بقلم جان الفغالي- "أخبار اليوم"
ليست النيابة غريبة عن منزل بقرادوني، "الاستاذ كريم " بلغ " نيابة " من نوعٍ آخر في محطتين: نائب قائد القوات اللبنانية، ثم نائب رئيس حزب الكتائب، اما "الثالثة الثابتة" فلم تكن له بل لنجله جهاد الذي فاز بالنيابة الحقيقية انتخابًا وعن جدارة، وليس تعيينًا أو في انتخاباتٍ حزبية داخلية.
يستطيع جهاد بقرادوني ان يقول، وبجدارة، أنه مستقل، فاز على لائحة القوات اللبنانية، خرج من حزب الكتائب ولم تعد لديه بطاقة كتائبية، ولا يحمل بطاقة القوات اللبنانية. حملته صناديق الإقتراع إلى أن يكون أحد نواب دائرة بيروت الاولى .
"شنوا" (وهُم معروفون) حملةً عليه، بجملةٍ من الذرائع التي تدل على الإفلاس السياسي للحاملين عليه، حينًا من خلال الحديث عن انه لا يعرف اللغة الارمنية، وحينًا آخر من خلال اعتبار ان والدته غير ارمنية. يبتسِم جهاد بقرادوني حين تصل إليه هذه الحملات، ويرفض أن يرد على مطلقيها، ويسأل: "هل هناك فئة دمٍ معينة يجب ان يحملها المرشح ليكون مقبولًا؟ يتذكَّر أن نوابًا أرمن شرَّفوا المجالس النيابية في نياباتهم، ولم يعرفهم الناس بأنهم أرمن، بينهم النائب "الشغِّيل جدًا" جوزيف شادر، على سبيل المثال لا الحصر ... يُفلفِش في قانون الانتخابات فلا يعثر على أي شرط من شروط الترشح أن على المرشح ان يُتقن هذه اللغة أو تلك، وبعض المنتقدين لا يعرفون كتابة اسمائهم.
مرت الإنتخابات، النتائج اصبحت وراء الجميع،
ناجحون يصرفون وقتهم في "النُمرة والتنمُّر"، لكن مَن يرشدهم إلى ان النيابة تشريع ومراقبة أعمال الحكومة ومساءلتها، وليس ان يقوم النائب مقام السلطة التنفيذية، في المساعدات والإعاشات وغيرها، وهذا مشكور ومدعاة للإستحسان، لكن النائب بالركيز على هذا الأمر، كانه يُهمِل واجباته كسلطة تشريعية .
تريدون منافسة جهاد بقرادوني؟ نافسوه في القوانين وتحديثها، في مشاريع القوانين، في مراقبة عمل الحكومة ومساءلتها، لا في تنمر سخيف، هو كل ما تعرفون العمل من خلالهن معتمدين على ان جهاد بقرادوني لا يهدر وقتًا في الرد عليكم .