السفيرة الفرنسية: "احترموا موعد الانتخابات الرئاسية"... ولا مرشح لباريس | أخبار اليوم

السفيرة الفرنسية: "احترموا موعد الانتخابات الرئاسية"... ولا مرشح لباريس

| الخميس 14 يوليو 2022

 بروفيل الرئيس أن يكون قادراً على إدارة الأزمة

ويمكنه إيصال صوت لبنان الذي غدا غير موجود الى الخارج

"النهار"- روزانا بومنصف

تكاد عبارة وحيدة تختصر جملة رسائل توجهها السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، تزامناً مع الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في 14 تموز. "احترموا موعد الانتخابات الرئاسية" مؤكدة أن التزام إجراء الانتخابات النيابية في موعدها يحفز على التزام مماثل بإجراء الانتخابات الرئاسية ومشدّدة على أن لا مرشح لدى فرنسا وأن بروفيل الرئيس العتيد هو أن يكون قادراً على إدارة الأزمة ويمكنه إيصال صوت لبنان الذي غدا غير موجود، الى الخارج.

نسأل السفيرة الفرنسية: هل سيكون لفرنسا أي دور في تأمين توافق إقليمي دولي يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية؟ تقول "إن موقف فرنسا، الذي يشاركها فيه الشركاء الاوروبيون والدول المشاركة في المجموعة الدولية الخاصة من أجل لبنان أي روسيا والصين والدول العربية واضح جداً. وهو يفيد أن لبنان أظهر قدرة على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، فيما كان كثيرون يقولون إن إجراءها معقد، فإن الانتخابات الرئاسية يجب أن تحصل في موعدها. ونحن أبلغنا كل الافرقاء السياسيين بدءاً برئيس مجلس النواب نبيه بري أن موقفنا واضح ويقضي بأننا سنكون يقظين للغاية إزاء إجراء هذه الانتخابات في موعدها وليس هناك مجال لاستباق أو توقع أيّ نتيجة ما دام لم يعلن أي مرشح حسب معرفتي ترشحه حتى الآن. ولذلك نقول: لديكم هذا الاستحقاق فالتزموا به، علماً بأنه ليس لدينا أي شيء حتى الآن يسمح بالقول إن الانتخابات لن تحصل في موعدها. وأنا ليس لديّ سوى رسالة واحدة وهي هذه. فرنسا لا مرشحين لديها أبداً. وأنا لا أستبق إجراء الانتخابات ولا عدم إجرائها، ولكن على ضوء ما جرى في الانتخابات النيابية، يمكن البناء على ذلك. ولكن لا مبادرات دولية حتى الآن تهدف الى مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية. وأعتقد أنه لمرة أولى، من المفيد أن ينظم اللبنانيون هذه المسألة وهم يمتلكون المقدرة على القيام بذلك. والتجربة علمتني في هذا البلد أن الأفرقاء يجدون سبيلاً للوصول الى اتفاق عندما يرون مصلحة في ذلك.

وتضيف "إن الانتخابات النيابية عززت موقفنا القائم على أن سنة 2022 هي سنة استحقاقات يجب أن توضع موضع التنفيذ كلها ونحن سنكون يقظين للغاية على التزام مواعيدها كما كنا بالنسبة الى الانتخابات النيابية. فاحترام المهل الدستورية امتحان لقدرة لبنان على احترام التزاماته إزاء اللبنانيين وفقاً للدستور باعتبار أن هذه الانتخابات لم تطالب بها المجموعة الدولية بل هي محدّدة وفق الدستور. ونحن نترقب أن يتمكّن لبنان من تنفيذ ذلك على خلفية أن السلطة اللبنانية بسبب الأزمة في لبنان تطالب المجموعة الدولية بالدعم. ولذلك كنا واضحين بأنه لا يمكن مطالبتنا بالدعم المستمر لأن لا شيء يعمل في لبنان ويتم إغفال الاستحقاقات الدستورية فيما هو استحقاق أساسي ومهم ولا سيما بالنسبة الى لبنان باعتباره من الدول القليلة التي تشهد انتخابات رئاسية في المنطقة. ولا نغفل في هذا الإطار التذكير بوجوب إجراء الانتخابات البلدية السنة المقبلة لأهميتها على المستوى المحلي كذلك".

وتضيف: "حتى اليوم وحتى هذه الساعة لا شيء يسمح بالقول إنه ستكون هناك أزمة أو طريق مسدود. لذلك نحن الآن لا نحكم مسبقاً على طريق مسدود ولكن نقول للجميع: احترموا موعد الانتخابات وقوموا بواجبكم. فلبنان لا يتحمّل ترف الدخول في أزمة سياسية ودستورية، وهذا ما يميّز المرحلة الحالية عن ظروف سابقة، وهو لا يشغل أولوية على الصعيد الإقليمي خصوصاً في ظل حدث كبير حصل في 24 شباط الماضي باجتياح روسيا لأوكرانيا وسبق للرئيس ماكرون أن كان واضحاً جداً بقوله إنه لا يمكننا أن نحلّ محلّ اللبنانيين وهناك مسار سياسي يجب أن يتابع حتى نهايته".
وتضيف السفيرة الفرنسية أنها "لا تملك حتى الآن معطيات تفيد بأن إيران تدعم مرشحاً معيّناً" موضحة أنها التقت نظيرها الإيراني في لبنان مرّتين بناءً على طلبه "فهناك علاقة من دولة الى دولة وفرنسا جزء فاعل من مفاوضات أساسية حول الأمن الإقليمي والدولي ومن المفاوضات حول النووي الإيراني". ورداً على سؤال أوضحت أنه "ليس من الوارد إطلاقاً عقد لقاء مماثل بمشاركة ممثل عن "حزب الله"، مضيفة أنه لم يقترح أيّ طرف لقاءً من هذا النوع".

ونفت السفيرة غريو "أن تكون هناك مبادرة فرنسية للبنان بعدما تولت فرنسا عقد ٣ مؤتمرات دعم له، والأولوية راهناً لدى فرنسا هي التركيز على الاستحقاق الرئاسي فيما ندعم لبنان في خطواته لتأمين استقرار الوضع الاقتصادي والمالي وإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يشكل خشبة الخلاص للبنان"، مسجلة واقعية أكبر في المواقف من الصندوق لم تكن متوافرة سابقاً.

وعن بروفيل الرئيس المقبل وما إن يمكن أن يكون وفق المعايير التقليدية أو انسجاماً مع التطورات التي انطلقت منذ ١٩ تشرين الاول ٢٠١٩، تقول غريو "رئيس يمتلك بروفيل إدارة الأزمة الداخلية من حيث قدرته على إعادة هيبة الدولة في لبنان وتأمين الانسجام بين كافة مكوّناته ويُسمع صوت لبنان في الخارج. هناك واقع يتصل بوجوب أخذ تطلعات اللبنانيين في الاعتبار، إذ إن لبنان يواجه أزمة اقتصادية ومالية وأزمة ثقة كبرى من اللبنانيين بالمؤسسات فيكون الرئيس قادراً على نقل صوت لبنان الى المجتمع الدولي الذي تغيّر لأن الرئيس الذي هو رئيس الدولة أيضاً يشارك في اجتماعات دولية فيما لم نعد نسمع صوتاً للبنان. ولكن المهم أن هناك استحقاقاً رئاسياً وسيكون مستغرباً أن يكون لدى فرنسا مرشّح للرئاسة اللبنانية لأن ذلك سيكون مهيناً للبنانيين في الواقع. أجروا انتخاباتكم".

عن اللقاء مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، قالت السفيرة الفرنسية إنه رغب في لقائي وهذا حصل مرّتين ولم يمض على وجوده في منصبه سوى بضعة أشهر متمنياً أن تبذل فرنسا الجهود الممكنة ايضاً من أجل تسهيل عملية المفاوضات لمصلحة لبنان أخذاً في الاعتبار تزايد التزام فرنسا بلبنان منذ سنتين والتعاون الجيد بين فرنسا والولايات المتحدة على مستوى الرئيس جو بايدن وإيمانويل ماكرون وعلى مستوى وزيرَي الخارجية. بالاضافة الى الدينامية بين فرنسا والولايات المتحدة على الصعيد اللبناني والتعاون المشترك مع السفيرة الاميركية في لبنان. فواقع أننا نتحدث مع الجميع في لبنان كما على المستوى الاقليمي وكبلد شريك وصديق للبنان وحليف للولايات المتحدة، فإن تسهيل المفاوضات مسألة مهمة من أجل استقرار لبنان وازدهاره. وكانت الرسالة نفسها خلال استقبال الرئيس ماكرون رئيس الوزراء الاسرائيلي.
فالمفاوضات مهمة والقطار يمرّ مرة واحدة ويجب على لبنان الاستفادة من الفرصة المتاحة، موضحة أن لبنان لم يكن أقرب من اتفاق حول الترسيم ممّا هو راهناً، ومعتبرة أمراً خطيراً كل ما يخرج المفاوضات عن مسارها، في إشارة الى المسيّرات التي أطلقها الحزب في اتجاه حقل كاريش.

وتؤكد غريو في معرض ردّها على سؤال عن تواصلها مع "حزب الله" أنها تبلغه الرسائل نفسها التي تبلغها لكل الأفرقاء السياسيين عن موقف فرنسا من الاستحقاق الرئاسي.

وحذرت غريو من أنه يعود للبنان الصعود الى قطار التاريخ واختيار خشبة الخلاص ولا ينبغي أن يفوّت هذه الفرصة لا في إجراء الاستحقاق الرئاسي والرسالة التي يوجّهها على هذا الصعيد ولا في إنجاز المفاوضات حول الترسيم وما يعنيه من رسالة الى الخارج عن القدرة على تحمّل المسؤولية ومؤشر ثقة ولا كذلك في إنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وأشارت السفيرة الفرنسية الى زيارة متابعة قريباً للموفد الفرنسي بيار دوكان لبيروت ليومين فيما تنتظر فرنسا مع شركائها من حكومة تصريف الأعمال مواصلة العمل ولا سيما على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بالتزامن مع جهود تأليف حكومة جديدة يجب أن تتألف.
كيوسك :

ليس لفرنسا أيّ مرشح وبروفيل الرئيس المقبل إدارة الأزمة الداخلية من حيث قدرته على إعادة هيبة الدولة وتأمين الانسجام بين مكوّناته وإسماع صوت لبنان للخارج.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار