الباقون | أخبار اليوم

الباقون

| الأربعاء 13 يوليو 2022

التطيّف وحجم الفساد وسوء توزيع الدخل وفشل الحوكمة اسباب لا يجب تجاهلها

مازن عبّود - النهار
نسافر ليس هربا من الحياة انما كي لا تهرب الحياة منّا. فنجد انفسنا على قارعة الازمنة تسكننا الامكنة. لامس عدد الوافدين الى لبنان بحسبب ارقام المديرية العامى للطيران المدني يوميا عتبة 17000 زائرا. لبنانيون يوافون كي يطمئنوا على من بقي ها هنا من اهلهم وحنايا وذكريات على وقع رقص الذئاب واستعراض القوة في الجنوب. فالوطن وفق تشارلز ديكنز "اسم، لا بل طلسم. انه اقوى من اي ساحر واي كلمة قالها او اي روح استدعاها، في أقوى استحضار".
رحلوا واقترعوا لتغيير ما استطاعوا ان ينجزوه. فجعلوه واقعة لمن آثر البقاء. المنتشرون اقترعوا بغالبيتهم للثورة ومن ثمّ القوات اللبنانية، وغالبيتهم من المسيحيين فالسنة، فالشيعة. اما في لبنان فالسنة اعطوا الثورة ومن بعدهم المسيحيين، وقد توجهت غالبيتهم الى القوات اللبنانية. من خسر بالمقترعين ربح نوابا بالقانون. الا انّ النسب تكلمت اكثر من نتائج القانون الذي بحسب "ليديا" ماكينة تدخل فيه القطط فتخرج ارانبا. ونودع اهلنا المقيمين ونستقبلهم زائرين وسياحا و"اهلا بهالطلة اهلا...".
مسيرات حزب الله باتجاه ‏المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل عند حقل “كاريش” ارتبطت بزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد الى باريس ولقاءه الرئيس مانويل ماكرون الثلاثاء المنصرم. "الرسالة وصلت" بحسب رئيس الوزراء الاسرائيلي. رسالة آمل ان تسهم في حلّ ازمة لا يجب ان تتحوّل حربا تخسر المتوسط فرادته وتنوعه. وفي الرسالة ايضا تكليف للرئيس ماكرون للقيان بما يلزم لضمان عدم انزلاق الامور الى حروب تنهي فرادة الحوض الذي هو العالم القديم الحاوي على قمقم الحضارة. سوء فهم الاطراف المتنازعة لحاجات بعضها ولاليات عمل كل منها يشكل خطرا على السلام العالمي، ومن الواضح بانّ عسر الفهم اولا ومن ثمّ هضم ما يجري يشكل خطرا، فافياء فينا مازالت تخيّم على الامكنة.
"الشرق الاوسط الكبير: من الربيع العربي الى محور الدول الفاشلة" دراسة لانطوني كوردسمان (2020) تناولت اسباب التردي في منطقتنا، واعتبرت بانّ الشرق الاوسط الكبير يتداعى. وبأنّ خطر تحوّل الدول الى فاشلة اكبر بكثير من الخطر الايراني والتطرف الاسلامي والانقسامات العرقية والدينية. ولفت الكاتب الى انّ معدلات الفشل في المنطقة ليس مختلفة عن معدلات الفشل في مناطق واسعة من العالم. فالولايات المتحدة تراجعت من المرتبة الالف الى باء وفقا للمعايير المستخدمة، وذلك لفشلها في تحقيق مكتسبات من الحروب، وفي تعاطيها مع العنصرية ، والتعامل مع عدم المساواة في الدخل، وفي اخفاء الحجم الحقيقي للانفاق على الأمن القومي وتخصيص الموارد للنخبة، او قسم معين من سكان الدولة في الميزانيات..
اما في لبنان، فالتطيّف وحجم الفساد وسوء توزيع الدخل وفشل الحوكمة اسباب لا يجب تجاهلها في بلد يقاس دينه بالنسبة الى الناتج المحلي وليس القومي، وفي ذلك اجحاف لاسهامات المنتشرين الاقتصادية. فلقد صارت غالبية المقيمين تعيش جزئيا او كليا على دعم المنتشرين. وهذا ما يفسر بقاء الناس في ظل كل المعطيات الصادمة.
ويبقى الضغط السكاني وكيفية التعامل مع الشباب وتأمين فرص العمل لهم التحدي الابرز للبنان كما لدول المنطقة حيث يقترن التفاوت في توزيع الدخل بالحزب والطائفة.
لا بدّ لهذا الليل الطويل ان ينجلي. فجرم ان نبقي احلامنا مجرد احلام فتتحوّل الى اوهام. سيخرج من رحم الناس من يملأ البلد بالقصص والنضالات. فمن يخرج من رحم نفسه، لا يملأ الا نفسه بالتفاهات والمقتنيات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار