تساؤلات حول معلومات نصرالله عن تطورات أمنية | أخبار اليوم

تساؤلات حول معلومات نصرالله عن تطورات أمنية

| السبت 28 مايو 2022

تساؤلات حول معلومات نصرالله عن تطورات أمنية

لماذا إقحام لبنان مجدداً في صراعات المنطقة؟


"النهار"- وجدي العريضي

أثارت طلّة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومواقفه في ذكرى التحرير، جملة تساؤلات ومخاوف وقلق مما أشار اليه من قرع طبول الحرب في المنطقة وتأكيده أن شيئاً ما سيحصل أمنياً في وقت قريب، الى دعوته المسؤولين السياسيين للحوار والتهدئة واشادته بالجيش اللبناني وحملاته المستمرة على المملكة العربية السعودية، قائلاً للجميع "تعوا لعنّا لنتحاور ونتحدث بالاستراتيجية الدفاعية"، في وقت يتذكر الجميع ما تحدث عنه على طاولة الحوار عام 2006 ليعود ويُقحم لبنان في حرب تموز عامذاك، وحيث البلد لا يزال يدفع فواتير هذه الحرب حتى اليوم، ليُطلق بعدها عبارته الشهيرة يومها "لو كنت أعلم"، إضافة الى السابع من أيار 2008 الذي اعتبره يوماً مجيداً، ناهيك عن نصبه الخيم مع حلفائه في وسط بيروت وتعطيله لاحقاً بالتكافل والتضامن مع حليفه العوني الاستحقاق الرئاسي لعامين حتى انتُخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فيما الطامة الكبرى قتاله في سوريا والعراق واليمن وأمور كثيرة ساهمت بشكل أساسي في انهيار البلد وضرب علاقاته مع دول الخليج من خلال تصعيده وحملاته على السعودية ودول مجلس التعاون، ولولا المساعي الدولية والعربية لما عادت هذه العلاقات الى طبيعتها. هذا ما تشير اليه مصادر سياسية عليمة لـ"النهار"، معلقة على ما قاله السيد نصرالله، وهل ثمة معلومات عن أحداث أمنية أو تطورات ستشهدها المنطقة وسيكون لها ارتدادها على الداخل اللبناني؟

في السياق، ترى المصادر أن "حزب الله" الخارج من #الانتخابات النيابية فاقداً حلفاءه الأساسيين ورموز الوصاية، الى ما أصاب الثنائي الشيعي من خلل وضربة موجعة في الجنوب والبقاع بفعل الخرق الذي حصل، وصولاً الى عودة الدور السعودي بزخم على الساحة اللبنانية، ما يظهر جلياً بفعل حراك السفير السعودي وليد البخاري ومواقفه، ما دفع السيد نصرالله الى التهويل ودق النفير محذّراً بل متوقعاً تطورات أمنية في المنطقة. والسؤال هنا: لماذا لم يصدر أي موقف من أي مسؤول عربي واقليمي في المنطقة محذراً من وقوع أحداث أمنية أو اندلاع حرب وسوى ذلك، فيما أمين عام "حزب الله" لا يتحدث الا عن الحروب والمناورات العسكرية والأحداث ويُبقي البلد في حالة انعدام وزن منهاراً قلقاً مما يرتدّ سلباً على مجمل أوضاعه اقتصادياً ومالياً، وهو أساساً بات في جهنم والناس تعيش أسوأ أيامها وقد تخطت "سفر برلك"، وتترحم على أيام الحروب العبثية نظراً للظروف الحياتية والاقتصادية القاهرة؟

وتضيف المصادر أن هناك خطاً بيانياً بين "حزب الله" وطهران وصولاً الى بعض التنظيمات الفلسطينية والجهادية والأصولية الموالية للحزب ولإيران، وتحديداً في فلسطين، بحيث يعوّل السيد نصرالله على أحداث، أو لديه معلومات عن انفجار أمني قد يحدث في غزة وسواها، وربما يمتد الى جنوب لبنان بفعل ما حصل خلال الأيام الماضية من تطورات يجب التمعن بها من مقتل أحد كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، إضافة الى ما يجري من تظاهرات في المدن الإيرانية، وكذلك الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الساحل السوري ودمشق، "وبقبة باط" روسية، فهذه الأحداث قد تدفع الى تسخين الداخل الفلسطيني، مع الإشارة الى المسيّرات التي أطلقت أخيراً على خط إسرائيل – "حزب الله"، ما يطرح السؤال أيضاً من قِبل أحد المرجعيات السياسية البارزة: لماذا اقحام لبنان مجدداً في صراعات المنطقة، وما علاقة "حزب الله" بتحديد مواعيد الحروب والتطورات وهو الذي يملك ترسانة سلاح ويقوّض الاستقرار الداخلي ويتحدث عن الجيش اللبناني مشيداً به لأهداف وغايات لا تنطلي على أحد، في وقت أن السيد نصرالله ومن خلال ما تطرق اليه وكل ما يقوم به انما يهدف الى تعويم "حزب الله" بعد الانتكاسات الأخيرة والسقوط المدوّي لحلفائه في الانتخابات النيابية ومن ثمّ فرض شروطه وسطوته على الاستحقاقات الدستورية المقبلة، حكومياً أو رئاسياً، اذ سيقول لكل الأفرقاء السياسيين إما جبران باسيل أو سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والا عون باق في بعبدا، أو الى الفراغ مجدداً كما كانت الحال في مراحل سابقة، الأمر الذي سيغرق لبنان في أزمات سياسية ودستورية واقتصادية، في حين أن البلد يشهد أخطر مرحلة انهيار اقتصادي ومالي، فكيف الحال اذا كانت لدى السيد نصرالله معلومات ومعطيات حول حروب مقبلة في المنطقة أو تطورات ما، أو أنه يعمل ويسعى لتحسين شروط ايران في أي موقع إقليمي ودولي أو مفاوضات ما، عبر تحويل الساحة الداخلية الى صندوق بريد واطلاق التهديدات، واقحام اللبنانيين في معارك وحروب وتطورات لا تعنيهم، وكل ذلك على وقع تنامي الجوع والهجرة من خلال مأساة حقيقية يمر بها اللبنانيون في حقبة هي الأخطر في تاريخهم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار