الطعام سياسة ومادّة أساسية في الحروب فتوقّفوا عن تناول "البرغر" في روسيا! | أخبار اليوم

الطعام سياسة ومادّة أساسية في الحروب فتوقّفوا عن تناول "البرغر" في روسيا!

انطون الفتى | الثلاثاء 14 يونيو 2022

مصدر: أي انزلاق أميركي لصراع مباشر مع روسيا سيكلّف العالم كلّه الكثير

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تشكّل الحرب الروسيّة على أوكرانيا التحدّي الأكبر للديموقراطيات الغربية، وللدّعوات المتكرّرة في الغرب للحفاظ على حقوق الإنسان، ولاحترام حقّ الشّعوب في تقرير مصيرها.

 

ضغط

ففي الوقت الذي تُظهر فيه بعض الدول الأوروبيّة ضُعفاً واضحاً تجاه روسيا، من خلال الضّغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي مقابل وقف إطلاق النار، والبحث في اتّفاق مع موسكو، تصرّ أوكرانيا على الاستمرار بالقتال، وعلى رفض التخلّي عن أي جزء من أراضيها، وعلى المطالبة بمزيد من الأسلحة، لمواصلة القتال.

وبما أن تلك الحرب تُخاض في أوكرانيا، ومن حساب شعبها بالدماء والأرواح، وذلك قبل غلاء الأسعار، ونقص الخدمات...، فمن الطبيعي احترام الإرادة الأوكرانية في تلك الحالة، وقبل أي شيء آخر، بعيداً من دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ما يتعلّق بضرورة "عَدَم إذلال روسيا".

 

ماكرون

في أي حال، يشكّل الملف الأوكراني الفَشَل الثاني لماكرون في السياسة الخارجية. فهو بدأ يتحدّث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أشهر، بإسم أوروبا، من دون أن يُفلِح لا بمَنْع نشوب الحرب في أوكرانيا، ولا بوقفها.

وهذا يذكّرنا بزيارة الرئيس الفرنسي لبنان، عندما أتى وزاد من تفاقُم الأوضاع سوءاً. فهو لم ينجح لا في الضّغط على أحد، ولا في إحداث أي تغيير. وبدلاً من أن يجلب لنا الحلول، تفرّغ لإبرام صفقات فرنسيّة في العراق والمنطقة، بالاتّفاق مع الإيرانيّين، الذين ساهموا في رعايتها (تلك الصّفقات)، وفي توقيعها.

 

خوف

والحال نفسه يتكرّر في أوكرانيا، إذ يظهر ماكرون بوجهَيْن، ولسانَيْن، ورأيَيْن، في هذا الملف أيضاً. ففي الوقت الذي يطالب فيه بضرورة وقف الحرب، وبوجوب الضّغط على روسيا، ومَنْح كييف الفرص الكاملة لحَسْم الحرب، وللانتصار فيها، نجده في المقابل يُنادي بَعَدم إذلال روسيا، ليس من باب الاعتراف بها كقوّة أوروبية تاريخية، بل بما يُظهره أقرب الى الخوف منها، ومن بوتين، ومثل من يشتري "الاستسلام الأوكراني" بمصادر الطاقة الروسية، لفرنسا.

 

"ماكدونالدز"

أمر آخر سلبي أيضاً،  يضع الديموقراطيات الغربية تحت علامة استفهام كبيرة، وهو المساحة التي حظِيَت بها التغطية الإعلامية لسلسلة المطاعم البديلة من "ماكدونالدز" في روسيا مؤخّراً (فكوسنو إي توتشكا).

فالطعام كالموسيقى، والفنون، والأوبرا، والمسرح، والسينما... يعبّر عن سياسة، وعن إيديولوجيا... وهو مادّة أساسية في الحروب. وبالتالي، إذا كان من الطبيعي أن يقوم مراسلون غربيون يعملون في كبرى المؤسّسات الإعلامية الغربية بتقارير حول تلك المطاعم، إلا أنه من غير الطبيعي أن يُصوّر المراسل (أو المراسلة) نفسه، وهو يفتح العُلَب، ويتذوّق منها، ويعبّر عن طعمها "اللّذيذ"، أو أن يقول إن لا فوارق كبيرة بينها وبين منتجات "ماكدونالدز" الأصليّة، وذلك مثل من يسوّق لتلك المنتجات، على حساب دماء الشعب الأوكراني، والجثث الأوكرانيّة المتفحّمة.

 

سيكلّف العالم

أكد مصدر مُطَّلِع أن "الولايات المتّحدة الأميركية ترسل السلاح الى أوكرانيا بشكل كبير، وبما يعوّض عن النّقص الأوروبي في هذا الإطار".

وحذّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" من أن "هذا من شأنه أن يفتح مجالات المخاطرة، انطلاقاً من أن الخبرة تقول إنه يُمكن للتدخّلات الأميركية أن تبدأ خفيفة، قبل أن تجد واشنطن نفسها مُجبَرَة على الانزلاق في الصّراعات بالكامل، أو بالمباشر، في شكل تدريجي. ولا بدّ لأوروبا من أن تُظهِر تشدُّداً أكبر تجاه روسيا، حتى لا تنزلق الأمور الى تلك الناحية، نظراً الى المخاطر الكبرى المُحتَمَلَة في ما لو وقعت مواجهة أميركية - روسية. فأي انزلاق أميركي لصراع مباشر مع روسيا، سيكلّف العالم كلّه، الكثير".

 

لن تتورّط؟

وشدّد المصدر على أن "الأمر المُؤكَّد حتى الساعة، هو أن واشنطن لن تتورّط بالحرب في أوكرانيا، نظراً الى أن الأخيرة خارج "الناتو". كما أن الجيش الأوكراني يقوم بعمله بشكل جيّد، رغم التكاسُل الأوروبي في دعم كييف بالأسلحة المطلوبة، وبالسرعة اللازمة".

وختم:"ما يُمسِك دول أوروبا الغربية بقوّة، هو الحاجة الى الغاز الروسي. فهذه نقطة جوهرية تربكها تجاه بوتين، بينما لا توجد تلك المشكلة لدى الولايات المتحدة. ولكن يُمكن للأوروبيّين التعويض ببعض الأوراق الأخرى، وهي كفّ الضّغوط على كييف، للتنازُل عن الأراضي، وترك تلك النّقطة لما تقرّره أوكرانيا، كشأن أوكراني داخلي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار