صعود الدولار يعكر بهجة الفائزين.. وبدء بازار التسويات حول رئاسة البرلمان | أخبار اليوم

صعود الدولار يعكر بهجة الفائزين.. وبدء بازار التسويات حول رئاسة البرلمان

| الخميس 19 مايو 2022

الانباء- عمر حبنجر

النتائج المبهرة للانتخابات النيابية اللبنانية مازالت حديث الساعة، بانعكاساتها وارتداداتها، وبما لها من تأثير على ما بعدها، نيابيا وحكوميا، ووصولا الى رئاسة الجمهورية، التي بدأ العد التنازلي لها والاستعداد لمغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، إلا في حال قرر المستشارون ان بوسعه الاستمرار اذا تعثر اختيار البديل، عبر صيغة «تصريف الأعمال»، كحال الحكومة ورئيسها بعد الاستقالة او انتخاب مجلس نواب جديد.

ورغم دخول الدولار على الخط لتعكير بهجة الفائزين، بتخطيه عتبة الـ30 ألف ليرة في السوق السوداء المفتوحة على الغارب، تبقى السوق السياسية المشرعة على نتائج هذه الانتخابات غير المتوقعة اكثر جاذبية، بعد اطاحتها برموز الممانعة الإقليمية، واسقاطها نظرية «الرئيس القوي» التي حملها الرئيس عون، والتكتل النيابي القوي، الذي اعتمده التيار الحر اسما لكتلته النيابية، وصولا الى إلغاء المفاعيل السياسية لمؤتمر الدوحة، وبالذات منه تركيبة «الثلث المعطل».

وليس قليلا سقوط رموز التحالف مع حكومة دمشق، في «حفرة» قوى المجتمع المدني، من تغييريين وسياديين الى جانب يقظة الحمية لدى البيئة السنية، فيصل كرامي «رجل الممانعة» في عاصمة الشمال، بنى حملته الانتخابية على اتهام سمير جعجع بقضية اغتيال عمه الشهيد رشيد كرامي، وبالتالي تخوين اللواء اشرف ريفي المتحالف مع جعجع، وكان رد ريفي مقحما، عندما سمى بالاسم والموقع الجهة التي نفذت الجريمة، ومثله من الممانعين، او بالأحرى السائرين في ظل الممانعة، الذين تولوا الحملة على وليد جنبلاط فخسروا او انتهوا، المصادر المطلعة باتت تتساءل هل مازال اسم جبران باسيل مدرجا على لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، ومثله سليمان فرنجية، الذي أتى نجله طوني وحيدا على اسم كتلة المردة في دائرة زغرتا؟

واللافت في الأمر ان حزب الله لم يتمكن من رمي سترة النجاة لحلفائه عدا باسيل وتياره الحر، الذي توصل الحزب الى تأمين فوز 6 من مرشحيه على الأقل، وحكومة دمشق التي أمنت لمرشحي التيار الحواصل الانتخابية من خلال المرشح الفائز محمد يحيى، بحسب موقع القوات اللبنانية.

ومع ذلك، فإن باسيل يصر على أن لديه التكتل الأكبر في المجلس، ردا على القوات اللبنانية، في حين ترى أوساط اعلامية ان معظم الأصوات التي حصل عليها التيار في هذه الدورة، أصوات غير مسيحية، وبالتالي فإن باسيل بات مجرد جثة سياسية، بعد خمس سنوات ونيف من دوره كرئيس ظل للجمهورية.

الرئيس نبيه بري صوب على أصحاب الرؤوس الحامية والذين لم يبلغوا سن الرشد الوطني، داعيا إياهم الى الاحتكام لخيارات ناسهم، في رسالة تنطوي على اعلان بالترشيح لرئاسة المجلس، على امل الفوز بالولاية السابعة، بيد ان الاحتفاظ بالمطرقة الخشبية، لن يكون دون قيد أو شرط، كما درجت العادة، على الرغم من عدم وجود مرشح شيعي منافس، طالما ان المقاعد الشيعية الـ 27 في المجلس يتقاسمها حزب الله وأمل.

في 22 مايو الجاري تنتهي ولاية المجلس الحالي، وامام المجلس الجديد 15 يوما لانتخاب رئيس ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس.

والرئيس بري هو رئيس السن وهو من يدعو الى جلسة الانتخاب، اما الكتلة السيادية والتغييرية التي ترفض انتخاب بري رئيسا فتضم نواب الثورة وهم 14 نائبا، والقوات اللبنانية 18 نائبا، والكتائب 5 نواب، والمستقلون السياديون 14 نائبا، ويصبح المجموع 51 نائبا معارضا لبري.

وليحصل بري على الميثاقية المسيحية، عليه الاتجاه الى كتلة التيار الحر التي تضم 19 نائبا، علما ان باسيل كان ألمح الى عدم استعداده لانتخاب بري. وهنا يسعى حزب الله الى اقناع رئيس التيار بالتصويت لبري لقاء إعطاء منصب نائب رئيس المجلس لإلياس بوصعب خلفا للفرزلي، في مواجهة مرشح القوات اللبنانية غسان حاصباني.

لكن امام بري اكثر من خيار، أكان بتسوية ما، مع القوات اللبنانية، بحيث يكون النائب حاصباني نائبا لرئيس المجلس، او مع نواب الحراك المدني الجدد، على ان يتولى نيابة الرئاسة نقيب المحامين السابق والنائب الحالي ملحم خلف، وكل الخيارات مطروحة، انما بإطار إدارة مجلسية متطورة، وبعيدا عن التفرد.

في غضون ذلك، غادر الرئيس عون مستشفى اوتيل ديو بعد اجرائه فحوصات طبية، على امل ان يترأس جلسة الوداع الأخيرة لمجلس الوزراء في بعبدا غدا الجمعة، لتصبح بعد 22 مايو حكومة تصريف أعمال، ريثما تتشكل حكومة جديدة.

بعد انتخابات 2018، جاءت التهنئة لحزب الله وحلفائه من ايران مباشرة، ومن قائد فيلق القدس يومها اللواء قاسم سليماني الذي قال: لأول مرة يفوز حزب الله بـ 74 نائبا من اصل 128، معتبرا ان الحزب تحول من «حزب مقاومة» الى حكومة مقاومة، اما بعد انتخابات الأحد الفائت فان ايران تتحدث عن هذه الانتخابات بكلام عام.

وفي هذا السياق تقول قناة «أم تي في» ان تهديدات النائب محمد رعد لم تعد مقبولة ولا يصدقه احد في حروبه الكلامية ضد إسرائيل.. فيما حمل نائب دائرة كسروان جبيل زياد حواط، نائب حزب الله حسن فضل الله مسؤولية أي أذى شخصي يلحق به، بسبب تصريح لفضل الله نسب فيه للنائب حواط بعض الأمور.

الى ذلك، عادت الطوابير امام محطات الوقود وأفران الخبز، على إيقاع التصاعد المتسارع لسعر الدولار الذي بلغ ظهر أمس 30700 ليرة لبنانية، وخيمت ظلال العتمة الشاملة على لبنان، مع اقتراب معامل توليد الطاقة من التوقف، تبعا لنفاد مخزونها من الوقود!!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار