نصرالله يصعِّد بالجملة "قاصفاً" على السياديين والسعوديين وفي أكثر من اتجاه | أخبار اليوم

نصرالله يصعِّد بالجملة "قاصفاً" على السياديين والسعوديين وفي أكثر من اتجاه

| الأربعاء 11 مايو 2022

نصرالله يصعِّد بالجملة "قاصفاً" على السياديين والسعوديين وفي أكثر من اتجاه
أخطأ عندما وصف "المقاومة" بـ"الإسلامية"... وذلك برسم حلفائه

 "النهار"- وجدي العريضي

بانفعال شديد قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "فَشَرتو فسلاح المقاومة الإسلامية باقٍ"، فاشتعلت الساحة السياسية على مسافة أيام معدودة من موعد الانتخابات النيابية الأحد المقبل، وبالتالي، وفق المتابعين والمواكبين لموقف نصرالله ونواب "الوفاء للمقاومة" وقياديي "حزب الله"، فذلك يتخطّى التجييش الانتخابي واستنهاض جمهور "المقاومة"، إلى رسائل سياسية أراد الأمين العام للحزب إيصالها الى أكثر من طرف داخلي وخليجي، وخصوصاً بعد عودة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون، ولا سيما المملكة العربية السعودية، إذ إن الدائرة الضيّقة في الحزب لا تخفي انزعاجها من حراك السفير السعودي وليد البخاري، وفي المقابل، ثمة من يرى أن تصعيد نصرالله، وتحدّيه القوى السيادية اللبنانية، يصبّ لمصلحتها، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، وذلك يذكّر بحقبة عام 2005، عندما "طَحَش" جمهور 14 آذار على صناديق الإقتراع تعبيراً عن سخطه لما قام به الحزب، والأمر عينه تبدّى في استحقاق 2009، وإن اختلفت اليوم الظروف والأجواء التي كانت سائدة في تلك المرحلة.

في السياق، تقول مصادر سياسية عليمة لـ"النهار"، إن السيد نصرالله أخطأ بداية عندما وصف "المقاومة" بـ"الإسلامية"، وذلك برسم حلفائه، وتحديداً الأحزاب العقائدية وصولاً إلى رئيس الجمهورية وتيّاره "البرتقالي"، فضلاً عن استعماله بعض العبارات الخارجة عن المألوف، ما أقحم الساحة السياسية الداخلية في تصعيد قبل الانتخابات، وفي ظل ظروف استثنائية يمرّ بها البلد. وتالياً فإن الأمين العام لـ"حزب الله" أكد أنه الآمر الناهي ويسعى الى أن يسمّي رئيس الجمهورية المقبل، ويسعى للأكثرية عبر خوضه معركة حلفائه في كل الدوائر الحاضرين فيها، بمعنى أن إطلالاته تصبّ في إطار شدّ العصب من أجل انتخاب الحلفاء، ورفع منسوب الاقتراع لدى "الثنائي الشيعي" ليؤكّد أن جمهور "المقاومة" لم يتغيّر، وفي المحصلة يسعى لرفع نسبة المقترعين بعدما بدا جليّاً أن هناك تراجعاً لدى "الثنائي الشيعي" لجملة ظروف واعتبارات سياسية واقتصادية مروراً بما حصل بعد 17 تشرين حتى اليوم.

وتردف مشيرة إلى أن تصعيد نصرالله وقطعه الطريق على أيّ حديث عن الاستراتيجية الدفاعية، هو رسالة لكل الذين يطالبون بهذه المسألة، ومن ثم غمزه من قناة الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، بأن سلاحه باقٍ، فيما تلميحه إلى أن الاستنفار لدى "المقاومة" انطلق بعد بدء المناورات العسكرية الإسرائيلية، وذلك من باب "أننا جاهزون للتصدّي"، فيما ليس هناك على الحدود أو في المنطقة ما يشير إلى حرب مرتقبة أو استنفارات أو مناورات، والدلالة أن جبهة الجولان ما زالت محافظة على هدوئها، وليس في سوريا ما يشي بأن هناك حرباً ستندلع، لذا، فإن العناوين التي استفاض بها نصرالله، كما في كل خطاباته ومواقفه، إنما باتت تهويلية لصرفها في الداخل، وتوجيه رسائل إلى الخارج.

وعلى خط موازٍ، فإن "حزب الله" فتح معارك إعلامية في أكثر من اتجاه، إذ لا يمضي يوم إلا يتناول الإعلام المقرّب منه المملكة العربية السعودية، ونشر سيناريوهات تتناول حراك السفير وليد البخاري، بمعنى أنه يقوم بدور انتخابي لدعم حلفاء وأصدقاء المملكة، في وقت يدرك فيه الجميع أن ذلك لم يحصل، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري على بيّنة من هذه المسألة، على اعتبار أن الرياض دعت لإجراء الانتخابات، ولن تتدخل لا في تركيب اللوائح أو تسمية المرشحين، ومن التقى بالبخاري من مرجعيات سياسية وروحية واقتصادية، يؤكد أن السفير السعودي لم يفاتحهم في أي شأن انتخابي لا من قريب أو بعيد، والأمر عينه حصل مع الرئيس فؤاد السنيورة، خلال السحور الذي سبق أن أقامه لسفراء دول مجلس التعاون، بحيث لم يكن هناك من كلام انتخابي سوى بالعموميات، باعتبار هذا الاستحقاق يتحدّث فيه أي سفير عربي أو غربي، لأنه حدث الساعة، من هذا المنطلق، يتبدّى أن السيد نصرالله لا يلتزم بالورقة الكويتية – الخليجية – الدولية، أو أنه من روّاد عودة هذه العلاقات إلى ما كانت عليه، وإنما يسعى مجدّداً، في أيّ مناسبة يطلّ من خلالها، لتعكير صفو علاقة لبنان بالمملكة وبدول الخليج.

ويبقى أخيراً، أن مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" ستتكرّر خلال الإطلالات المتوقّعة في الأيام القليلة المقبلة، وسيرفع من منسوب تصعيده وتحدّياته، ولهذه الغاية، فإنه، حتى موعد الانتخابات الأحد المقبل، ستشهد الساحة الداخلية هرجاً ومرجاً، وسيكون كل شيء مباحاً ومتاحاً، وهذا التصعيد لن ينحصر بانتخابات الأحد، بل سيكون ساري المفعول ما بعدها، حيث لبنان أمام رزمة من الاستحقاقات والأزمات، وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي. ومن هنا، فإن السيد نصرالله يحاول فرض أجندته على كل القوى والأطراف السياسية على خلفية فائض القوة الذي يستعمله بالسلاح وبالمواقف السياسية التصعيدية، وربما الآتي أعظم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار