البخاري يواكب خليّة المساعدات... واجتماعات مقبلة | أخبار اليوم

البخاري يواكب خليّة المساعدات... واجتماعات مقبلة

| الإثنين 06 يونيو 2022

 "النهار"- مجد بو مجاهد

تترافق حركة الإقلاع الجويّة المرتبطة بزيارة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري إلى الرياض مع محاولات استحداث مطبات هوائية ودوّامات ذبذبة من قوى محور "الممانعة"، من خلال إلباس الزيارة أسباب أو دلالات يراد منها تصوير معاني الرحلة في خانة الهبوط الاضطراريّ. وكان البخاري أن ردّ بأسلوبه على افتراءات وأوهام، في تعبيره عن طبيعة ما أشيع من محاولات تركيب أجنحة استدعائية لسفرته. وتدحض معطيات عدد من المقرّبين اللبنانيين الذين واكبوا الساعات الأخيرة التي سبقت انتقال البخاري إلى الرياض ما تناقل من غيوم.
وتشير معلومات "النهار" إلى أن الزيارة تتّخذ بُعداً لوجستياً مرتبطاً باستكمال المحطّات المتعلّقة بصندوق الدعم السعودي - الفرنسي للشعب اللبناني، بعد توقيع مذكّرة التفاهم الإطارية في نيسان الماضي. ويعدّ المواكبون العدّة للقاء خليّة المساعدة السعودية - الفرنسية، التي عُلم أنها ستعقد في باريس في غضون أسبوعين لاستكمال سبل المساعدة التي أطلقت بأهداف دعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان. ويراد من الاجتماعات المقبلة بين ممثلي الدولتين استكمال ترجمة دعم القطاعات اللبنانية الرئيسية التي يتولاها الصندوق، بما يشمل قطاعات الأمن الغذائي، الصحة، التعليم، الطاقة، المياه، والأمن الداخلي. ويرجّح أن ينتقل البخاري إلى باريس للمشاركة في الاجتماعات المرتقبة للخليّة، باعتباره صاحب الدور الأساسي كسفير للمملكة في لبنان.

وكانت عودة مياه العلاقات الديبلوماسية السعودية - اللبنانية في الأشهر الماضية أن شهدت دينامية مترافقة مع زيارات ولقاءات شرحت معالم صورة المقاربة العامّة للدور الذي يضطلع به البخاري في المرحلة الحالية. وقد جمع لقاء حديث السفير البخاري بالسياسي اللبناني خلدون الشريف الذي كان له أن أجرى جولة أفق معه بما شمل استحقاق الانتخابات النيابية. ويقرأ الشريف لـ"النهار" في استنتاجات اللقاء ومعاني الدور الذي يضطلع به البخاري بعد استعادة العلاقات، رابطاً إياها بمسألتين: "لقاء القمّة الذي جمع كلاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كانون الأول من العام المنصرم في جدّة، حيث تقرّر إنشاء صندوق لدعم لبنان إنسانياً. وقد جرى على أثر اللقاء تشكيل لجنة تنسيق فرنسية - سعودية، بموجبها يكون كلاً من السفير السعودي والسفيرة الفرنسية على متن أعضائها. وقد شهد شهر رمضان الماضي توقيع بروتوكول الاتفاق بين الدولتين في بيروت". ويشير الشريف إلى أن "دور البخاري يرتبط من جهة ثانية في الاتفاق السعودي الأميركي حول دعم القوات المسلّحة الشرعية اللبنانية. ويعود حضور السفير السعودي إلى لبنان إلى ارتباطات المملكة مع كلّ من فرنسا والولايات المتحدة. ويعبّر عن إبداء رغبة لدى الرياض في العودة إلى لبنان، إذا حصلت إصلاحات وبعض التحوّلات في مواكبة القوى بُعيد الانتخابات الأخيرة التي جرت في أيار الماضي".

ويرى أن "الواقع يلفت إلى نوع من الحراك على طريقة شقّ الباب للعودة السعودية إلى لبنان. وقد أتى التصريح الرسميّ والأكثر دقّة على لسان وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، الذي أشار إلى أنه من المبكر جداً الحكم على نتائج الانتخابات النيابية في لبنان؛ بما يعنيه ذلك أن المسألة مرتبطة بأداء النواب والشروع في تنفيذ الإصلاحات وتشكيل الحكومة". وإذ يعتبر الشريف أنه "حصلت تحوّلات في الانتخابات، لكنها ليست بحجم إعادة التوازن الكليّ إلى الصورة السياسية اللبنانية برمّتها. وقد يكون ذلك ما دفع وزير الخارجية السعودي إلى القول أن الحكم على نتائج الانتخابات لا يزال مبكراً في لبنان"، يشير إلى ان "الواقع اللبناني بات اليوم في مرحلة من التوازن السلبي في غياب الأكثريات والأقليات الواضحة التي تستطيع اتخاذ قرارات بمفردها، مع الإشارة إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي يبقى الأوفر حظّاً في حال نال دعم عدد من الكتل والنواب المستقلين". ويعتقد الشريف في موضوع الانتخابات، أن "المعركة الانتخابية دارت بين فريق "حزب الله" الذي كان حريصاً على الإمساك بالمقاعد الشيعية البالغ عددها 27 مقعداً من جهة، وتأمين حفظ تمثيل للنائب جبران باسيل بالتعاون معه من جهة أخرى. وقد استطاع حيازة هذه النقاط. ودخل الفريق السعودي داعماً للقوات اللبنانية والأحزاب والقوى المتحالفة معها، ونجحوا في تحقيق أهدافهم أيضاً".

أي أسباب وعوامل حدت إلى اتخاذ هذا الهجوم المكثف من قوى "الممانعة" على السفير السعودي بعد استحقاق الانتخابات؟ ولماذا أتى شن الهجوم في هذا التوقيت بالذات؟ يجيب الشريف أنه "لا يمكن اعتبار الهجوم الذي شنّته قوى محور الممانعة على البخاري شخصياً، بل إنه هجوم يشهد مساراً تصعيدياً على دور السعودية في المنطقة. ويأتي ذلك في وقت بات اتفاق فيينا بعيد المنال، إن لم نقل أن مسار المفاوضات أقفل راهناً. ومن جهتها، فرضت الحرب الأوكرانية بضع تحولات في المنطقة. وتترقب الأنظار الموقف السعودي من الاصطفافات السياسية بانتظار زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة. وبذلك، يشكّل الهجوم على البخاري جزءاً من إطار المفاوضات السياسية الكبرى ومحاولات لتحسين واقع قوى الممانعة. وتدلّ هذه المؤشرات على نوع من التأزم السياسي للأوضاع في المنطقة، وسط المسار الذي تسلكه مفاوضات تشكيل الحكومة في لبنان".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار