"حزب الله" ليس غافلاً عن معركة السباق إلى قصر بعبدا... وهذه هي رهاناته وحساباته مع حليفَيه | أخبار اليوم

"حزب الله" ليس غافلاً عن معركة السباق إلى قصر بعبدا... وهذه هي رهاناته وحساباته مع حليفَيه

| الخميس 14 يوليو 2022

 "النهار"- ابراهيم بيرم

خلافاً لكل ما يطفو على سطح المشهد السياسي فان "حزب الله" ليس غافلاً عن السباق الى قصر بعبدا أو متساهلاً حياله، أو أنه استطرادا لم يضع خريطة طريق تتسم بعناصر ومراعاة كل الاحتمالات لضمان وصول رئيس جديد لا يكون مناصباً العداء له أو يختزن رغبة مؤجلة في فتح ابواب المواجهة معه بُعيد جلوسه الى كرسي الرئاسة الاولى، والذي يُفترض ان يحصل بعد نحو ثلاثة اشهر.

وعليه، فان الملمّين بأجواء الحزب وبطريقة ادارته لهذا الملف البالغ الاهمية يقيمون على استنتاج أوّلي فحواه ان الحزب كان له قصب السباق في مقاربة هذه المسألة قياسا بباقي القوى، واستتباعا في وضع أسس التحكم والسيطرة عبر خطط اصيلة واخرى بديلة تضمن له عدم افلات خيوط اللعبة من قبضته.

وبحسب المعطيات فان لدى الحزب منطلقات وهواجس حاضرة وماضية ينطلق منها للتفاعل مع هذا الموضوع وايلائه الاهمية، وفي مقدمها:

- ان لا يجد الحزب نفسه متفاجئا بأي مفاجأة ليست واردة في حساباته وتصوراته، يحاصره بها الخصوم والاعداء الذين طالما أفصحوا أنهم يجدون في الانتخابات الرئاسية فرصة ذهبية لمحاصرة الحزب وخياراته.

وبمعنى آخر، تحضر منذ انفتاح ابواب المعركة الرئاسية الى ذهن الحزب تجربته مع الرئيس ميشال سليمان، فتزداد درجات التوجس والممانعة عنده لاقتراح الاتيان بـ"رئيس توافقي وسطي". فمثل هذا الخيار هو الى الآن عند الحزب يقابَل بالسلبية ويرفض فتح نقاش حوله مع اي جهة كانت. ويزداد منسوب الممانعة عنده لحظة تتواتر اليه اسماء الذين يحملون هوية المرشح التوافقي الوسطي. أما ما يقال عن استعداد الحزب للتخلي عن تحفّظه هذا اذا ما هبطت اليه من المحل الارفع تسوية اقليمية – دولية تبارك رئيسا يحمل هوية المرشح التوافقي، فان جواب الحزب هو ان الامر ما زال في اطار الفرضيات، وعندما يصير في دائرة اليقين فلكل مقام مقال ولكل ساعة ملائكتها.

- وفي الاطار عينه، لا يكتم الحزب ان لقاء المصالحة على مائدة الافطار الرمضاني الذي جمع فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، كان الخطوة الاولى الاساسية التي خطاها في رحلة الالف ميل في مسار "القبض" على خيوط مسألة بأهمية ضمان الاتيان برئيس جديد للبلاد. فلم يعد جديدا القول انه ما كان للسيد نصرالله ان يضع كل وزنه ورصيده لجمع قطبين سياسيين مسيحيين أدمنا التنازع والتصارع، لو لم يكن لديه التطمينات اللازمة بأن لا رجعة الى الوراء، اي الى عهد التنازع، ولو لم يكن في حوزته اثباتات تؤكد ان الطرفين قد اجتمعا الى مائدة واحدة ليطويا صفحة ويفتحا معا صفحة جديدة محورها تنسيق مستقبلي يتمحور حول نقطتين اساسيتين:

الاولى اقتناعهما التام بانه لم يعد من مصلحة الطرفين المضي قدماً في هذه العداوة والقطيعة، إذ ان كل المعطيات العملانية توحي ان الامور تنزلق من بين اصابعهما ليستفيد منها الآخر ويوظفها لمصلحة تعزيز حضوره في شارع كان يمحضهما الولاء الى الأمس القريب. لذا فان الحؤول دون انجاز المصالحة المنشودة يعني مزيدا من تدمير الذات.
الثانية ان مبتدأ ولوج مرحلة المصالحة والانفتاح ابرام تفاهم حقيقي حول مسألة الرئاسة الاولى التي يطمح اليها كلاهما ويعدّها حقا مكتسبا له، وكلّ له اعتباراته. وهنا افرج نصرالله امام الرجلين عن كلمة السر حيال هذا الامر، اذ ابلغهما ان الحزب مقيم على قناعة جوهرها ان هذه المسألة هي عندهما معا حصرا، وكلاهما مرشح الحزب الموثوق به. لذا عليهما ان يفتحا الابواب بينهما على ارساء اسس تفاهم اكيد ودائم، وان يجريا جولة أفق تتصل بحسابات الامكانات والقدرات والفرص، ومن ثم يلجآن الى مرحلة التفاهم بناء عليها. وهنا يتعين ان يتنازل احدهما للآخر ضمن سلة تفاهمات ثابتة على شؤون المستقبل السياسي، اي ان يضعا تصورا عميقا لكل مسار الاحتمالات والفرضيات في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس العتيد.

- أما الاحتمال الثاني فهو ان يتفقا بما يمثلان على مرشح ثالث يكون كمرحلة انتقالية، فاذا تعذّر كل ذلك فساعتئذ يتعين عليهما ابلاغ السيد نصرالله ان الابواب بينهما مسدودة والافق موصد تماما، وذلك لكي يبنى على الشيء مقتضاه شرط ان يأخذا قبل اعطاء الاجابة كل الوقت اللازم لاستنفاد كل الخيارات.

ولقد مضى ما يزيد عن ثلاثة اشهر على هذه الجلسة وعلى هذا التفاهم الاوّلي، ومع ذلك فان ما يرد الى قيادة الحزب المعنية بالمتابعة، وهي عبارة عن هيئة قيادية مرجعيتها الحصرية الامانة العامة للحزب، "تقديرات مطمئنة وواعدة"، فثمة انباء عن تواصل الحوار والتشاور المباشر وبالواسطة بينهما، فضلاً، وربما هذا عنصر اهم، عن ديمومة الاتفاق بينهما على وقف حملات التشهير المتبادلة التي كانت سمة مرحلة ما قبل افطار المصالحة.

وعلى رغم ان الحزب يركز ويعقد رهانات على امكان ان يؤتي هذا التفاهم الاوّلي بين حليفَيه ثماره المرجوة، فالاكيد ان حزباً بمستوى "حزب الله" لا بد من ان يكون لديه تصميم لخطة بديلة اذا ما ذهبت رياح الامور بما لا تشتهيه حساباته.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار