حزيران تاريخه مشؤوم بالحروب... والنكسات: اتصالات مصرية – قطرية أسهمت في التهدئة | أخبار اليوم

حزيران تاريخه مشؤوم بالحروب... والنكسات: اتصالات مصرية – قطرية أسهمت في التهدئة

| الثلاثاء 31 مايو 2022

حزيران تاريخه مشؤوم بالحروب... والنكسات: اتصالات مصرية – قطرية أسهمت في التهدئة
  "حزب الله" يعمل بعد الانتخابات على إعادة التجييش بأن الحرب قادمة

"النهار"- وجدي العريضي

لطالما كان شهر حزيران مفصلياً والمحطات التاريخية شاهدة على الكثير من الأحداث والحروب والتطوّرات التي شهدها هذا الشهر، من نكسة حزيران 1967 الى حرب المخيمات الفلسطينية في لبنان في مرحلة الثمانينات، فضلاً عن الحروب الإسرائيلية ولا سيما الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982. فتلك المفاصل ما زالت ماثلة في ذاكرة اللبنانيين، وعلى هذه الخلفية لوحظت سلسلة مواقف توالت فصولها في الأيام الماضية، محذرة من تطوّرات وأحداث قد تحصل في الأسابيع المقبلة الأمر الذي أشار إليه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير وإن كان ذلك يدخل في إطار شدّ العصب والبروباغندا، بما معناه أن المقاومة موجودة وقادرة على المواجهة للخروج من تداعيات الانتخابات النيابية التي أدّت الى سقوط حلفائها. ولكن ما جرى في القدس من حرب رفع الأعلام للتأكيد أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، فذلك وفق المتابعين قد يؤدّي الى حروب، لكن في المقابل ثمة حراك ديبلوماسي أسهم بتبريد الأجواء في الداخل الفلسطيني وعدم جرّ الفصائل الفلسطينية الى ما لا تُحمد عقباه. وهنا يكشف مسؤول فلسطيني بارز لـ"النهار"، أن اتصالات مصرية – قطرية أسهمت في التهدئة على الصعيد الإسرائيلي وكذلك مع الفصائل الفلسطينية ولا سيما حماس التي تدعمها إيران "وحزب الله" للاندفاع الى حرب في غزة تستفيد منها طهران والحزب في السياسة ومن خلال التداخلات السياسية والإقليمية وذلك سبق أن حصل في أكثر من محطة وحرب ونزاع.

في هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية عليمة ومتابعة لما يجري لـ"النهار"، أن الجميع يتذكرون اتفاق مكة الذي هدف حينذاك لمصالحة حركتي فتح وحماس والذي رعته المملكة العربية السعودية أيام الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، إلا أن إيران عطلت مفاعيله مما أدّى الى تفاقم النزاع حينذاك بين الإخوة الفلسطينيين. والآن وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإيران لها مصلحة ومعها "حزب الله" في اندلاع حرب في فلسطين ولكن ماذا فعلت طهران وأين صواريخها وتهديداتها الإعلامية لا أكثر ولا أقل دون إغفال الاعتداءات الإسرائيلية والغطرسة المتمادية من هذا الكيان؟ وتوقع أن تبقى الأمور في هذه المرحلة في إطارها السياسي نظراً لكثافة الاتصالات التي حصلت والمستمرة من أجل تجنب هذه الحرب على أن تكون هناك مبادرات لاحقاً من الأميركيين والأوروبيين حيث كان للقاهرة دور كبير في إطار هذه المساعي. والاتصال الذي أجراه وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية توني بلينكن بوزير الخارجية المصري سامح شكري، إنما صبّ لهذه الغاية، وفي المحصّلة لا يخفى أن الأمور صعبة وكل الاحتمالات واردة نظراً لإمكانية دخول أكثر من طرف إقليمي على خط التوتر القائم في ظل توقف المفاوضات النووية الإيرانية – الأميركية، الى ما يجري في إيران من تظاهرات وأحداث واغتيالات وسعيها لنقل التطوّرات الى مكان آخر أو أقله للتعتيم عليها إضافة الى الأوضاع الهشّة في سوريا والعراق.

وتتابع المصادر مشيرة الى أن المخاوف من هذه الأجواء الإقليمية والدولية المحمومة من الحرب الروسية - الأوكرانية الى ما يجري في الداخل الفلسطيني، فذلك من الطبيعي أن تكون له تداعياته السلبية على لبنان بعدما قرع الأمين العام لـ"حزب الله" طبول الحرب، يضاف أن الساحة اللبنانية تتلقف أيّ أحداث وحروب تحصل في المنطقة باعتبارها هشّة، فضلاً عن أن "حزب الله" حليف سياسي واستراتيجي وإيديولوجي لطهران، ما يُبقي البلد ضمن لعبة المحاور وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وهنا وفي مجالسه الخاصة يستبعد مرجع سياسي، اندلاع حرب على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية عازياً ما يحصل الى إطار تبادل الرسائل وتحسين الشروط ويبقى التعادل السلبي قائماً كما حصل في محطات سابقة عندما قصفت إسرائيل مناطق حدودية غير آهلة بالسكان، وكان الرد مماثلاً، أي عدم الخروج عن قواعد اللعبة والقرار 1701.

وتخلص لافتة الى أن "حزب الله" يعمل بعد الانتخابات على إعادة التجييش بأن الحرب قادمة وأن سلاحه باقٍ لدوافع استراتيجية وحيث لدى الجيش اللبناني قدرة على المواجهة أي استعمال هذه الذريعة ومن ثمّ العودة مجدداً الى مهاجمة المملكة العربية السعودية ودول الخليج والحديث عن تطبيع غير موجود وسوى ذلك من الشعارات. لكن الطامة الكبرى تنبع من هذه المواقف التي غالباً تحصل على أبواب الصيف، وعوداً على بدء في بداية حزيران، إذ لها تداعياتها السلبية أمام انطلاق موسم السياحة والاصطياف وفي ظلّ حديث ومعلومات وأرقام عن صيف واعد مما يشكل دورة اقتصادية متكاملة للبلد المنهار على كل الصعد، فيما الأمر المريب أنه لم يصدر أيّ موقف من وزارة الخارجية أو الحكومة حيال السيناريوات الحربية التي تضجّ بها الساحة الداخلية من قبل "حزب الله" وسواه لطمأنة اللبنانيين ولعدم ضياع الموسم السياحي مرة أخرى.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار