"مفاجأة عسكريّة" مع اطلالة نصرالله اليوم؟
كاريش ليس خارج المعادلة والرسائل مقصودة
شادي هيلانة- "أخبار اليوم"
"المُسيّرات الثلاثة" التي أطلقها حزب الله باتجاه حقل كاريش النفطي منذ اسابيع، ساهمت في خلط الأوراق بقوة، فكانت بمثابة رسالة تحذير، بأنّ الحزب قادر على تعطيل أيّ عمليات تنقيب اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن ملف ترسيم الحدود البحريّة.
ووفق احد القياديين العسكريين، انّ الهدف من ذلك، هو التأكيد على "جهوزية المقاومة"، وتذكير العدو بعناصر قوتها، وفي اتصالٍ مع وكالة "اخبار اليوم"، يلفت الى أنّ مقومات هذه العملية بحدّ ذاتها لا يمكن أنّ تقود إلى حرب لا يريدها أحد في الوقت الحالي، ولو أنّها تترك المجال مفتوحاً لإشتباكٍ ما، تبعاً لطريقة تلقّف العدو الاسرائيلي للرسالة، وهنا بيت القصيد برأي القيادي .
وبعد ساعاتٍ قليلةٍ فقط، من خطاب امين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله الذي يُطل مساء اليوم الاربعاء، لتوجيه رسائل مهمة في أكثر من اتجاه، تحملُ في طياتها الكثير من الدلالات، إذ انّ ما سيقوله سيشكل نقطة تحوّل مهمة في ملفات عديدة، لاسيما على صعيد ترسيم الحدود، واطلاق المسيرات، وصولاً الى استحقاق رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة.
الى ذلك، تتقاطع هذه الاطلالة مع زيارة مهمّة، للرئيس الأميركي جو بايدن، الى إسرائيل، قبل الإنتقال إلى المملكة العربية السعودية. ولا شك انّها لن تغيب عن خطاب نصرالله كونها قد تُشكل منعطفاً غير عادي في المنطقة.
في سياق ذلك، تشير معلومات القيادي عينه، انّ نصرالله سيعلن عن نجاح المهمة الاستطلاعية للمسيرات التي اطلقت فوق كاريش، جازماً انّهُ لن يقف مُتفرجاً عند أيّ اعتداء أو تجاوزٍ تقوم به إسرائيل بحقّ لبنان، وبالتالي انّ الحزب اصبح لديه مسح بحري متكامل حول كل البنى التحتية التي أنشأها العدو في محيط كاريش، ويمتلك معلومات عن مواقع الدفاعات الجوية للعدو الإسرائيلي.
ومن المتوقع بحسب القيادي، أنّ يتحدث نصرالله عن "مفاجآت عسكرية" مرتبطة بالحزب، والأمر الأهم، هو ما سيحمله الخطاب من رسائل عسكريّة ينتظرها الإسرائيليون بفارغ الصبر لمعرفة قياس تحركاتهم واحتسابها.
داخلياً، سيعلّق نصر الله على ما أثير بشأن المسيرات من تحليلات على أكثر من صعيد، لاسيما البيان الاعتراضي الذي صدر عن رئيس الحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، كونه لا يعكس الموقف الرسمي للدولة اللبنانية، إذ انّ موقفي الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري كانا مغايرين .
امّا على الصعيد الاستراتيجي، يقول القيادي: نصرالله سيتوجه الى الاميركيين والاسرائيليين، فـ"الرسالة في مكانها المقصود وزمانها المراد"، لا سيما وأنّها كانت في مضمونها قوية، وبأبعادها خطيرةً على المخططات الإسرائيلية.
كذلك، سيدحض كل الاقاويل التي حاولت إسرائيل الترويج له، فرسالة المقاومة واضحة وهي أنّ كاريش ليس خارج المعادلة بل إنّه جزء من المنطقة المتنازع عليها.