الاتفاق "الاشتراكي - القواتي" من الحكومة إلى الرئاسة | أخبار اليوم

الاتفاق "الاشتراكي - القواتي" من الحكومة إلى الرئاسة

| الأربعاء 15 يونيو 2022

أمر عمليات "حزب الله" استدعى إعادة التنسيق...

الاتفاق "الاشتراكي - القواتي" من الحكومة إلى الرئاسة


"النهار"- وجدي العريضي

استأثرت زيارة عضوي "اللقاء الديموقراطي" النائبين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور إلى معراب باهتمام لافت في هذا التوقيت والمضمون أمام الإستحقاقات المقبلة، وخصوصاً بعد الإنتخابات النيابية وما أفرزته من نتائج، وحيث التحالف "القواتي ـ الإشتراكي" كان متماسكاً في الدوائر التي جمعت لوائحهما المشتركة، إضافة إلى اقتراع "القوات" للنائب غسان سكاف في انتخابات نيابة رئاسة المجلس. وعليه، فإن هذه الزيارة جاءت بعد دعوة رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، لجمع صفوف القوى السيادية والتغييرية لمواجهة التحديات المقبلة، ولا سيما الإستحقاقين الحكومي والرئاسي. وهنا، ترى مصادر متابعة لهذا المسار أن الزيارة إياها جاءت أيضاً على وقْع أمر العمليات الذي أطلقه "حزب الله" على أكثر من خط، بدايةً مع عودة أمينه العام السيد حسن نصرالله الى اطلاق المواقف المشابهة لتلك التي سبقت حرب تموز، وهذا يعني أن "حزب الله" يقوم بدور استراتيجي في ظلّ تحالفه الايديولوجي والعقائدي مع إيران ويحوّل الساحة المحلية منصّة لفرض شروط طهران على المجتمع الدولي ومن الأراضي اللبنانية تحديداً، بفعل المناورات الداخلية والإقليمية والدولية، وتحديداً عودة تصعيده تجاه المملكة العربية السعودية، إلى ترويج السيناريوات حول استبدال السفير السعودي وليد البخاري وسوى ذلك، في حين ليس هناك أي شيء من هذا القبيل، وثمة مناسبة قريبة سيتكلم خلالها السفير السعودي، ما يدحض هذه المزاعم.

وتشير المصادر إلى أنه على الخط المحلي، لوحظ التناغم بين حلفاء "حزب الله" المسيحيين بعد خصومة طويلة، أي زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. واللافت البيان الصادر عن "حزب الله" في الذكرى السنوية لمجزرة أهدن، وفيه عبارات تحاول ان تؤجّج الصراع على الساحة المسيحية، إذ يصدر هذا البيان للمرة الأولى، والهدف منه محاولات تهشيم صورة "القوات" بعدما نالوا في الإنتخابات الرقم المسيحي الأول في مواجهة حلفاء "حزب الله".

من هذا المنطلق، جاءت زيارة النائبين شهيب وأبو فاعور إلى معراب، لإدراك جنبلاط ما يقوم به "حزب الله" على الساحة اللبنانية، وعودته مجدداً الى ضرب العلاقة اللبنانية ـ السعودية، مع الإشارة أيضاً إلى أن زعيم المختارة أطلق عبارة الإنتقام السياسي لـ"حزب الله" بعد الإنتخابات وذلك خلال انتخابات رئاسة ونيابة رئاسة المجلس، والتي انسحبت على اللجان النيابية، إذ كان دور الحزب واضحاً في السيطرة على المجلس ليعيد الإعتبار إلى حلفائه، وهذا ما سيمارسه في الإستحقاقين الحكومي والرئاسي.

ومن هنا، كان هناك تطابق وقواسم مشتركة كثيرة بين وفد "اللقاء الديموقراطي" ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع في ما هو آت على لبنان، وضرورة إعادة تجميع القوى السيادية، ولا سيما التحالف بين "القوات" والإشتراكي، والتنسيق والتواصل في الإستحقاقين الحكومي والرئاسي، كما كانت الحال في الإنتخابات النيابية وفي المجلس. ويُنقل وفق المعلومات المؤكدة، أن هناك تطابقا وتناغما حول موضوع رئاسة الجمهورية، بمعنى أن كلاً من جنبلاط وجعجع لا يريدان لا باسيل ولا فرنجية، وهذه مسألة من الثوابت والمسلّمات، وإن كان من المبكر الحديث في هذا الإستحقاق، ولكن من الضروري التوافق على رئيس لا يكون على نسق الرئيس الحالي، أو من المطروحين من قِبل "حزب الله" والممانعة، إضافة إلى أنه كان هناك توافق حول ضرورة تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة من أجل التكليف وتأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، بعيداً مما يطالب به البعض من حقائب وفرض شروط سبق ان كان لها الدور الأبرز في انهيار البلد ومؤسّساته وانعكاساته سلباً على مجمل الأوضاع الإقتصادية، ولا سيما الفراغ الرئاسي حتى انتخاب عون رئيساً، إضافة إلى ما رافق الحكومات السابقة من مماطلات وتسويف في التكليف والتأليف.

ويبقى أن زيارة شهيب وأبو فاعور إلى معراب اتسمت بالودّ والمواضيع الحسّاسة التي أثيرت خلالها، مع التذكير بأنها جاءت بتكليف من رئيس الحزب التقدمي، ما يدلّ على أهمية الدور الذي سيقوم به زعيم المختارة في هذه المرحلة مع حلفائه والأصدقاء والسياديين والتغييريين، لأنه يدرك مدى خطورة الأوضاع، وصولاً إلى استمرار "حزب الله" في الإنتقام السياسي، والذي سيتابعه في الإستحقاقات المقبلة، وربطاً بهذه الأجواء والقلق والمخاوف التي تعتري جنبلاط مما هو آت على لبنان من أزمات سياسية واقتصادية، فإنه انطلق في التواصل والتنسيق في شأن كل ما يساعد على مواجهة التطوّرات المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار