"طالعين عا سوريا قريباً"... دمشق ترحّب بهم ولكن اللبنانيين لا!؟ | أخبار اليوم

"طالعين عا سوريا قريباً"... دمشق ترحّب بهم ولكن اللبنانيين لا!؟

انطون الفتى | الخميس 19 مايو 2022

مصدر: يجب أن يكون التعاون تعاوناً وليس عودة الى الاحتلال

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قبل سنوات، وكلّما كان أحد الأفرقاء يتحدّث عن ضرورة القيام بزيارات تنسيقية الى سوريا، كنّا نستمع الى من يقولون له إن ذلك سيتسبّبب بمشاكل للبنان، الى أن بدأ الحصار، وجفّت العملات الصّعبة من البلد، وذلك بسبب تعاطي فريق محور "المُمانَعَة" مع الملفات الداخلية والإقليمية، من باب التحدّي للغرب.

 

مجاعة

الآن، ورغم الإطاحة الشعبية برموز أساسية من شخصيات الاحتلال السوري في لبنان، إلا أن لا أحد ينتظر أن تُسحَب "معزوفات" الزيارات الى سوريا من التداول، وضرورة التنسيق معها على أعلى المستويات، نظراً الى أنها "مُنتَصِرَة" بحسب فريق "المُمَانَعَة" هذا نفسه، الذي ينظر الى كل التطوّرات ومهما كانت، من باب أنه انتصر، وبمعزل عن نتائج أي انتخابات.

ولكن هل من جدوى لحصول مثل تلك الزيارات بعد اليوم، سياسياً واقتصادياً... خصوصاً أن الكثير من المعطيات تؤكّد يومياً أن معظم الأراضي السورية، وكل تلك التي هي تحت سيطرة النّظام السوري تحديداً، تُعاني من حالة صعبة تتراوح ما بين المجاعة أو شبه المجاعة؟

وبالتالي، ماذا سيُفيدنا التنسيق مع دولة أو حكومة، عاجزة عن مكافحة جوع شعبها؟

 

تقسيم اقتصادي

أمر آخر أيضاً، وهو أن وزارة الخزانة الأميركية أفرجت مؤخّراً عن ترخيص، يسمح بأنشطة لعدد من القطاعات في مناطق سوريّة متفرقة، ما بين الشمال السوري، والشرق السوري، حيث تسيطر "قوات سوريا الديموقراطية"، وتحالف "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، (أي مناطق خارج سيطرة النّظام السوري)، وذلك ضمن إطار استثناءات من العقوبات الأميركية في التعامل بمجالات الزراعة، والبناء، والتمويل، والنقل، وغيرها من المجالات الاقتصادية، مع إمكانية شراء منتجات نفطية في تلك المناطق.

وانطلاقاً ممّا سبق، ما هي الجدوى من أي تنسيق لبناني مع دولة، باتت بحُكم التقسيم الاقتصادي، من حيث الملموس؟ وأي حكومة سوريّة قادرة على أن تُمسِك بملفاتها الاقتصادية بالكامل، وبمناطقها، حتى ننسّق معها؟

 

منذ 2005

لفت مصدر سياسي الى أن "رموز وشخصيات الاحتلال السوري الذين سقطوا شعبياً في صناديق اقتراع الانتخابات النيابية، كان يتوجّب أن يسقطوا منذ انتخابات عام 2005، وليس اليوم، أي بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في ذلك الوقت، مباشرة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هؤلاء، وإن كانت دمشق تراهن عليهم دائماً، إلا أنهم ما كانوا يمثّلون الناس أصلاً. ورغم ذلك، استمرّت "بزرعهم" وبفرضهم على الجميع، وبمعزل عن أنهم لا يمتلكون قاعدة شعبية ذاتية حقيقية".

 

"حرب السنتَيْن"

ورأى المصدر أنه "رغم الحالة المعيشية الصّعبة في سوريا، والجوع الذي يعصف بشعبها، إلا أن هذا البلد يقع جغرافياً على حدودنا، ولا بدّ من ترك باب التنسيق الاقتصادي والتجاري مفتوحاً معه".

وأضاف:"بالسياسة، لا قيمة فعلية لرموز الاحتلال السوري في لبنان. ولكن عاجلاً أم آجلاً، لا بدّ من تعاون اقتصادي وغير اقتصادي مع سوريا، ولا أحد من بين الأطراف "السيادية" يرفض ذلك. ولكن ما نحذّر منه هو خطر السّقوط في الهيمنة السوريّة على لبنان، من خلال التعاون والتنسيق".

وختم:"يجب أن يكون التعاون تعاوناً، وليس عودة الى الاحتلال. ولذلك، فإننا نحتاج الى دولة لبنانية تشترط عودة المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية، مع تقديم أجوبة سوريّة واضحة حول هذا الملف، بالإضافة الى عودة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا، وضبط الحدود، وذلك من أجل استعادة العلاقات الطبيعية بين بيروت ودمشق. فهذه هي النّقاط الأساسية الثلاث، التي إذا طُبِّقَت من جانب السوريين، تُستعاد العلاقات اللبنانية معهم، خصوصاً أنه لا يمكن البقاء في زمن "حرب السنتَيْن".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة