"نصف نجاح" لبايدن في السعودية والاستحقاقات الكبرى متروكة لما بَعْد تموز؟! | أخبار اليوم

"نصف نجاح" لبايدن في السعودية والاستحقاقات الكبرى متروكة لما بَعْد تموز؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 28 يونيو 2022

مصدر: مرحلة من خلط الأوراق بين الجميع بسبب ضعف الإدارة الأميركية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يؤشّر دخول قطر على خط المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، الى أن هذا المسار بات محصوراً بين واشنطن وطهران، بنسبة مهمّة منه.

فالدوحة مصدر ثقة كبيرة لكلّ من واشنطن وطهران، في الأساس. وقد تمتلك القدرة على رعاية اللّمسات الأخيرة لاتّفاق نووي بين الطرفَيْن.

 

مخاوف

ولكن إذا كانت بعض الأصوات الإيرانية مُصرَّة حتى الساعة على سَحْب "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب، خوفاً من تذرّع الولايات المتحدة في أي وقت مستقبلاً، وبعد الاتّفاق، بأن هذا النّشاط الاقتصادي أو المالي (الإيراني)، أو ذاك، يعود إليه ("الحرس")، بما سيجعل الكثير من الأنشطة الإيرانيّة مكبَّلَة بالعقوبات دائماً، حتى ولو لم يَكُن لـ "الحرس الثوري" علاقة بها بالفعل، إلا أن المخاوف الأميركية موجودة وثابتة، في هذا الإطار أيضاً.

فالأميركيون يسألون بدورهم، عن كيفية سَحْب هذا "الحرس" عن لوائح الإرهاب، إذا لم يُوقِف دعمه للهجمات على قواعد أميركية، سواء في العراق أو سوريا، أو خارجهما؟ وعن أنه كيف يُمكن سحبه عن تلك اللوائح، إذا لم يقدّم لواشنطن ضمانات وتعهّدات تتعلّق بإسرائيل، وهي ولاية أميركية فعليّة في الشرق الأوسط؟

 

ضربات

وهل يُمكن تقديم ضمانات أميركية، على عَدَم انسحاب أي إدارة (أميركية) من الاتّفاق مستقبلاً، من دون تلقّي ضمانات إيرانية حول تغيير سلوكيات "الحرس الثوري"، والميليشيات الإيرانية في المنطقة، التي تؤذي المصالح الأميركية؟

وماذا عن الحصول على تلك الضمانات اليوم، وتوقيع الاتّفاق، مع إمكانيّة تلقّي ضربة صاروخيّة أو "مسيّراتية" على إحدى القواعد الأميركية، غداً؟ وماذا لو ردّت واشنطن على تلك الضربات بالانسحاب من الاتّفاق مجدّداً، مع إعادة فرض العقوبات على إيران، بشكل كامل ومُشدَّد، وقبل أن يجفّ حبر التواقيع؟

 

التخلّص منه؟

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "هناك معارضة داخلية كبيرة للإدارة الأميركية، على كلّ الصُّعُد، خصوصاً بسبب الحرب في أوكرانيا. فالشّعب الأميركي لا يهتمّ بالسياسة الخارجية، بل بارتفاع الأسعار، وبما يحتمله على هذا الصّعيد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "احتمال أن يُسحَق الحزب "الديموقراطي" في الانتخابات "النّصفيّة"، في تشرين الثاني القادم. فهل تؤخّر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توقيعها على الاتّفاق النووي مع إيران الى مرحلة ما بعد تلك الانتخابات؟ أو هل تلغي توقيعها عليه من الأساس، خصوصاً أن رغبتها الأساسية كانت التخلُّص منه؟".

 

إنجاز

وشرح المصدر:"إذا وقّعت إدارة بايدن الاتّفاق قريباً، فسيكون ذلك لحاجتها الى تحقيق إنجاز أمام أعيُن كل من في الداخل الأميركي، وذلك بموازاة قمّة بايدن في الخليج، خلال الشهر القادم".

وأضاف:"إذا نجح بايدن بالضّغط على دول الخليج لزيادة إنتاجها من النّفط، فسيعود الى بلاده مُحمَّلاً بإنجاز، يقول من خلاله للأميركيين ان انظروا ماذا فعلت. وهذا سينعكس على انخفاض الأسعار في وقت لاحق، وهو ما سيجعل الداخل الأميركي أكثر قابلية للاتّفاق النووي مع إيران، وللمنافع النّاجمة عنه، أيضاً".

 

روسيا

ورأى المصدر أن "بايدن سيحصد نصف نجاح في السعودية. فالخليجيون لا يثقون به، لأن سياسته لم تتغيّر فعلياً تجاههم، وهي ثابتة على العقيدة ذاتها التي عمل بموجبها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وهي تفضيل إيران على الخليجيين العرب. هذا فضلاً عن أن الأميركيّين لن يتمكّنوا من إزالة "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب".

وأكد "وجود ضغوط روسيّة على إيران، تلتقي مع رغبة موسكو بنَسْف الاتّفاق النووي، كجزء من المواجهة الأميركية - الروسيّة.  فهل تصعّد طهران مطالبها في وجه واشنطن، بما يُرضي الروس؟ أو هل ينجح الإيرانيون بـ "دَوْزَنَة" وضبط الضّغوط الروسيّة، لا سيّما أن لديهم مصلحة في رفع العقوبات عن مصادر الطاقة الإيرانية؟".

 

ضعيف

واعتبر المصدر أن "السعودية نجحت في نَسْج شبكة أمان عربية مؤخّراً، خصوصاً مع مصر، بما سيمكّن العرب من أن يتحدّثوا الى بايدن بصوت واحد، ومن أن لا يعطوه كل ما يريده، لا سيّما أنه ضعيف، ولا يقدّم لهم شيئاً. فكلّ الأطراف في المنطقة "محشورة"، بما فيها إسرائيل نفسها، التي تضغط لإفشال توقيع أي اتّفاق نووي، بشكل يلتقي مع ضغوط الكونغرس الأميركي أيضاً، لعَدَم التوقيع. ولكن الاستحقاقات الكبرى ستتظهّر في تموز القادم، أي بعد القمّة الأميركية - الخليجية".

وختم:"نحن حالياً في مرحلة من خلط الأوراق بين الجميع، والكلّ خائف من الكلّ، والسبب في ذلك هو ضعف الإدارة الأميركية الحالية. فما كنّا لنشهد كل تلك البَلْبَلَة، لا في المنطقة، ولا على مستوى العالم وأوكرانيا، لو كانت الإدارة الأميركية صلبة، وذات سياسة متوازنة، وواضحة. فبايدن ضعيف، وهذا يفسح المجال لمختلف أنواع الأجهزة الأميركية، لتعمل على هواها، بنسبة لا بأس بها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار