الأساطيل الأوروبية - الأميركية وصلت الى مصر فهل انطلقت المواجهة جنوباً؟! | أخبار اليوم

الأساطيل الأوروبية - الأميركية وصلت الى مصر فهل انطلقت المواجهة جنوباً؟!

انطون الفتى | الخميس 16 يونيو 2022

مصدر: جزء من محاربة نفوذ روسيا يتلاقى مع مواجهة نفوذ الصين في أفريقيا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في طريق البحث الأوروبي عن بدائل لمصادر الطاقة الروسية، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، "ضربت" أوروبا والولايات المتحدة الأميركية من خلفها، "عصافير عدّة"، بحجر واحد، أمس.

 

أبعاد

فبتوقيع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومصر، مذكرة تفاهم ثلاثية لتصدير الغاز إلى أوروبا، تكشف الأطراف الثلاثة عن اتّفاق ذات أبعاد اقتصادية وجيوسياسية مهمّة، تمكّن أوروبا من الاقتراب من منطقتنا أكثر، الى جانب تعميق وتمتين العلاقات الإسرائيلية - المصرية، وتمكين مصر من الإمساك بأوراق استراتيجية مهمّة على الصّعيدَيْن الإقليمي والدولي، وذلك بمعزل عن أن الاتّفاق "الثلاثي" الجديد لن ينجح إلا في سدّ القليل من الحاجات الأوروبية، على صعيد الطاقة.

 

3 مليارات

ولكن جانباً شديد الأهميّة، برز على هامش هذا الاتّفاق، وهو إعلان الجانب الأوروبي عن تمويل فوري لمصر بقيمة 100 مليون يورو لدعم الأمن الغذائي، يساعد في زيادة سعة تخزين الحبوب وتوفير التمويل للمزارعين، وذلك الى جانب تمويل بعيد المدى، بقيمة 3 مليارات يورو، لدعم برامج زراعية وغذائية ومائية، وأخرى للصرف الصحي على مدى السنوات القادمة، بموازاة التباحُث مع مصر في ملفات النّقل الكهربائي.

 

"زحف"

وهذا يعني أن أوروبا، ومن خلفها واشنطن، تدخلان الى أفريقيا من البوّابة المصرية، ليس في مجالات الطاقة فقط، بل لوقف "الزّحف" الروسي - الصيني في البلدان الأفريقية أيضاً، والذي يتزايد كثيراً منذ سنوات، بين استثمارات زراعية وغير زراعية صينية، وتوسيع للحضور العسكري الروسي هناك.

وزاد التوسّع "الشرقي" في أفريقيا، مع "الزّحف" الأفريقي "الهاتفي" و"المباشر"، لرؤساء دول "القارّة السمراء"، تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخّراً، طلباً للإفراج عن مخزونات القمح والحبوب العالقة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وبحثاً عن الأمن الغذائي الأفريقي. وهو ما يُمكّن بوتين من الإمساك بورقة سياسية وجيوسياسية مهمّة في يده. وهذا ما تريد أوروبا وواشنطن مواجهته في أفريقيا، مستقبلاً.

 

مستعمرة

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "أفريقيا تكاد تتحوّل الى مستعمرة صينية، منذ سنوات، نظراً للاستراتيجيا الصينية الاستعمارية فيها، على الصعيد الاقتصادي. وتنصّ هذه الاستراتيجيا على تمويل صيني لمختلف أنواع الاستثمارات المُتاحة، في شكل أساسي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحضور الروسي في أفريقيا يبحث عن توسيع النّفوذ الدولي لموسكو، من خلال بيع الأسلحة الروسية لعدد من البلدان الأفريقية، أو منحها المساعدات العسكرية، أو افتتاح قواعد عسكرية روسية في دول عدّة هناك".

 

مواجهة

وشدّد المصدر على أن "توسيع التمويل والاستثمار الأوروبي، ومن خلفه الأميركي في أفريقيا، ينطلق من الوعي الأوروبي - الأميركي لمشكلة الإنماء في "القارة السمراء"، خصوصاً أن الهجرة من أفريقيا الى أوروبا باتت مؤذية جدّاً للأخيرة، فيما لا قدرة لدى أي دولة أوروبية على وقف القوارب غير الشرعية بشكل كامل".

وختم:"ينبع توسيع الحضور الأوروبي والأميركي في مصر، كنقطة انطلاق نحو أفريقيا، من الحاجة الى الوقوف في وجه موسكو، لا سيّما بعدما وجدت أوروبا نفسها مُنخرطة في الحرب الروسية على أوكرانيا، بشكل إجباري لا اختياري. وجزء أساسي من محاربة النفوذ الروسي بكلّ أشكاله، يتلاقى مع ضرورة مواجهة النّفوذ الاقتصادي الصيني في أفريقيا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار