توظيف الضغط على السلاح لإنقاذ البلد! | أخبار اليوم

توظيف الضغط على السلاح لإنقاذ البلد!

| الثلاثاء 31 مايو 2022

توظيف الضغط على السلاح لإنقاذ البلد!
الفرصة لا تزال متاحة امام لبنان ولكن...

"النهار"- روزانا بومنصف

سجل مراقبون ديبلوماسيون في الخط البياني لخطابات الامين العام ل" #حزب الله" السيد حسن نصرالله استشعاره ضغوطا داخلية قوية تتناول موضوع سلاحه علما ان السؤال الاساسي ازاء من يتحمل مسؤولية خسارة حلفاء الحزب في الانتخابات بما في ذلك التراجع الكبير للتيار العوني الحليف وهل هو التحالف مع الحزب وتغطية سلاحه ام فشل العهد في كيفية ادارته للبلد. ولكن لفت هؤلاء تحفظ الكثير ممن فازوا في الانتخابات ازاء اي خطوة او موقف يشتم منها دفاعا عن الحزب او عن سلاحه لا سيما لدى المسيحيين. المسألة وفقا لهؤلاء تتصل بالقدرة على توظيف الضغط الذي يستشعر به الحزب ما يدفعه الى رفع سقوفه التهديدية للدفاع عن هذا السلاح باعتبار ان لا قوة في الارض تستطيع ذلك في اطار القدرة على دفع الحزب الى تسهيل الخطوات من اجل اعادة تكوين السلطة من حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن اجل الذهاب الى وضع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي موضع التنفيذ. اذ يبقى هذا الاتفاق المخرج الوحيد المحتمل امام #لبنان حتى لو ان الحزب اظهر مرارا عدم حماسته للصندوق فيما قال السيد نصرالله ان لا انقاذ محتملا من دون التنقيب عن الغاز وثروة لبنان في البحر داعيا الجميع الى التعاون من اجل ذلك علما ان كلامه يحتمل الرد من زاويتين : الاولى انه سبق ان وجه انتقادات ساخرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين على نحو اوحى باقفال هذا الباب في المدى المنظور فيما ان لا باب سواه في الافق . والثانية ان اهل السلطة من قوى 8 اذار هم الذين يتحكمون بهذا الملف ولا يشاركهم فيه احد ما يثير التساؤل ازاء من وماذا يمنع الذهاب الى مفاوضات تتيح الاستفادة من هذه الثروة علما انها لن تحل مكان الحاجة الى قروض الصندوق الملحة والضرورية فيما ان استخراج الغاز من البحر يحتاج الى سنوات لا يمتلكها الوضع في لبنان.

يعتقد هؤلاء المراقبون ان توظيف الضغط الداخلي الذي يتوسع سياسيا وشعبيا حول موضوع السلاح يجب ان يوظف في هذا الاطار على خلفية جملة اعتبارات من بينها : اولا ان هذا الضغط الداخلي ربما يدفع دولا صديقة للبنان كفرنسا، حين تستريح من انتخاباتها، من اجل التدخل من اجل الدفع بروزنامة الاستحقاقين الحكومي والرئاسي وموضوع التفاوض مع الصندوق . اذ يحتاج الوضع الى عدم سلوك الحزب سلوك القوى الموالية لايران في العراق التي اعترضت على الانتخابات فيه بذريعة انها لم تكن نزيهة وانطوت على تزوير في مقابل عدم اتاحة المجال امام الاكثرية التي انبثقت عن الانتخابات هناك من اجل تشكيل حكومة وحدها والاصرار على مشاركتها في الحكومة . وهذا لم يحصل بالنسبة الى الانتخابات في لبنان التي فازت فيها اكثرية متعددة ولكنها لم تعد في يد الحزب كما كان متوقعا، ولكن الحزب في تلويحه بامتلاكه ناصية التمثيل الشيعي مع حركة "امل" يملك القدرة على التعطيل وكذلك الامر بالنسبة الى التهديد بسلاحه او التلويح به. وكان النائب محمد رعد ونواب اخرون من الحزب انجرفوا في اطلاق توصيفات في حق الاكثرية الجديدة لم تلبث ان سحبت لا سيما في ظل اصرار الحزب على حكومة وحدة وطنية وقبل ذلك تأمين انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري باعتبار ان ذلك يتعلق باهم المواقع الشيعية في السلطة.

ثانيا : ان هذا الضغط مهم لتوظيفه حيث يجب ولكن ليس للدفع نحو جعله الموضوع الاساسي الوحيد في المرحلة المقبلة، من دون التخلي عن الموقف منه في اي حال او عن هذا الضغط في شأنه والذي نجح في الانتخابات ونتائجها التي لم تكن متوقعة واحدثت فارقا مهما جدا قياسا الى ما كان يتم ترقبه على هذا الصعيد. اذ ان الداخل كما الخارج يحتاج ربما الى استمرار هذا الضغط من دون الحاجة الى معركة كبيرة حول السلاح راهنا لان لبنان لا يتحمل ذلك في اي شكل يمكن ان يترجم ذلك . ولكن التركيز على اولوية انقاذ الوضع يستند الى ان لبنان اليوم منهك اقتصاديا وفي حاجة ماسة الى التركيز على اولوية انقاذه على هذا الصعيد. وتجربة الاسبوع الماضي لجهة الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الاميركي سواء كان ذلك مفتعلا لاهداف معينة او كان ذلك بديهيا في سياق ما ال اليه الوضع اللبناني وكذلك الامر بالنسبة الى احتياطات المصرف المركزي اظهرت ان الاولوية القصوى تبقى للوضع الاقتصادي وذلك تحت وطأة خسارة اي معركة اخرى لا تتمحور على ذلك وعلى الاستحقاقات المرافقة اي تأليف حكومة وانتخاب رئيس جديد جنبا الى جنب تأمين قروض لا بد منها من صندوق النقد الدولي.
ثالثا : ان الدول الصديقة يمكن ان تساعد على تأمين شبكة امان للمرحلة المقبلة بناء على هذه العوامل . فتساهم فرنسا مثلا او اي دولة عربية في التدخل للعمل على تأمين حصول هذه الاستحقاقات الضرورية والملحة لانقاذ لبنان لقاء سلوك عدم تعطيلي للحزب وتجميد لاولوية السلاح لدى الحزب مرحليا . وهذا ممكن في ظل حاجة الجميع الى ترتيب اوراقه بعد الانتخابات لا سيما بالنسبة الى الاكثرية الجديدة التي يمكنها الضغط في اتجاهات عدة اذا احسنت التنسيق ولعبت اوراقها في السياسة جيدا . فالانتخابات شكلت املا بالنسبة الى هؤلاء المراقبين لجهة اظهار اللبنانيين على رغم نسبة كبيرة تتعدى النصف لم تنتخب ، انه يمكن ان يحدثوا تغييرا من الداخل من دون الحاجة الى انتظار تغيير خارجي ينعكس على الداخل بل ان يبدأ من الاخير فيساعد الخارج لمساعدة لبنان. وهذا الامل معطوف على واقع ان القوى او العناصر التي اعتادت التعطيل او تضطلع عادة بهذا الدور على هذا الصعيد باتت تحت ضغط الى حد لا بأس به نتيجة عوامل اقليمية ولكن بفعل ما عكسته الانتخابات من مزاج تغير لدى اللبنانيين .

هؤلاء المراقبون يرون ان الفرصة لا تزال متاحة امام لبنان ولكن الضغط على اهل السلطة يجب ان يستمر ولا سيما من البرلمان المنتخب، الجديد منه على الاقل .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار