مسعى "القوات" للجبهة الكبرى: تحفيز وعوائق | أخبار اليوم

مسعى "القوات" للجبهة الكبرى: تحفيز وعوائق

| الأربعاء 06 يوليو 2022

لا يمكن فعل شيء خارج إطار الوحدة العابرة للطوائف والمشروع السيادي

 "النهار"- مجد بو مجاهد

تبقى فكرة الوصول إلى جبهة وطنية كبرى شاملة للقوى السياديّة بمثابة عنوان برّاق يراود السعاة إليه، وفي مقدّمهم "القوات اللبنانية" التي لا تزال تحاول إحياء الطرح الخافت كلّما استطلعت بهتاناً في لمعان الهدف. ولا يمكن الاستهانة بحجم الصعوبات الحائلة دون إنارة السبيل إلى "الجبهة الموحّدة"، على الرغم من المعلومات المؤكّدة على مشاورات دائمة يشوبها التردّد على مقلب عدد من النواب المنتخبين. ويتّخذ أعضاء تكتل " الجمهورية القوية" ومسؤولو "القوات" على عاتقهم التواصل مع عدد من النواب الذين تربطهم بهم صداقات للوصول إلى نظرة مشتركة وتوحيد المقاربة. ويُستَنتج من المداولات أنّ النقاط الجامعة كبيرة بين النواب البالغ عددهم 67 نائباً، لكنّ مؤشّرات الدينامية متفاوتة حيال الجبهة بما يحول دون إضاءة مصباح المسعى. ولا يغيب عن الصورة أن "الجبهة السيادية من أجل لبنان" تشكّل نواة سراجٍ للفكرة الجبهوية، لكنّها لا تشمل حتى اللحظة طاولة موسّعة مع المقاعد النيابية المعوَّل عليها في كليّتها.

أيّ معالم جبهة منشودة يتحدّث عنها كوادر "القوات"؟ وماذا عن الحراك المستمرّ للوصول إليها والعوائق المعبَّر عنها؟ يشير عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك إلى أن "القوات انتهجت في مرحلة ما قبل الانتخابات وخلالها، خطاباً هادفاً إلى توحيد كلّ الشتات المعارض من سياديين وتغييريين. وجاءت النتيجة مشجّعة مع فوز 67 نائباً سيادياً، لكننا لم نحسن بعد جمع الصفوف على الأقلّ لجهة الأولويات الوطنية والمخاطر الكبرى وصولاً الى النقطة الأكبر والأكثر ضرورة لإجراء تغيير فيها لناحية استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية"، لافتاً إلى أنه "لا نستطيع التحدث عن تقدّم ملموس. وننتظر انطلاقاً من موقع متقدّم بحجم التكتل والخطاب السياديّ الوطنيّ على الأقل، أن يعتمد النواب السياديون استراتيجية وطنية في المجلس النيابي لمقاربة المسائل التي تتهدّد المشروع السياسي الوطني الاستراتيجي للبنان. لا نزال في بداية الطريق، ولن نيأس. وسنعمل لتحقيق العناوين السياسية من تشكيل الحكومة إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، عبر انتخاب رئيس سيادي متجرّد يحمي حدود لبنان والتنوّع اللبناني والنموذج الوطني بكلّ خصائصه. ويغلّب العام على الخاص في أدائه السياسي. ولا يمكن الحديث عن رئيس قويّ، إلا إذا كان يتحلّى بهذه المواصفات".

وعن النواب المتردّدين في الانضمام إلى جبهة سيادية كبرى، يقول يزبك إن "عددهم كبير. ولا بدّ من إعطاء المواصفات المطلوبة باعتبار أن العمل على القطعة في مواضيع محقّة لا ينفع، في وقت يفتقد البلد إلى السيادة. من الواقعية والعملانية في مكان حماية سيادة لبنان واستحقاقاته الدستورية والوصول إلى رئيس جمهورية بالمواصفات المطلوبة للانكباب على تعزيز الاستقرار وإيجاد خطة نهوض ومحاربة الفساد. لكن، لا نتيحة إذا بقي بحث المواضيع الاقتصادية والاجتماعية وكأن البلد بألف خير وغير محتلّ من "حزب الله" والمشروع الإيراني الذي يصادر قرار السلم والحرب ويحوّل لبنان منصة عسكرية ويعتمد خطاباً سياسياً موتوراً يسيء إلى علاقات لبنان العربية، علماً أن كلّ الملفات الاقتصادية تستوجب منحها كلّ العمق في المعالجة العلمية. إذا لم يتم بناء الأرضية وأعدنا رأب التصدّع في جسم لبنان وكيانه السياسي ووضعه الاستراتيجي في المنطقة، لن يأتي مستثمر واحد ولن تستعاد الثقة بالبلاد".

وفي ما يخصّ الدور الذي تضطلع به "الجبهة السيادية" المنطلقة من السوديكو، يجيب أنها "نواة يستوجب توسيعها ووجودها ضروري جداً، لكنه غير كافٍ لإحداث الثقل المطلوب"، مؤكداً "التعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي الى جانب مجموعة من النواب المستقلين، وإن لم يكن تحت تسمية الجبهة، لكننا معاً على صعيد الخطاب العام". ويركّز على أن "المعركة قائمة على ضرورة الفصل بين ما هو شرعيّ وغير شرعي، وما هو سيادي وغير سياديّ. لا بدّ من إكثار الحناجر التي تصرخ باتجاه استعادة سيادة لبنان وحصرية السلاح وإعادة إصلاح المؤسسات وإنشاء حكومة وانتخاب رئيس جمهورية بالمواصفات التي وضعتها القوات اللبنانية". ويتخوّف من وقت داهم قبل انتخابات الرئاسة الأولى، مشيراً إلى أنه "حتى الآن تبيّن أنه يمكن مواجهة الخطر وسط التفرّق بين السياديين. وهناك هواجس من أن يأخذونا بالقطعة، بما يعني فرض ما يريدونه والقضاء على الجمهورية الثانية وإنهاء مفهوم الجمهورية عموماً".

ويقول يزبك إنه "إذا تشكّلت جبهة كبرى قابلة للحياة، فلا عقدة في انضمام القوات لها. لكن، لا يمكن فعل شيء خارج إطار الوحدة العابرة للطوائف والمشروع السيادي. قاومنا زمن السوريين بكلّ أشكال المقاومة، ونعلم أنه لا يمكن تحقيق نتائج من دون وحدة. وتجربة قرنة شهوان شاهدة مع 30 مدنياً، تحلّقنا تحت عباءة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي يعمل وطنياً، واستطعنا الوصول إلى ما لم يصدّق أحد أنّ باستطاعتنا فعله. ولا أحد بمقدوره إيقاف مشروع موضوعة أهدافه على أساس المصلحة الوطنية العامة. ولا قدرة أمام المأساة الكبيرة المخيفة التي ترتفع أمامنا، إلا الحديث بكلام وطني متجرّد لاستثارة المكامن الوطنية لدى الجميع".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار