الاعتبارات التي دفعت فرنجية لاعلان ترشحه الاستباقي للرئاسة | أخبار اليوم

الاعتبارات التي دفعت فرنجية لاعلان ترشحه الاستباقي للرئاسة

| الخميس 12 مايو 2022

 يعي ضمنا ان كلام نصرالله لايمكن اعتباره بالضرورة وعدا شخصيا له

"النهار"- ابراهيم بيرم

لم يكن امرا بلا دلائل ان يبادر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى فتح مبكر لابواب معركة الرئاسة الاولى على مصراعيها من خلال خروجه على احدى محطات التلفزة ليعلن جهارا انه مرشح طامح لبلوغ قصر بعبدا بعد اقل من اربعة اشهر ، في اعقاب "افطار المصالحة " الذي رعاه الامين العام ل"حزب الله "السيد حسن نصرالله ابان ايام شهر رمضان الماضي وجمعه خلاله مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد قطيعة وعدائية بينهما استمرت اعواما وتركت انعكاسات وتداعيات سياسية جمة . وقد اشارت كل المعلومات التي سرت لاحقا عن مضمون المحادثات ابان هذا اللقاء الى امرين مهمين نتجا عن هذا اللقاء:
الاول ان اللقاء ،الذي عده البعض بداية مصالحة سيكون لها مفاعيلها ، فيما اعتبره البعض الاخر تبريدا للعلاقة المتوترة والاجواء المحتقنة بين الطرفين المارونيين ما يعطي نصرالله مكسبا سياسيا يحتاج اليه عشية الاستحقاق الديموقراطي المفصلي ، لم يكن مخصصا اصلا لاستحقاق معركة الرئاسة الاولى رغم الحاحيته ولم يرد اي كلام حوله في الجلسة اياها.

الثاني وعلى رغم صحة هذه الواقعة ، الا ان ايا من الراصدين لايمكن الا ان يدرج اللقاء برمته ان من حيث طبيعته او لجهة مدلولاته او من حيث توقيته كونه ياتي على مسافة قصيرة من موعد التوجه الى صماديق الاقتراع لانتخاب مجلس نيابي جديد ، في خانة فتح غير مباشر لافاق معركة الرئاسة الاولى او على الاقل للافراج عن تباشير هذه المعركة ونذرها الاولى.

وفي المعلومات ايضا ان "حزب الله" وسيده لم يعطيا لحد اليوم كلمة سرهما حيال هذا الاستحقاق لاحد على جاري العادة امام اي استحقاق مفصلي من هذا النوع ، لا في هذا اللقاء الرمضاني ولاقبله ولا بعده ولم يفرجا عن اية اشارة قاطعة وحازمة وتوحي بانه اتخذ قرارا بتزكية اي من ضيوف اللقاء مع علمه ان كليهما يسعى بشغف لهدف واحد معلوم ويعتبران ان كسب السبق من حقهما ويتعين عليهما "النضال " للحصول عليه الاول (باسيل ) من باب انه وريث زعامة سياسية كانت يوما التيار المسيحي الجارف وهو التيار عينه الذي كانت ومازالت له الكتلة النيابية المسيحية الاوزن . والثاني ( فرنجية ) من باب انه كان قاب قوسين او ادنى من ولوج قصر بعبدا رئيسا لولا ان السيد نصرالله يومذاك تمنى عليه بالمونة ان يترك الامر للرئيس عون هذه المرة . من يومها يتصرف فرنجية على اساس انه رئيس مؤجل كونه له حق مكتسب وتنازل عنه لاعتبارات وطنية وسياسية وان هذا الحق لم يسقط بتقادم الزمن انما هو عبارة عن دين مؤجل لابد ان ياتي حين من الدهر ويستوفيه.

لكن الذين تواصلوا لاحقا مع قيادة "حزب الله" خرجوا باستنتاج ان السيد نصرالله لم يعط اي تعهد بدليل ان كل الذين زاروا لاحقا فرنجية كانوا يسمعون منه صراحة ان السيد نصرالله لم يقدم وعدا لاحد لاسرا ولاعلانية وان الامر يحتاج الى مزيد من الدرس وانتظار التطورات كون الرئاسة الاولى استحقاق وطني له امتدادات اقليمية وتشعبات دولية وليس استحقاقا محليا محضا .لذا كانت ثمة منطقة فراغ وكان فرنجية كما سواه ينتظر اشارة الحسم من قيادة الحزب ويبدو جليا انها لم تات لحد اليوم.

ومع ذلك فثمة مصادر تزعم ان هناك دوافع عدة حدت بفرنجية الى المبادرة واعلان ترشحه بقوة وزخم بعد "افطار المصالحة " ومن ابرزها:

- ان ثمة كلاما اطلقه السيد نصرالله في طيات الحديث ابان الافطار اياه فحواه ان علينا ان نعمل للاتيان برئيس من صفاته وميزاته القدرة على فتح خطوط التواصل مع المجتمع الدولي . والواضح ان فرنجية قد فسر هذا الكلام وكانه رسالة مشفرة الى باسيل شخصيا فحواها بان مثل هذه المواصفات لاتنطبق عليك وانت المدرج على لائحة المشمولين بعقوبات اميركية فلذا فلست مهيئا لهذه المنصب.

- ان فرنجية يعي ضمنا ان كلام نصرالله لايمكن اعتباره بالضرورة وعدا شخصيا له الا انه سارع الى لعبة بارعة يفرض من خلالها نفسه امرا واقعا في فراغ يتعين ان تاتي لحظة ملئه وهي ليست بعيدة.

ومن هنا كان هذا الاصرار من جانبه ليعلن ترشحه للرئاسة الاولى ولكي يصعب الطريق على مرشح محتمل من جانب المحور السياسي المنضوي تحت لوائه.

ولاريب ان فرنجية يخطو بثقة زائدة بالنفس وهو يدرك ضمنا ان مناخا سنيا مستقبليا على وجه الخصوص سيكون معه ويؤمن له سندا او على الاقل لن ينظر اليه نظرة عداء. فالمعلوم ان الرئيس سعد الحريري وقبيل انخراطه فيما عرف لاحقا ب "الاتفاق الرئاسي " مع الرئيس عون وفريقه ، قد نسج خيوط اتفاق مع فرنجية يؤمن له الوصول الى الرئاسة الاولى وقد نال حينها دعم الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط .منذ ذلك الحين نجح فرنجية في الدخول الى الدائرة السياسية السنية ولم يعد معاديا لها وهي حقيقة يضعها فرنجية في ميزان حساباته .ومهما يكن من امر فالواضح ان حراك فرنجية في هذا المضمار واعلان ترشحه للرئاسة الاولى انما هو عبارة عن حركة استباقية ذكية يفرض من خلالها ترشحه امرا واقعا على حلفائه خصوصا ان منافسه من المحور اياه تبدو طرقه الى السدة الاولى مسدودة .في حين ان الرجل الابرز في المحور اياه ( نصرالله ) لايملك الخيارات الكثيرة في هذاالاطار.

وعلى بلاغة هذا التحليل والمعطيات والوقائع المرافقة له فان على فرنجية ان يخوض غمار تحد ان يؤمن لنفسه الناهدة نحو الرئاسة الاولى ورقة دعم اضافية وضرورية تتجلى بالحصول على كتلة نيابية معقولة لاتقل كحد ادنى عن الخمسة نواب ، ووفق الاستطلاعات يبدو صعبا تحصيلها خصوصا ان ثمة مزاحمين جديين له في دائرة الشمال الثالثة عموما .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار