لاءات نصرالله إيرانية الهوى : "الأمر لي" | أخبار اليوم

لاءات نصرالله إيرانية الهوى : "الأمر لي"

| الجمعة 15 يوليو 2022

تزامناً مع زيارة بايدن من المسيّرات وسائر الاستحقاقات


 "النهار"- وجدي العريضي

على إيقاع ارتفاع منسوب التصعيد السياسي الداخلي على خلفية الوضع الحكومي، وصولاً الى إقلاع قطار الاستحقاق الرئاسي وترقب ما ستفضي إليه جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة ولا سيما زيارته للمملكة العربية السعودية، أطلّ الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله مختصراً كل هذه العناوين قائلاً "الأمر لي"، بفعل اللاءات التي أطلقها مهدّداً ومتوعداً. وكالعادة باتت مواقفه كلها ذات منحى استراتيجي، بمعنى من خلال الأجندة الإيرانية يحدّد نصرالله معالم الوضع الداخلي والإقليمي، وقد أضاف الى المئة ألف صاروخ التي يملكها الحزب المسيّرات، ما يطرح التساؤلات وفق المتابعين والمواكبين كيف للبنان أن ينهض من كبواته ويحظى بدعم المجتمع الدولي ولا سيما الخليجي، أو تكون هناك دولة فيما الأمين العام لـ"حزب الله" فرض مسار الترسيم وكل الاستحقاقات الداخلية والخارجية؟ وهنا فإن مرجعاً سياسياً بارزاً عندما كان يستمع الى كلمة نصرالله المتلفزة مع بعض الأصدقاء، أبدى خشيته من القادم على البلد، اذ سبق له أن أعرب عن مخاوفه من الأزمات المقبلة وتحديداً المحروقات والغذاء، فيما يُبقي ما قاله نصرالله كل الاستحقاقات الداخلية في مهبّ الريح وتحديداً الانتخابات الرئاسية بحيث سيناور من خلال حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون فإما يُبقيه في القصر أو يقول تفضّلوا وانتخبوا هذا الرئيس الذي سيكون نسخة عن الحالي.

توازياً، تشير مصادر سياسية عليمة متابعة ومواكبة لـ"النهار"، في قراءة لـ"اللاءات" التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله"، الى أنها بداية رهن البلد من خلال فائض القوة الذي يتغنى به دائماً ولا سيما على أبواب الاستحقاقات السياسية والدستورية والاقتصادية الداهمة الى ما يجري في المنطقة من متغيّرات وتحوّلات. وكما سبق أن أشارت إليه "النهار" قبل أسابيع بأنه يقوم بهجوم معاكس منذ ما بعد الانتخابات النيابية، بدءاً من انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه الى رؤساء اللجان ومقرّريها، ولاحقاً بدأ يتفرّغ لمواجهة الاستحقاقات الدستورية من الوضع الحكومي الى انتخابات الرئاسة، ومن ثمّ، وهنا بيت القصيد، الدفاع المستميت عن إيران من الأراضي اللبنانية التي حوّلها ساحة ومنصّة بتوجيه الرسائل عربياً ودولياً بغية تحصين طهران في مفاوضاتها النووية مع واشنطن وإن كانت متعثرة، إضافة الى مسألة أخرى أساسية تتمثل بتصعيده تزامناً مع انطلاق جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة وعلى وجه الخصوص زيارته للسعودية، بعدما استبق ذلك من خلال زجّ أخبار مفبركة من قبل بعض الإعلام المحسوب عليه عندما أشار الى زيارة خاطفة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري للولايات المتحدة الأميركية، وهذه رواية من نسج الخيال، إذ في المحصلة قصف نصرالله على زيارة بايدن مؤكداً قدرة حزبه على مواجهة ما ستُسفر عنه هذه الجولة للرئيس الأميركي أكان على مستوى ما جرى من مباحثات في إسرائيل ومع المسؤولين الفلسطينيين وصولاً الى أهمية لقاءاته بالمسؤولين السعوديين، وقد بات شبه محسوم أن الملف اللبناني سيكون حاضراً، وعلى هذه الخلفية يعمل على قطع الطريق على أي توافق أو صيغة ستكون من ضمن هذه المباحثات وتحديداً على الصعيد الداخلي.

وفي سياق متصل، فإن الأمين العام لـ"حزب الله" الذي سبق له أن قال إنه الى جانب الدولة اللبنانية في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، انقلب بسرعة قياسية على هذا الشعار بداية من خلال إطلاق مسيّرات حزبه الثلاث على حقل كاريش التي دمّرتها إسرائيل، معتبراً ذلك إنجازاً نوعياً أدخله الحزب في إطار الصراع الاستراتيجي مع إسرائيل وعدد من دول المنطقة، تالياً وقبل طلّته المتلفزة غرق رئيس الجمهورية ميشال عون في التفاؤل بتوقيع اتفاق الترسيم في وقت قريب، بينما ما أشار إليه نصرالله أعاد الأمور الى المربع الأول وأكثر من ذلك.

ويبقى أخيراً، في موازاة هذا التصعيد والتهديد بالمواجهات أكان على صعيد المسيّرات أم سواها، فإن المعنيين والمطلعين على بواطن الأمور، يؤكدون أن ذلك إنما يدخل في إطار توجيه الرسائل وهو ضمن قواعد اللعبة، وكل ما تحدث عنه الأمين العام لـ"حزب الله" ستكون له تداعياته السلبية على كل المستويات حكومياً ورئاسياً واقتصادياً، والطامة الكبرى كيف سيتلقف المجتمع الدولي والمانحون مواقفه، فيما الترقب هو سيد الموقف لما ستُسفر عنه جولة بايدن ليبنى على الشيء مقتضاه داخلياً على صعيد الاستحقاق الرئاسي ودعم لبنان على مختلف المستويات، بمعزل عن تهديدات نصرالله التي تبقى ذات أبعاد إقليمية واستراتيجية وإيرانية بامتياز لكونه الحليف الأبرز لطهران في لبنان والمنطقة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار