نصرالله يستبق تصدير إسرائيل الغاز في أيلول... هوكشتاين سيتأخر في انتظار جلاء الوضع؟ | أخبار اليوم

نصرالله يستبق تصدير إسرائيل الغاز في أيلول... هوكشتاين سيتأخر في انتظار جلاء الوضع؟

| السبت 16 يوليو 2022

كلام نصرالله أصاب الاتفاق المنتظر مع صندوق النقد الدولي ومشاريع التعاون مع البنك الدولي

 "النهار"- رضوان عقيل

مَن يطّلع على حقيقة سياسة "حزب الله" من الذين لا يلتقون معه الى مريديه، يعرفون ان قيادته تتعاطى بجدية عالية في مسائل خطيرة بحجم #ترسيم الحدود البحرية في الجنوب، المكتوب عليه أولاً، وعلى كل لبنان، ألّا يعرف الاستقرار منذ نشأة إسرائيل، مع الاعتراف بان كل هذه الانهيارات وتخريب المؤسسات كان من فعل اللبنانيين أنفسهم. ولم يأتِ تلويح السيد حسن نصرالله بالحرب من فراغ اذا لم يتم حسم ملف الترسيم وحفظ حق لبنان باستخراج النفط والغاز وضمان عمل الشركات وعدم التضييق عليها من تلك المرتبطة إداراتها بسياسات الدول الكبرى. ووصل الحزب الى "آخر الخط"، على قول نصرالله، حيث سيعمل على تحقيق رؤيته وتثبيتها على أرض الواقع "مهما كانت العواقب". وثبت لتل أبيب ولأكثر من عاصمة معنية ان المقاومة جادة في كل ما تقوله في هذا الصدد بعدما تحوّل المشهد اللبناني مفتوحا على كل التطورات: الدخول في حرب ومواجهة مع اسرائيل، أو التوصل الى تسوية كبرى ينبغي ان تبصر النور في الاسابيع المقبلة قبل فوات الأوان، ومن دون حصول هذا الامر لا يبدو ان أيلول المقبل سيكون هادئا، وهو الموعد الذي قطعته اسرائيل لتصدير الغازالى اوروبا. وجاء خطاب نصرالله أبعد من شعاع موضوع الترسيم والغاز، بل يرتبط ايضا بزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى إسرائيل والسعودية وما يُحضّر في المنطقة. وهو أراد ان يوجه رسالة الى كل من يهمه الامر مفادها ان المقاومة وكل من يلتقي معها يقدرون على قلب المخططات التي يجري ترسيمها بالعسكر والسياسة وتأقلم "جسم" اسرائيل بين الدول العربية.

وستأخذ تل أبيب هذا الكلام على محمل الجد بالطبع، وستضع على طاولتها السياسية كل الخيارات حيال "حزب الله" وتهديداته التي تخطت الحدود النفسية. واذا كان كثيرون يرون في خطاب نصرالله "جرعة دعم" للمفاوض اللبناني، إلا ان مجموعة كبيرة من الافرقاء في لبنان لا يؤيدون الحزب في مقاربته للترسيم واتهامه بالقفز فوق المؤسسات. ويعتقد مراقبون هنا ان اول المتضررين من موقف نصرالله الاخير كان الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. اما الجهات التي لا تلتقي مع الحزب فترى ان الدولة غير موجودة وان ملف الترسيم وحسمه ليس في يدها بل يعود الى الحزب الذي يمسك بقرار الحرب والسلم والبت بالقضايا الكبرى، رغم قول نصرالله انه يقف خلف ما تقوله الدولة في تحديد خط الترسيم النهائي، ومن دون ان يعترض على الرئيس عون وقوله ان الحدود البحرية للبنان هي عند الخط 23، أي بمعنى ان هناك تسليما بأن الخط 29 لا يعود للبنان. وثمة من يتوقع بعد كلام نصرالله ان يتأخر موعد حضور الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت بعد عملية المسيّرات الثلاث. وثمة من يسأل اذا تعثرت مفاوضات الترسيم ومن باب الاعتراض على الحزب: لماذا لا تلجأ الحكومة وعلى رأسها رئيس الجمهورية الى توقيع المرسوم 6433 والعودة الى الخط 29 ووضعه في الامم المتحدة والعودة كذلك الى ربط نزاع في هذا الملف الشائك، وان في امكان لبنان اللجوء إلى رفع شعار القبول بما ينص عليه قانون البحار. وفي المقابل هناك من يعتبر انه بات من الصعب إقدام لبنان على مثل هذه الخطوة بعد الرد على هوكشتاين والقبول بالخط 23، وان من الافضل للبنان في النهاية السير بالمرسوم حتى لو كلفه كل هذا الاحراج.

واذا ما وقعت الحرب، ثمة من يحذر الحزب من ان العرب لن يقفوا الى جانب لبنان كما كانت الحال في تموز 2006، ولن تكون المظلة الدولية، ولا سيما منها الأوروبية، على قدر المطلوب ولو بقي التعويل على دور باريس هنا في مثل هذه المحطات. ويقول لسان حال الحزب ان اكثر من جهة في الداخل والخارج تعمل منذ سنوات على تجريده من سلاحه واستنزاف قدراته. وتتحسب إسرائيل لعامل الحرب جيدا، لأنه في حال وقوعها ستؤدي الى استهداف كل مشروعها في التنقيب عن الغاز في حقل "كاريش" وغيره مع تأكيد دراسات تقول انه يمكنها ان تحصل على 50 مليار دولار على مدى سنوات. وتمثل هذه النقطة عنصر قوة في يد الحزب القادر على تعطيل كل هذا المشروع رغم الضربات التي سيتلقاها لبنان في حال نشوب هذه المواجهة العسكرية التي تتحضر لها كل من اسرائيل والمقاومة. مع الاشارة الى ان كلام نصرالله أصاب الاتفاق المنتظر مع صندوق النقد الدولي ومشاريع التعاون مع البنك الدولي.

في هذا الوقت تتعاطى الدول المعنية بالملف اللبناني على ان الاوضاع في البلد تتجه نحو الاسوأ مع تعويل دولي على الاجهزة الامنية رغم كل ما تعانيه، وخصوصاً مؤسسة الجيش بعد شبه تسليم بـ"تحلل" مؤسسات الدولة غير القادرة على تسييرأبسط امور الحياة اليومية للمواطنين الذين يعيشون في كنف دولة لم تستطع تأمين الخبز لمواطنيها حيث يسير البلد على خطى سري لانكا ولكن من دون تمكّن اللبنانيين من اجبار المسؤولين على الاستقالة او استبدالهم بفعل حصانات مذهبية ومناطقية اظهرتها الانتخابات النيابية، ولكن لا يمكنهم النوم على حرير وسط كل الانهيارات والتطورات حيث يقع لبنان على صفيح حقول الغاز الساخنة وترسيمها في الجنوب، الى بلورة "حلف بغداد" جديد في المنطقة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار