الدولة تقاطع الدولة!... وواشنطن ملتزمة المفاوضات | أخبار اليوم

الدولة تقاطع الدولة!... وواشنطن ملتزمة المفاوضات

| السبت 16 يوليو 2022

لم تسجل في الساعات الأخيرة أي معالم إيجابية ملموسة

"النهار"

بدا واضحا من دورة الأيام الأخيرة في لبنان، ان الدول المعنية برصد أوضاعه قد تقف عند نقطة بالغة الصعوبة في توجيه مطالبها ومواقفها المتصلة سواء بالاستحقاقات الدستورية التي يواجهها، ام في ما يتعلق بالمطالب الإصلاحية التي تحولت الى برنامج دولي ثابت مطلوب تنفيذه كشرط للدعم الدولي، وهي ان التساقط السريع لكل معالم الدولة الراعية لمواطنيها لن ينفع معه أي ضغط خارجي.

ذلك ان المشهد الذي يرتسم مع الاهتراء غير المسبوق في واقع معظم القطاعات زاده تفاقما وسوداوية الطلاق الحقيقي البالغ الخطورة بين الدولة والقطاعات العامة والخاصة، بحيث تتعاظم الازمات المعيشية والحياتية والإدارية والاجتماعية والصحية على الغارب ولا من يلتفت الى احد. منذ اكثر من شهر واسبوع، يتسع ويتفاقم اضراب الموظفين في القطاع العام الذي هو الدولة، فاذا بالدولة تقاطع نفسها، والوضع متروك على الغارب على رغم التداعيات والاضرار والخسائر الفادحة التي يرتبها هذا الاضراب على مالية الدولة، كما على مصالح المواطنين ومعاملاتهم الحيوية المشلولة والمجمدة، وعلى مئات الوف الموظفين انفسهم الذين يعانون مرارات الذل المعيشي.

اقفل باب المعالجات وتفاقم الوضع الى ذروته الى ان تحدثت المعلومات امس عن اعداد وزير المال لمشروع معالجة لمطالب الموظفين سيعرض في اجتماع وزاري في السرايا ظهر الاثنين المقبل بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من الخارج. ولا يقف الامر عند هذا الاضراب اذ ان واقع الكهرباء ذاهب من سيء الى أسوأ في عز موسم الاصطياف الذي يستقطب يوميا ما يناهز العشرين الف وافد من الخارج. وواقع الخدمات في كل وجوهه لا ينبئ الا بتساقط الدولة وترك الناس لمصائرهم، بدليل ان واقع المستشفيات، الذي عاد الى الأضواء مع استفحال انتشار وباء كورونا مجددا، ينبىء بوضع خطير مع تراجع الامكانات وازدياد الدواء المهرب والمزور.

وتستمر ازمة الخبز والطحين منذ أسابيع وصارت مزمنة مثل ازمتي المياه والكهرباء . ولكن قبسا نسبيا من انفراج سجل في تراجع أسعار المحروقات في اليومين الأخيرين وامس صدر جدول جديد لأسعار المحروقات لحظ انخفاضاً في الأسعار.

اما على صعيد الازمة السياسية الداخلية فلم تسجل في الساعات الأخيرة أي معالم إيجابية ملموسة ولكن تنامت الرهانات على لقاء يرجح ان يعقد مطلع الأسبوع المقبل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ربما يطلق نقاشا متجددا بينهما حول التشكيلة الحكومية، ولو ان اوساطا مطلعة لا تبدي تفاؤلا في حلحلة التعقيدات التي تعترض أي اتفاق حول الحكومة الجديدة. وقالت هذه الأوساط ان الامال التي يعلقها بعض الجهات الديبلوماسية والسياسية بإمكان تشكيل حكومة جديدة قبل الأول من اب عيد الجيش، لا تبدو مستندة الى معطيات مطمئنة، اذ ان الأسبوعين الأخيرين شهدا تراجعا حادا في إمكانات تجاوز التناقضات وتقليص الهوة بين بعبدا والسرايا بما يصعب معه التفاؤل بتسجيل اختراق جدي يخرج التركيبة الحكومية العتيدة من عنق الازمة في الفترة الفاصلة عن الأول من أب. والانكى ان ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يشهد تطورات بالغة الأهمية والخطورة تستدعي استنفار الدولة لمواجهتها فيما يثير التخبط السياسي وحال القطيعة بين اركان السلطة الكثير من المحاذير على غرار تداعيات الكلمة الاخيرة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مهولا فيها بالحرب.

ولكن تطورا لافتا سجل امس في هذا السياق وتمثل في اعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها "لا تزال ملتزمة تسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بغية التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية". وأضافت: "لا يمكن تحقيق التقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الأطراف" مرحبة "بالروح التشاورية للأطراف للتوصل إلى قرار نهائي يؤدي لمزيد من الاستقرار للبنان وإسرائيل"

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار