"الناتو" العربي... "طبخة بَحْص" قد يتأجّل إعلانها من تموز 2022 الى تموز 3022!؟ | أخبار اليوم

"الناتو" العربي... "طبخة بَحْص" قد يتأجّل إعلانها من تموز 2022 الى تموز 3022!؟

انطون الفتى | الخميس 30 يونيو 2022

مصدر: الحديث عن "الناتو" الشرق أوسطي فيه الكثير من المبالغة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يطغى الاهتمام لدى البعض، بجانب أمني قد لا يكون حاضراً تماماً، في زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المنطقة، في تموز القادم.

فـ "الناتو الشرق أوسطي" قد يكون فكرة، أو رغبة، أكثر من أي شيء آخر، انطلاقاً من معوقات عسكرية وتقنية كثيرة تُحيط به.

 

بأي ثمن؟

فعدد لا بأس به من الدّول المرشّحة الى أن تكون ضمنه، لا تُقاتِل، ولا تصلح للقتال أصلاً، لا الآن ولا بعد 100 عام ربما، لا ضدّ إيران، ولا ضدّ سواها، نظراً الى افتقارها لعقيدة قتالية فعليّة.

وإذا كانت بعض المصالح والاتفاقيات الاقتصادية، وبعض الاستثمارات القديمة - الجديدة في مصر، كفيلة بإقناع الجندي المصري بأن يموت خارج حدوده، في أي حرب ضدّ إيران مثلاً، فهل تكفي اتّفاقيات التطبيع العربية - الإسرائيلية بإقناع الجندي الإسرائيلي بأن يموت خارج حدوده، لغير مصلحة إسرائيل حصراً، وإذا لم يَكُن الاعتداء عليها هي تحديداً؟ وبأي ثمن؟

 

انسجام

تأسيس تحالف بمستوى "ناتو" إقليمي، يتطلّب انسجاماً ليس فقط في القوّة والآلة العسكرية، بل في العقيدة القتالية، وبالخبرة في الميدان أيضاً، بين معظم الشركاء فيه، ولو بحدّ أدنى. وهذا ما ليس متوفّراً بين عدد من الدّول المرشّحة لعضوية "الناتو" الشرق أوسطي.

فبعض جيوش دول الشرق الأوسط تُعاني من ضعف عسكري تاريخي، وهي تقوم بنسبة مهمّة منها، وحتى الساعة، على خبرات المرتزقة من خارج الحدود (مثل باكستان، والسودان...)، الذين يؤدّون الخدمة العسكرية مقابل المال. وهي لم تحرز أي تقدّم عسكري يُحدث فارقاً، رغم محاولاتها لحصر التّجنيد بسكانها المحليّين، منذ التسعينيات.

 

استعمالها

هذا فضلاً عن أن جيوش بعض دول منطقتنا تعاني من الافتقار الى صلابة الجنود والكوادر العسكرية، انسجاماً مع الرفاهية الزائدة عن حدّها، الموجودة في مجتمعاتها، والتي اجتذبت شبابها على مدى عقود، وجعلتهم يفضّلون الابتعاد عن الحياة القاسية، وعن الاهتمام بالشؤون العسكرية، لصالح الاتكّال على أمن مُستورَد، بأشكال عدّة.

ويؤكّد خبراء في مجال الدّفاع والأمن أن القدرة على اقتناء أحدث الأسلحة، والتقنيات العسكرية، يجب أن يكون متوازناً مع توفير سُبُل النّجاح في استعمالها. وهو ما ليس موجوداً لدى عدد لا بأس به من جيوش المنطقة.

ناهيك عن عَدَم نجاح أي تحالف عسكري من هذا المستوى، إذا كانت بعض جيوشه غير جديرة بحَسْم حرب محليّة، في أي بقعة جغرافيّة، فيما يتمتّع بعضها الآخر بخبرات قتالية واسعة تاريخياً، برّاً، وبحراً، وجوّاً، وسيبرانياً... فيما العمل الأمني الجماعي، يتطلّب حدّاً أدنى من مراعاة مشاعر الغَيْرَة، والفوقيّة، أو الدونيّة، في مثل تلك الحالة.

 

مبالغة

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الحديث عن "الناتو" العربي أو الشرق أوسطي، فيه الكثير من المبالغة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "بعض دول المنطقة القريبة من طهران، هي صديقة لتلك الأخيرة بالكامل، وتتمتّع بعلاقات ممتازة معها، وفي كل الظروف. وبالتالي، هي لن تتحارب معها أبداً، حتى ولو اعتَدَت تلك الأخيرة على أي دولة أخرى من الجيران المشتركين. ومن هذا المُنطَلَق، لا يُمكن لمثل هذا النوع من التحالفات العسكرية أن ينجح، طالما أن بعض الأعضاء فيه لا يلتزمون بأحد أهدافه الرئيسية، وهم لا يقاتلون الدولة التي من المُفتَرَض أنه شُكِّلَ في الأساس للتعامل مع تهديداتها، وهي إيران".

لا ثقة

ورجّح المصدر "حصول تنسيق أمني بين بعض الدول الإقليمية وإسرائيل، برعاية أميركية، ولكن ليس على صعيد رسمي وكبير، من مستوى "ناتو" شرق أوسطي".

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تشكّل تركيا ضامناً أمنياً لدول الخليج، لكونها تلتقي مع تلك الدول على مستويات إيديولوجيّة عدّة، رغم التنافس بين الطرفَيْن، فيما عضوية أنقرة في حلف "شمال الأطلسي" قد تسهّل لها لعب هذا الدّور، أجاب:"لا، أبداً. فالخليجيون لا يثقون بالأتراك، وهذا سبب رئيسي لفَشَل أي تعاون على هذا المستوى".

وختم:"رغم المساعي لتطوير العلاقات الاقتصادية والمالية، والاستثمارات بين تركيا ودول الخليج. ورغم الأوراق التي تقدّمها أنقرة للعرب، في كل ما يتعلّق بـ "الأخوان المسلمين"، إلا أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان يبقى "أخونجياً"، وهي صفة أساسية لفقدان الثّقة العربية به".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة