الأزمة مستمرّة وبتقصير داخلي عن التغيير فما هي "القطبة المخفيّة"؟! | أخبار اليوم

الأزمة مستمرّة وبتقصير داخلي عن التغيير فما هي "القطبة المخفيّة"؟!

انطون الفتى | الإثنين 20 يونيو 2022

مصدر: الوضع ليس طبيعياً ولا أحد يعمل على حلّ حقيقي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

سمعنا في مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت (٤ آب ٢٠٢٠)، أنه قيل للمسؤولين اللبنانيين آنذاك، شكّلوا "حكومة مهمة"، بموجب المبادرة الفرنسية، فتأتيكم المساعدة الدولية.

 

"قطبة مخفيّة"

وبعد مدة زمنية من التلويح بعقوبات أوروبية لم تُفرَض على أحد، ومن المدّ والجَزْر، تشكّلت حكومة المُمكن، وانتقلنا الى الاستماع لما يقول إن المجتمع الدولي يطالب باحترام المهل الدستورية المتعلّقة بالانتخابات النيابية، وبإجرائها، كطريق للتغيير والإنقاذ.

جرت الانتخابات، وأفرزت ما أفرزته من نتائج، ولا شيء تغيّر، أو سيتغيّر في البلد، كما يبدو.

لا بل أكثر. نجد أن حتى عناوين مكافحة الفساد، والإصلاحات، وضبط الحدود، ووقف التهريب، تغيب عن اللغة السياسية الداخلية بنسبة مهمّة، وعن تلك الخارجية بنسبة أهمّ، وكأن العالم كلّه "سلّم" بالانهيار اللبناني، ولا يريد العمل على أي ملف في لبنان، ولا المطالبة بأي شيء فيه.

فما هي "القطبة المخفيّة" في الانهيار اللبناني المستمرّ، في الوقت الذي يبدو فيه أن أي عنوان داخلي ما عاد جاذباً لشيء، أو لأحد؟

 

ليست تغييرية

أشار مصدر سياسي الى أن "المجتمع الدولي كان يرحّب دائماً بتشكيل الحكومات اللبنانية، ليس لأنها جيّدة بالضّرورة، بل لكَوْن تغيير الحكومات يتلاقى مع مبدأ تداول السلطة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "سبب عدم حصول أي تغيير في البلد، هو أن المجموعات التي فازت في الانتخابات النيابية الأخيرة، وحتى الأسماء الجديدة من بينها، ليست تغييرية. فالفارق كبير جداً بين أن تكون وجهاً جديداً، وبين أن تكون تغييرياً حقيقياً".

 

تقصير

وشدد المصدر على أن "الفائزين في "النيابية" يفتقرون الى مفهوم صحيح للقضية اللبنانية. ويعتقد بعضهم أن مشكلة لبنان بيئية، أو أزمة فساد، فقط. أما فريق السلاح غير الشرعي، فهو مشكلة تمنع كل الحكومات من القيام بالإصلاح، سواء كانت حكومات وحدة وطنية، أو من لون واحد، أو تكنوقراط".

وأضاف:"الوضع ليس طبيعياً، ولا أحد يعمل على حلّ حقيقي. وحده البطريرك (الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس) الراعي يطرح القضايا الجوهرية، بدءاً من الشرعية، مروراً بواقع احتجاز الدولة، والمطالبة بمؤتمر دولي، وبالحياد، وعدم توطين الفلسطينيين، وعودة النازحين السوريين، وصولاً الى اللامركزية الموسّعة. ولكن القوى السياسية لا تتجاوب مع أي طرح إنقاذي، بل تكتفي بما لديها من أعداد نواب في البرلمان، ومن رؤساء بلديات، ومخاتير في المناطق، ومن دون إظهار أي شجاعة لمعالجة وضع السلاح غير الشرعي. والمجتمع الدولي غير مُنزعج من ذلك، لا سيّما أنه مُنصرف للتعامُل مع الحرب الروسية على أوكرانيا، ومع نتائجها الاقتصادية وغير الاقتصادية، العالمية".

وختم:"التقصير يبقى داخلياً أولاً وأخيراً. فالنسيج الشيعي لم ينتخب غير الفريق "المُمَانع" نفسه. وهو الفريق الذي لديه مجموعة مسيحية و"مستقلّة" مهمّة سياسياً، تتعامل معه. فيما الأطراف المُعارِضَة له لا تطرح مشكلة السلاح غير الشرعي بشكل جدّي، بل تتحدث عنه على سبيل "رفع العتب" فقط، حتى الساعة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار