لا كرافي نقلت رسالة من ماكرون إلى اللبنانيين | أخبار اليوم

لا كرافي نقلت رسالة من ماكرون إلى اللبنانيين

| الثلاثاء 24 مايو 2022

لتشكيل حكومة بأسرع وقت و"تحرير" أموال "سيدر" مشروط بالإصلاحات


"النهار"- روزيت فاضل 

قد يخفف الحوار مع آماليا لاكرافي، التي ترشحت مجددا لمنصب نائبة فرنسية مع النائب الرديف الدكتور جوزف مكرزل في الانتخابات التشريعية الفرنسية عن المقاطعة العاشرة - وتضم 49 بلداً من إفريقيا الوسطى الى افريقيا الجنوبية وصولاً الى المحيط الهندي - لتمثيل الفرنسيين في الخارج، عذاب اللبنانيين وشعورهم باليتم من إهمال السلطة الحاكمة لهم، محاولة من خلال نقلها بعض ما جاء في لقائها مع الرئيس إيمانويل ماكرون خلال مشاركتها في وفد تقديم واجب العزاء بوفاة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إعادة الأمل في إمكان الخروج من النفق المظلم في لبنان.

وجود لاكرافي في أبو ظبي تزامن مع فترة إطلاق حملتها الانتخابية للدورة البرلمانية المقبلة، عندما جاءها الرئيس ماكرون لتقديم واجب العزاء بالراحل الشيخ خليفة وتهنئة خلفه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، طالباً منها الانضمام الى الوفد بصفتها رئيسة المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية - الإماراتية.

ونقلت لاكرافي لـ"النهار" أجواء لقائها والرئيس ماكرون، الذي باردها بسؤال عن أحوال لبنان، فأجابته بأن الأوضاع تسوء هناك وان اللبنانيين يعيشون الأمرّين منتظرين موعد الانتخابات النيابية الأحد 15 أيار.

أول ما طلبه ماكرون منها، وفقاً لما ذكرته لـ"النهار"، أن تنقل رسالة الى اللبنانيين بضرورة تشكيل حكومة وإطلاق عجلة الإصلاحات في أقرب وقت ممكن "لتحرير" أموال مؤتمر "سيدر" مع بدء هذه الإصلاحات، مشيرة الى أنه لن يتراجع عن المثابرة في هذه المساعي دونما كلل أو ملل.

النقطة الثانية التي تطرقت إليها، رداً على سؤال عن العقوبات الأوروبية في حق بعض المسؤولين اللبنانيين، هي أن "ملف العقوبات في حق بعض هؤلاء، ومن دون الدخول بأي أسماء، قائم في الدوائر الأوروبية، ولكن لم يحدد الى الآن توقيت إعلانها..."

النقطة الثالثة تناولت تعليق الرئيس ماكرون عبر الاعلام، والذي نوه فيه بتنظيم الانتخابات في موعدها، مبدياً أسفه للتجاوزات التي رافقتها ورصدتها بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات.
بالعودة الى الاستحقاق النيابي الفرنسي، فان لاكرافي ومكرزل يمثلان الغالبية، التي تضم كلاً من الرئيس ماكرون وحزبه ورئيس الوزراء السابق ادوار فيليب وحزبه وفرنسوا بيرو وحزبه، ويشكلون غالبية تنضوي تحت مسمّى "سوية".

شغلت لاكرافي منصب رئيسة اللجنة البرلمانية لدراسة أوضاع مسيحيي الشرق في الولاية السابقة لمجلس النواب الفرنسي. زارت لبنان 17 مرة في الأعوام الخمسة الماضية، أي بمعدل مرة واحدة كل أربعة أشهر، ولاسيما بعد تفاقم أزمته، مع مرافقتها الرئيس ماكرون خلال زيارته الى لبنان مرتين لتقديم المساعدات بعد نكبة 4 آب 2020.


الأموال المحجوزة
قبل التذكير بالمساعدات، عرضت لاكرافي برنامجها الانتخابي، ويرتكز على تنظيم تجمّع للمودعين الفرنسيين في المصارف اللبنانية بهدف القيام بتحرك قضائي على المستوى العالمي لاستعادة أموالهم المحجوزة في المصارف.

ماذا عن أموال اللبنانيين؟ أكدت لاكرافي أنه "لا يحق لنا كدولة فرنسية التدخل مباشرة في شؤون ليست من مسؤولياتنا المباشرة"، مشيرة الى أنه "رغم ذلك، تدرس لجان متخصصة في فرنسا حلولاً ممكنة، مع العلم أن القرار النهائي في هذا الصدد يعود للمؤسسات اللبنانية والدولة".

ثم انتقلت الى قطاع الصحة، فلفتت الى أنه "بعد متابعتنا إعادة إحياء المستوصفات المتقلصة بشكل ملحوظ في بلاد إفريقيا، وذلك بدعم من الخارجية الفرنسية، تعهدنا انشاء مستوصفات من هذا النوع في لبنان، بدءاً من بيروت وصولاً الى عرض تلقيناه قبل أيام لاستحداث مستوصف في طرابلس"، مشيرة الى أن "هذه المستوصفات تقدم، بدعم من الخارجية الفرنسية وبمساعدات عينية من متبرعين محليين وعالميين، الخدمات الطبية الأولية والاستشارات الطبية مجاناً..."

وتناولت أيضاً الموضوع التربوي، فقالت "إننا سنواكب المساعدات التي ستعطى من الدولة الفرنسية للمدارس اللبنانية المنكوبة"، وشددت على أن "هذه المساعدات ستعطى مباشرة للبنانيين، مع تأكيدها على أنها ستعمل لمساعدة المعلمين ودعمهم مالياً..."

وأولت إهتماماً خاصاً في برنامج عملها لدمج ذوي الصعوبات التعلمية في النظام التربوي من حيث دعم البرامج الخاصة بهم وإعداد المعلمين وتوفير البنى التحتية للبرامج الدامجة.

وشددت أيضاً على خطوة بناءة في برنامجها قضت بقيامها مع تجمع رجال الأعمال اللبنانيين باطلاق منصة تشاركية بين المؤسسات الفرنسية واللبنانية من أجل تصنيع المواد الفرنسية في لبنان لتشجيع الصناعة وفتح فرص عمل وتصديرها الى الخارج لتنشيط الاقتصاد، إضافة الى تشكيل اتحاد للمؤسسات الخيرية في المقاطعة العاشرة للفرنسيين المقيمين في الخارج بهدف تبادل الخبرات وتطوير مهاراتهم في خدمة المجتمع.

لا تحتاج لاكرافي الى التذكير بحب فرنسا ورئيسها ماكرون للبنان، مشيرة الى أنها رأت عينيه تدمعان في زيارتين: الأولى في 6 آب 2020 عند رؤيته الاهوال في مرفأ بيروت، والثانية عند زيارته المتحف الذي يحيي فاجعة مجازر رواندا.

ولفتت الى أن الدعم الغذائي للبنان وصل الى 6 ملايين يورو في العام 2020، ويستمر بـ 25 مليون يورو لقطاع الصحة والمستشفيات وتوفير الأدوية بعد انفجار 4 آب وتفشي جائحة كورونا، مروراً برصد 7 ملايين يورو لإعادة ترميم البيوت المتضررة من جراء الانفجار وصولاً الى دفع الأقساط المدرسية وتوفير سبل العيش ونفقات الإقامة لـ 2300 جامعي لبناني في فرنسا، مع تشديدها على ان المساعدات وصلت الى 85 مليون دولار في العام 2020 و72 مليون دولار في 2021 وصولاً الى 370 مليون دولار في العام 2022 حيث وزع منها 42 مليون يورو لدعم المدارس اللبنانية الخاصة والرسمية، ونحو 21 مليون يورو للمدارس التي تتبع نظاماً تعليمياً فرنسياً، إضافة الى 5 ملايين يورو لدفع أقساط المدارس و7 ملايين يورو لترميم المدارس المتضررة من انفجار 4 آب...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار