إخراج 6 وزراء من الحكومة المستقيلة... وتأخير الرواتب يُهدّد بـ«اشتباكات وظيفية» | أخبار اليوم

إخراج 6 وزراء من الحكومة المستقيلة... وتأخير الرواتب يُهدّد بـ«اشتباكات وظيفية»

| الإثنين 27 يونيو 2022

ميقاتي يتجه لتجاوز شروط باسيل... وبعبدا خط دفاع أول!

"اللواء"

يباشر اليوم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رحلة جديدة «بالقطار السريع» تنطلق من مجلس النواب عبر الاستشارات النيابية حول شكل الحكومة، والمطلوب منها، والمشاركة أو عدم المشاركة فيها، على ان تنتهي غداً، مما يجعل التشكيلة المعدة أو التي قيد الاعداد، تخضع لرتوش قبل الصعود إلى بعبدا للتشاور أو لتقديم التشكيلة التي يستعجلها البطريرك الماروني بشارة الراعي، مطالباً الجميع بالتعاون مع الرئيس المكلف لأن البلد بحاجة إلى تشكيل حكومة وطنية على مستوى الأحداث، تُعزّز النزعة الاستقلالية وتعيد الثقة، مطالباً بانتخاب رئيس للجمهورية يكون انقاذياً.
 

بالتزامن، تواجه البلاد، أزمة غير مسبوقة، في عز أيام الحرب، أو الحروب الصغيرة والكبيرة، تتعلق باحتمالات كبيرة بتأخير رواتب موظفي ومتقاعدي القطاع العام من مدنيين وعسكريين، وسط بداية ظهور بوادر اشتباك بين متقاعدي «القوات العسكرية» وموظفي الإدارة العامة على خلفية عدم تحويل الرواتب اليوم أو غداً للموظفين، والمتقاعدين بصورة خاصة، مع اقتراب شهر حزيران من نهايته الخميس المقبل.
وفي حين، دعت رابطة موظفي الإدارة العامة إلى الاستمرار في الإضراب المفتوح، والمشاركة في اعتصام مركزي امام مرفأ بيروت، يوم غد عند الحادية عشرة قبل الظهر.
وأشار أمين سر «الهيئة الوطنية لمتقاعدي القوى المسلحة» عماد عواضة إلى تحركات واسعة، ونصب الخيم والاعتصامات المفتوحة، بالتنسيق مع الاتحاد العمالي والنقابات المهنية والقطاعية، بما في ذلك روابط الإدارة العامة والأساتذة، محذرا من دخول مبنى وزارة المال ومصلحة الصرفيات، اعتبارا من الجمعة المقبل، إذا جرى تأخير لرواتب العسكريين المتقاعدين، مطالباً بإقفال الوزارة بعد دفع الرواتب.


المشاورات غير الملزمة
مع تحضير الرئيس نجيب ميقاتي نفسه للمشاورات النيابية غير الملزمة التي يجريها بعد ظهر اليوم ويستكملها غدا الثلاثاء لمعرفة اراء النواب بتشكيل الحكومة، كادت نهاية الاسبوع تمر هادئة سياسياً لولا تصعيد حزب الله ضد المملكة السعودية، فيما بقيت ازمة الخبز تتفاقم مع شح كبير في الافران والمحلات، واذا وجدت الربطة فبسعر يتراوح بين 30 و40 الف ليرة، بينما وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام يكتفي بتهديد التجار وتأكيد وجود القمح المدعوم في المخازن بما يكفي لشهر او شهرين، ونقابة الافران ترد الشح الى عدم صرف اعتمادات دعم القمح لتتمكن المطاحن من توفير الطحين.
وبالانتظار، يترقب لبنان زيارة غير محددة الزمان للموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة الملف اللبناني بيار دوكان الى بيروت، لكن مصادر رسمية قالت لـ «اللواء»: ان الزيارةغير مؤكدة حتى الآن ولم يُحدد أي موعد لها، ولو انها قيد التداول في اروقة قصر «الاليزيه»الرئاسي الفرنسي، ولكنه قد يحضر الى بيروت في اي وقت، وربما إذا تم سريعاً تشكيل الحكومة الجديدة، لمتابعة ما انجزته الحكومة اللبنانية على صعيد ملف الاصلاحات البنيوية المطلوبة من صندوق النقد الدولي والدول المانحة، والمشاريع المرتبطة التي احالتها الحكومة الى المجلس النيابي ولم يجرِ اقرارها او التي تم إقرارها ولم يتم تنفيذها بعد. وقالت: ان دوكان في حال زار بيروت، سيحث المسؤولين لا سيما المجلس النيابي على إقرار القوانين الاصلاحية بالسرعة اللازمة لوضع مسار التعافي على السكة الصحيحة.
لكن المصادر اوضحت انه حسب اتصالاتها مع دوائر القرار الفرنسي، فإن الرئيس ايمانويل ماكرون سيعيد تفعيل الملف اللبناني بعدما انتهى من معركة الانتخابات التشريعية، لأن هذا الملف ما زال من اولويات فرنسا الخارجية.
الى ذلك، أكّدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي، «أنّ هناك اهتماماً ودعماً وتمويلاً للبنان. وقد طلبنا مبلغاً إضافياً لمساعدة لبنان».


رؤية حكومية
وبالنسبة لتشكيل الحكومة، ذكرت مصادر مطلعة لـ «اللواء»، ان الرئيس ميشال عون عبّر عن رؤيته للحكومة مراراً بأنها يجب ان تكون حكومة سياسيين متجانسة لتستطيع ان تتحمل مسؤولة إتخاذ القرارات الكبيرة وتمرير الملفات المهمة المؤجلة او المتعثرة، لا سيما الاصلاحات المطلوبة وانهاء التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتدقيق الجنائي، ومن ثم ترسيم الحدود البحرية.
 

والرئيس المكلف ينطلق من قواعد عمل، لا لبس فيها: 1 ان تأليف الحكومة أمر ملح وعاجل، ولا يحتمل ترف الوقت.
2 - سواء شارك النائب جبران باسيل في الحكومة أو لم يُشارك، فالتشكيلة جاهزة أو قيد الجهوز.
3 - وبالنسبة للكتل أو المجموعات التغييرية التي لم تسمِ الرئيس ميقاتي، فلا شيء يلزمه بالأخذ بعين الاعتبار مطالبها أو شروطها، التي لا يمكن بأي حال ان تكون تسهيلية.
وهذا الأمر، سيعرضه الرئيس المكلف مع الرئيس ميشال عون عندما يلتقيه في بحر الأسبوع الطالع.
4- اصرار الرئيس ميقاتي على تشكيل حكومة اخصائيين غير موسعة او على غرار الحكومة المستقيلة على ابعد حد، باعتبار ان الحكومة ليست بحجمها، بل بفاعلية وزرائها وانتاجيتها، مع الاتجاه إلى تغيير في بعض الوزراء، لم يحدد عددهم بالضبط بعد، بانتظار مروحة الاتصالات والمشاورات ،بينما تردد ان وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب والوزيرة نجلا رياشي، ابلغا من يعنيهم الامر، عدم رغبتهما بالتوزير مجددا، فيما سيطال التغيير وزير الطاقة وليد فياض، ووزير الاقتصاد أمين سلام، ووزير الصناعة ووزير شؤون المهجرين، ويلقى توجه ميقاتي دعما ملحوظا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري في توجهاته هذه.
5- يُصرّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للموافقة على  اي تشكيلة وزارية، ان تتم المشاورات بينه وبين ميقاتي اولا، وان تكون الحكومة سياسية، باعتبارها ستتولى ادارة السلطة بمرحلة انتقالية مهمة، لا سيما اذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية المقبلة في مواعيدها الدستورية، لاي سبب كان، وان يكون هو شخصيا وزيرا فيها، وان تكون حقائب الطاقة والعدل والبيئة والخارجية من حصة  التيار الوطني، مع الاصرار على التزام الرئيس المكلف بتنفيذ سلسلة من المطالب والشروط، وفي مقدمتها انهاء مهمات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اولا، وتعيين حاكم جديد يقترحه رئيس الجمهورية، اضافة الى تغييرات بقيادة الجيش، قوى الأمن الداخلي، شركة طيران الشرق الاوسط، ملء المراكز والوظائف المسيحية المهمة بالدولة، تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء للاعضاء المسيحيين ممن يسميهم عون ظاهريا.
6- يرفض حزب الله، حليف التيار الوطني الحر الوحيد، الانحياز إلى مطالب رئيس التيار الوطني الحر، بمواجهة  بري وميقاتي، الذي يرفض التفاوض مع باسيل او ان يلتزم مطالبه، ويعتبر بأن باسيل يبالغ بمطالبه، التي يستحيل تنفيذها في نهاية عهد ميشال عون، وفي ظل رفض رئيس الحكومة المكلف ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ايضا. ويدعو الى تسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية، لتباشر مهمة استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي لحل الازمة المالية والنهوض بقطاع الكهرباء واتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة للتخفيف من حدة الازمة الضاغطة على اللبنانيين.
وتُشير المعلومات إلى ان الرئيس ميقاتي سيتجاوز في تشكيلته الشروط التي يحاول باسيل فرضها، عبر معزوفة الحكومة الفاعلة أو الميثاقية، وما شاكل.
لكن المصادر استدركت قائلة ان أي تشكيلة لا تحظى بموافقة باسيل، لن يمضي الرئيس عون مرسوم تأليفها، وبالتالي فإن التريث يبقى سيّد الموقف لمعرفة كيف تسير الأمور.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار