الحزب لا يربط معادلة الترسيم بالرئاسة... و"عقله على كاريش" | أخبار اليوم

الحزب لا يربط معادلة الترسيم بالرئاسة... و"عقله على كاريش"

| السبت 16 يوليو 2022

لا يقدمون بديلا مع التهويل المفتوح

 "النهار"- رضوان عقيل

لم تقتصر مفاعيل الخطاب الاخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على ترسيم الحدود البحرية في الجنوب مع اسرائيل، بل ثمة من ربطها من طرف المناوئين والمعارضين لسياسات الحزب بأن معادلته الاخيرة تلغي منطق وجود الدولة وتصادرها، وان حدود هذه المعادلة لا تنتهي عند رسائل الغاز وحقوله، بل جرى توجيه مندرجاتها الى تل أبيب وواشنطن في آن على وقع زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة والتي تشغل دول الإقليم.

ولذلك ذهب مراقبون الى ان نصرالله يعمل على فرض واقع سياسي جديد قبل ثلاثة أشهر من حلول موعد انتخابات الرئاسة الاولى، او حتى التوجه الى عقد مؤتمر تأسيسي في هذا التوقيت للاستفادة من عامل القوة عند الحزب ومن يلتقي معه من قوى في الداخل. ويسجل جمهور الحزب هنا رد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عند قوله ان "المقاومة ورقة قوة"، مع تشديده على حفظ موارد لبنان التي تكمن في أسفل الحقول و"نريد حقوقنا".

ويعتبر من يتلاقى مع باسيل أنه ادلى بكلام يعزز موقعه في أجندة الحزب وقد يكلفه هذا الموقف ويجلب له المزيد من الغضب الاميركي في وقت سيدخل لبنان سباق انتخابات رئاسة الجمهورية. ويرى باسيل ان اسمه في صدارة بورصة المرشحين لرئاسة البلاد والحلول مكان الرئيس ميشال عون رغم حالة التقارب التي بدأت اخيرا بين باسيل ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية المرشح للرئاسة، والذي يحظى بحضور كبير عند قوى 8 اذار وجهات نيابية اخرى.

ويتماهى باسيل مع نصرالله في وقت لجأ الاخير الى تصعيد وصل الى أقصى حدوده.
يرفض الحزب الاحكام التي تُطلق من معارضيه بأنه يعمل على ربط الترسيم بملف الانتخابات الرئاسية. وينطلق من زاوية ان خطاب أمينه العام ينبع في الدرجة الاولى "من مصلحة لبنان وعدم التفريط بثروته الغازية والنفطية في البحر في وقت تحول البلد الى شعب جائع ومقهور لا قدرة له على الصمود امام كل هذه الاثقال المالية والمعيشية الاكثر من خانقة". ولا يضع هذا التطور الذي أقدم عليه وتلويحه بالحرب اذ سُدت أفق الترسيم ودعت الحاجة الى المواجهة "فسيكون بالمرصاد للمخطط الاسرائيلي وكل ما تعمل اميركا على حياكته في لبنان". ويقول نائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" ان هذا الربط الذي يعكسه البعض بين خطاب السيد نصرالله خارج ملف الترسيم وحفظ ثروة لبنان البحرية وحمايتها "قضية خالية من المعنى ولا تستند الى اي اساس من المنطق، بل ان الامر يتعلق بالحدود والحقوق ولا صلة له بالاستحقاق الرئاسي او بمؤتمر تأسيسي على الاطلاق".

ويتلاقى هذا الكلام مع ما يقوله الباحث السياسي الدكتور طلال عتريسي لـ "النهار" ان الحزب ليس في وارد ربط خطاب السيد نصرالله باستحقاق الرئاسة، و"استبعد هذا الامر، وان مضمون رسائله يتعلق بالنفط والغاز ورسم المعادلة في المنطقة على ضوء التحالفات التي يعمل بايدن على تركيبها وخدمة اسرائيل وتحصين امنها، وان الحزب يعمل على كسر ما تعمل عليه الادارة الأميركية". وكان لافتا بحسب عتريسي ان نصرالله سيتجه نحو المواجهة اذا لم تؤمَّن حقوق لبنان في البحر، وان المراعاة لم تعد تنفع بعد وصول الامور الى آخر الخط . ولذلك يتصدى الحزب لهذه الهجمة على المنطقة ومحاولة انهيار لبنان وكل ما فيه".

ويعتقد ان نصرالله "ينشط في خربطة المعادلة التي يتم تركيبها في المنطقة، وانه توصل الى خلاصات مفادها ان عملية ادارة المفاوضات من طرف لبنان لن تصل الى اي نتيجة في ظل هذه المراوحة، وهو لا يشكك هنا بالرئيس عون الذي يتولى هذا الملف مع الاميركيين، وان الاستمرار على هذا المنوال من دون إحراز تقدم ملموس يهدد حقوق لبنان في ثروته، اي بمعنى ان المقاومة تتصدر واجهة المفاوض اللبناني ليستفيد منها".

اما بالنسبة الى المعترضين على اداء الحزب وسياساته، فيرى عتريسي "أن المشكلة عند هؤلاء هي انهم لا يقدمون بديلا مع التهويل المفتوح بان الحزب يأخذ البلد الى حرب وتهديد الاقتصاد، وهذه هي كل القصة، ويصعّد السيد هنا ليستفيد لبنان في مفاوضاته من هذا التصعيد". ويميل عتريسي الى ان "حظوظ نجاح المفاوضات أقوى من نشوب الحرب على اساس ان الحسابات الاسرائيلية والاميركية تركز على الطلب من البلدان الخليجية ضخ كميات اكبر من النفط بغية خفض سعر البرميل نتيجة الضغوط التي تهدد اكثر من دولة في أوروبا وغيرها". ويخلص الى معادلة ان "هذا التصعيد يخدم لبنان ليكون اقوى في المفاوضات، وان المقاومة غير راضية عن ادارة الامور بهذه الطريقة، وان خطاب الحزب يعجل في حل المشكلة".

ويجري التعويل هنا بحسب جمهور الحزب ومن يؤيد خياراته على "ان لا مهرب من هذه الطريقة لحفظ ثروة لبنان في وقت لا توجد اي رؤية اقتصادية حقيقية لانقاذ البلد، وانه لا يستطيع ان يقف على قدميه في السنوات المقبلة إلا اذا تم العمل على استخراج كميات من الغاز والنفط وبيعها في ظل كل هذه الضغوط التي تهدد اكثر من دولة".

وفي خطاب نصرالله وما حمله من معطيات تقول انه وضع ملف الترسيم وحفظ حقوق لبنان في الغاز على رأس اولوياته في هذه المرحلة، وان كان سيقول كلمته في الرئاسة الاولى وما تعني له من اهمية، ولا حديث في حلقته الضيقة عن مؤتمر تأسيسي ولا مثالثة ولا المطالبة بحلول شيعي في استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار