورية الإيرانية، ولن يستطيع أيّ قانون منع وصول هذه الأموال إلينا".

وكان نصرالله نفسه صرح في 2012: "نعم حصلنا على دعم معنوي وسياسي ومادي بكل الأشكال من الجمهورية الاسلامية منذ العام 1982". واضاف: "في الماضي كنا نقول نصف القصة ونسكت على النصف الآخر، وعندما يسألوننا عن الدعم المالي والمادي والعسكري كنا نسكت".

وبالأمس القريب، تدخلت دمشق في ملف الانتخابات النيابية علناً عبر اعادة فرض ترشيح النائب جميل السيد على لائحة الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" في دائرة بعلبك - الهرمل، واستبعاد مرشح حزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي بعدما كان مسؤول سوري دعم ترشيحه. واشارت المعلومات المتداولة الى أنّ "الرئيس السوري بشار الأسد تدخّل شخصياً بترشيح السيد، وأبلغ حزب الله رسمياً، وهو الأمر الذي حصل فعلاً"، ما استدعى استقبال نصرالله لحجازي لارضائه معنويا.

وبالأمس القريب ايضا، تدخلت دمشق في محاولة لرأب الصدع الذي اصاب الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعملت على اكثر من صعيد لإعادة لمّ الشمل.

ولا يمكن اغفال الدور السوري، زمن الوصاية، في اختيار الرؤساء والوزراء والنواب وتعيين الموظفين الكبار، واجبار مجلس النواب على نقض قراراته واعادة التصويت من جديد بعكس قناعاته.

امام كل هذا، وغيره الكثير، يصبح اتهام فريق بعينه، بالرهان على الخارج، لتغيير معادلات، او استهداف المجتمع المدني بهذه التهمة، عملاً مضللاً وباطلاً، لان الكل في "العمالة" سواسية، والكل في الرضوخ لإرادات خارجية سواسية، والكل في المزايدات الانتخابية والخطابات المستفزة والمستنفرة للعصبيات سواسية، ولا تنطبق عليهم جميعاً الآية القائلة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، اذ يغيب في العمق التّقى الحقيقي، وتبقى منه المظاهر المخادعة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار