حمادة : نصر الله وضع المسدّس فوق رؤوس الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش | أخبار اليوم

حمادة : نصر الله وضع المسدّس فوق رؤوس الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش

| السبت 11 يونيو 2022

نصّب نفسه وليّاً وحاكماً على لبنان


 "النهار" وجدي العريضي

عادت الساحة الداخلية الى استنساخ أكثر من حقبة من بداية السبعينيات أيام السيطرة الفلسطينية على البلد وما سُمّي آنذاك "فتح – لاند" وما أدّت إليه لاحقاً من حروب وصولاً الى الاجتياح الاسرائيلي ولاحقاً حقبة أواخر الثمانينيات أي مرحلة حربي التحرير والإلغاء، وبالتالي، التاريخ يُعيد نفسه من خلال هذه المحطات إذ من يسمع ويتابع خطب ومواقف وطلاّت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المتلفزة، يسأل: لبنان الى أين؟ ومن واكب أواخر الثمانينيات عندما كان العماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية لا يرى أن شيئاً تغيّر في سياق الحرب السياسية المستمرّة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية والمساجلات اليومية بينهما، بينما تبقى المخاوف قائمة من حصول فراغ سياسي وإعادة تجربة عدم مغادرة عون قصر بعبدا في تلك الفترة، ما أدّى يومها الى العملية التي قامت بها سوريا عبر قصف قصر بعبدا بالسوخوي جواً واقتحامه براً ليعتبر حينذاك وصمة عار من عهد الوصاية الذي دمّر القصر الجمهوري، والسؤال: هل ثمة سوخوي سياسية لتجنب الفراغ بفعل معلومات وأجواء عن مساعٍ ولقاءات تجري بعيداً عن الأضواء بين الفاتيكان وفرنسا؟

وسبق لـ"النهار" أن كشفت هذا التواصل في بداياته، لتشير المعلومات المستقاة من أكثر من جهة سياسية فاعلة، إلى أن الاتصالات ستبلغ ذروتها في وقت قريب وسيكون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحرك باتجاه عواصم القرار وبعض الدول العربية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ومصر خصوصاً أن التناغم على خط باريس – الرياض لمساعدة ودعم لبنان تكثّف في الآونة الأخيرة، وثمة معلومات عن لقاء عُقد في الرياض بين مسؤول تنسيق المساعدات الفرنسية للبنان وأموال سيدر بيار دوكان ومسؤولين سعوديين، ويُنقل أيضاً أن دوكان قد يزور بيروت لهذه الغاية.

في السياق، يقول عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة لـ"النهار"، إن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "نصّب نفسه وليّاً وحاكماً على لبنان ومن يتّخذ قرار الحرب والسلم"، سائلاً "بأيّ صفة يهدّد ويتوعّد ويضع خطوط الترسيم والمسائل التقنية وكلّ ما يتعلق بترسيم الحدود، فهذه بدعة وظاهرة غريبة عجيبة لا تحصل إلا في دول جمهوريات الموز، فأين رئيس الجمهورية القوي؟" داعياً الى "الخروج من هذه المهازل، فيكفي ما يعيشه لبنان من أزمات وانهيارات وصعوبات، ونحن على أبواب موسم الصيف والاصطياف فليرحم السيد نصرالله اللبنانيين ويدعهم يعيشون بسلام وأمان واستقرار، فمواقفه الأخيرة تذكّرنا بما أقدم عليه في عام 2006 عندما اتخذ قرار الحرب وخرج عن طاولة الحوار الوطني وأغرق البلد ومنها ما كان لا يعلم وأخرى على طريقة الغزوات واعتبرها يوماً مجيداً".

ويضيف حمادة: "إن السيد نصرالله وضع المسدّس فوق رؤوس الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش قائلاً لهم الأمر لي ونقطة على السطر، لاجئاً الى سياسة الترهيب والتهديد راهناً البلد كرمى لعيون إيران، فحوّله ساحة ومنصّة في أصعب وأدقّ مرحلة نجتازها ونحن في أمسّ الحاجة لإعادة بناء الدولة بعد الانتخابات النيابية وأمام تشكيل حكومة جديدة وصولاً الى انتخاب رئيس للجمهورية، وأخشى ما أخشاه أن ندخل في الفراغ القاتل وفي وقت ضائع قاتل أيضاً داخلياً وإقليمياً ودولياً، فالتجارب السابقة مع رئيس الجمهورية وتياره ماثلة للعيان من أواخر ثمانينيات القرن الماضي وصولاً الى مرحلة عام 2005 وما شهدناه من فراغ حكومي ورئاسي وتكبيل من تكلفوا بالشروط الباسيلية العونية، إذ دفعنا لهذه الغاية أثماناً باهظة ما زالت قائمة حتى اليوم، فكفانا تسويفاً ومهاترات لأن الناس لا تتحمّل مغامرات إضافية للسيد نصرالله وترفاً سياسياً لباسيل، وقد شارف عهد جهنم وعتمته على الانتهاء فليرحموا البلاد والعباد".

وعوداً على بدء، يبقى أن الأسابيع المقبلة، من خلال ما تشير إليه أكثر من جهة سياسية متابعة لمسار الأوضاع داخلياً وإقليمياً ودولياً، من شأنها أن تبلور الطريق الذي سيسلكه المسار اللبناني سياسياً واقتصادياً ودستورياً وتحديداً الاستحقاقان الحكومي والرئاسي، باعتبار ذلك ناتجاً عن لقاءات واتصالات تجري على خط الرياض – فرنسا وصولاً الى القاهرة والجامعة العربية، ولا يستبعد أن يصل موفدون عرب وغربيون الى بيروت لتجنيب لبنان أي سقطات جديدة وربما أكثر من ذلك نظراً لدقة الوضع الذي يمرّ به، حيث قد يؤدّي الى فوضى ونزاعات ليس بوسعه أن يتحمّلها في الظروف التي يمرّ بها وأمام الانهيار الاقتصادي والاجتماعي المتمادي، وينقل أن هناك أكثر من صيغة وتسوية يحضرها المعنيون بالملف اللبناني عندما تحين اللحظة الإقليمية والدولية المؤاتية، وذلك ما شهده البلد من أزمات وحروب مماثلة منذ السبعينيات الى اليوم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار