فوضى وضياع.."الفراغ" بقبضّة الجيش؟ | أخبار اليوم

فوضى وضياع.."الفراغ" بقبضّة الجيش؟

شادي هيلانة | الثلاثاء 28 يونيو 2022

عوامل محلية وخارجية تؤسس لهكذا خيار

 

شادي هيلانة- "أخباراليوم"

وسط استمرار الظروف والمعطيات السياسية نفسها التي تعطّل ايّ استحقاق، وتسبّب تأخيرا في تأليف الحكومة، وإزاء المشهد الرئاسي الذي تكثر تعقيداته لانتاج رئيس جديد، تبقى التكهّنات، الواردة من الخارج والمتقاطعة مع معطيات الداخل، سيدة الموقف ولا توحي بإمكان إحداث الخرق المرجو.

في مطلق الاحوال، انّ الوقت غير كافٍ تماماً لولادة حكومة جديدة، لكنّ يُعمل وفق مقتضيات الدستور الذي يفرض ذلك، فإنّ القناعة المرتبطة بضيق الوقت جائزة، باعتبار أنّ الاستحقاق الرئاسي بات قريباً، والحكومة الجديدة إن وُلدت بإعجوبة ما، ستتحوّل الى حكومة تصريف أعمال بعد اشهر معدودة مع انتهاء عهد رئيس الجمهوريّة ميشال عون.

ففي عام 2016 انتخب البرلمان عون رئيساً لينهي فراغاً رئاسيّاً استمر 29 شهراً. وتنتهي ولايته في الحادي والثلاثين من تشرين الاول 2022، حيث يشير المراقبون السياسيون الى اننا وقتذاك سنكون أمام فراغ رئاسي حوله اشتباك يتعلّق بإعادة ترتيب هرميّة السلطة في لبنان. اضف الى ذلك الانهيار غير المسبوق الذي يعيشه لبنان وادى الى فوضى وضياع، ما دفع بالبعض إلى البحث عن حلول استثنائية وغير مألوفة لإيجاد مخرج للأزمة في ظل انسداد أفق الحل واستمرار تعنّت القوى السياسية التي عادت منتصرة في الانتخابات البرلمانية.

امام هذا الواقع، ثمة من يطرح "الجيش كحلّ" بمعنى الامساك في زمام الامور (اذا حصل الفراغ)، وهو امر  لا يأتي من فراغ، بل يُبني على عوامل محلية وخارجية، إذ إنّ غالبية اللبنانيين يكنّون الحد الأدنى من الاحترام للقوات المسلّحة، ويتطلعون إلى من يخلّصهم من الطبقة الحاكمة، في الوقت عينه يصر المجتمع الدولي على التعاطي المميّز بإيجابيته مع المؤسسة العسكرية.

ولكن، يقول مرجع امني سابق، لوكالة "اخبار اليوم"، انّ غالبيّة الطبقة السياسية لن توافق على هذا الطرح، وهذا من شأنه أنّ ينتج مفاعيل عكسية، خصوصا انّ حزب الله لنّ يوافق خوفاً من أن تكتسب المؤسسة العسكرية قوة إضافية على كافة الاراضي اللبنانيّة ما سيخلق صداماً حتميّاً معه. ويشير، الى انّ المؤسسة العسكرية كما جميع مؤسسات الدولة الأخرى تخضع لتوازنات طائفية من الصعب تجاوزها.

وفي مقاربة مختلفة يقول مصدر مطلع: اذا تحول الواقع الأسود الى واقع أشد سواداً حيث الجوع الكبير قد يطرق الابواب كافة، لا سيما في ظلّ "التطنيش" السياسي، والوقت الذي بات داهما وثمينا، حينها تصبح كل الحلول واردة، بما فيها ان يتولى الجيش زمام المبادرة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة