"الحزب" يخترع معادلتين في ربع الساعة الأخير | أخبار اليوم

"الحزب" يخترع معادلتين في ربع الساعة الأخير

| الإثنين 18 يوليو 2022

التهديدات التي ساقها نصرالله ليست هي السبيل المناسب

"النهار"- روزانا بومنصف

تم اختراع معادلتين في لبنان في اسبوع واحد تزامنا مع زيارة الرئيس جو بايدن الى اسرائيل حيث تم توقيع " اعلان القدس " والى المملكة السعودية حيث انعقدت قمة جدة التي جمعت الولايات المتحدة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن والعراق . المعادلة الاولى وردت على لسان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسين نصرالله في تهديده بالحرب الى "ما بعد بعد كاريش" كما قال.

والمعادلة الاخرى التي تم اختراعها على نحو مفاجىء وردت على لسان وزير الاشغال علي حميه المحسوب من ضمن حصة الحزب في الحكومة والذي توجه خصيصا الى الجنوب على نحو متعمد لغاية الاعلان عما اعلن عنه لجهة المطالبة بنفق يمتد الى ما وراء الحدود في استعادة لاستحضار مزارع شبعا في العام 2000 من اجل ابقاء ذريعة الابقاء على سلاح الحزب وعدم ترك سوريا وحدها حتى استعادتها الجولان . وفي المقابل ورد اسم لبنان ثلاث مرات خلال جولة للرئيس الاميركي جو بايدن في المنطقة التي استمرت اربعة ايام قادته الى اسرائيل والمملكة العربية السعودية .

يطوي لبنان قلقا كبيرا نتيجة استخدامه ساحة لتوجيه الرسائل على نحو يهدد ليس بنسف كل الجهود لمنعه من الانزلاق اكثر الى التفكك بل بتهديده استقرار المنطقة في ظروف بالغة الحساسية والخطورة على الصعيد الاقليمي والدولي .

الموقف الاول اعلنته وزارة الخارجية الاميركية غداة تصعيد الامين العام ل" حزب الله " خطابه التهديدي بالحرب على خلفية معقدة من التداخل الدولي والاقليمي والمحلي بحيث يتعلق هذا الشق الاخير بترسيم الحدود مع اسرائيل الذي كان مرتقبا، وفق حديث لرئيس الجمهورية ، في مدة قصيرة بحيث ترضي الاطراف المعنية كما قال ، وقد تجاوزه نصرالله بقسوة في اخر عهده ، وذلك فيما بات الغاز الاسرائيلي وسيلة لدعم الولايات المتحدة حلفاءها الاوروبيين بالطاقة في ظل العقوبات على الغاز الروسي على خلفية الحرب الروسية على اوكرانيا. البيان الاميركي لم يصدر عن الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ولا ترك لاسرائيل المجال للتعقيب على موقف نصرالله ، فيما تناول بيان الخارجية مجموعة نقاط اكد فيها استمرار التزام عمل الولايات المتحدة على خط التفاوض فقال انها " لا تزال ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تحقيق تقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الأطراف" .

وهذه الاشارة الاخيرة واضحة لجهة ان التهديدات التي ساقها نصرالله ليست هي السبيل المناسب وهي ربما تأتي بالنتيجة العكسية ولو من دون الاشارة الى ما اورده ، ولكن دلالات التوقيت مهمة علما انه سبق ان اعلن ان وجود هوكشتاين من ضمن الوفد الاميركي المرافق للرئيس الاميركي في زيارته سيتيح فرصة الحوار حول ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان . ركز بيان الخارجية على ايجابية " الروح التشاورية والصريحة للأطراف للتوصل إلى قرار نهائي "، في اشارة ضمنية الى الايجابية التي عبرت عنها السلطة في لبنان بموقف فاخرت بانه موحد ابلغته الى الوسيط الاميركي ومؤكدة انه " يمكن أن يؤدي الإتفاق إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل وكذلك للمنطقة وتعتقد الإدارة أن الحل ممكن" .

لم يتعامل الاميركيون علنا على الاقل مع ملف الترسيم الحدودي على انه امتداد اقليمي لايران مثلا بل على قاعدة ان الحزب بما ومن يمثل يستطيع تسهيل او اهدار فرصة لبنان . لم يكن لبنان اقرب الى الوصول الى اتفاق حول الترسيم كما قالت السفيرة الفرنسية آن غريو قبل ايام ل" النهار" وهي فرصة اعادة رفع السقوف والمطالبة بالمزيد ايا يكن اكان مكاسب للحزب او حتى لايران ، اذا شاءت الاطراف المعنية الوصول الى اتفاق في المدى المنظور.

بالتزامن مع زيارة بايدن الى السعودية ، نقلت صحيفة " الشرق الاوسط " عن مصادر اوروبية في باريس إنَّ الغربيين قدَّموا لطهران " هدية قيمة " في المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي ، من شأنها أن تدفع القيادة الإيرانية للتخلي عن تحفظاتها وعن المطالب الإضافية التي ترفعها. وتتمثل هذه الهدية بأنَّ الغربيين قبلوا، نزولاً عند رغبة طهران، التخلي عن المطالبة بربط المفاوضات النووية مع ملفين آخرين هما القدرات الصاروخية ــ الباليستية الإيرانية وسياسة طهران الإقليمية المزعزعة للاستقرار. لكنها قالت أنَّ طهران رفضت المقترحات وتمسكت بمواقف «متصلبة» في قضية الضمانات والعقوبات. فالتنازل الغربي تحت وطأة الحاجة الملحة الى مكاسب سياسية داخلية بالاضافة الى وطأة الحرب الروسية على اوكرانيا تشجع على الابتزاز في التوقيت الاكثر الحاحا واحراجا .

استرهان لبنان وقدراته على استثمار ثرواته ، في حال وجدت، ورغبة الولايات المتحدة في تأمين الغاز لاوروبا يدفع الحزب بالاصالة عن نفسه وايران الى التصعيد من اجل الحد من التنازلات حتى لمصلحة الحزب، فيما ان البيان الاميركي السعودي المشترك والبيان الذي صدر عن قمة جدة والذي اعاد تثبيت قواعد ما ينتظر من لبنان وتاليا فتح باب الامكانات لمساعدته يواجهان عملانيا امساك الحزب بالقرار اكثر فاكثر فيما ينهي رئيس الجمهورية الايام الاخيرة من ولايته الرئاسية وقد نالته على نحو غير مباشر سخرية نصرالله من الرئيس بايدن العجوز كما وصفه فيما يصغر الرئيس ميشال عون بحوالي ثماني سنوات ، وفيما ان لا حكومة فاعلة في لبنان فيما ساهم في اعادة تكليف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولو لم يؤلف حكومة جديدة ، وفيما ايضا لا معارضة فعلية اثبتت نفسها وقدراتها على ردع الشطط او التوظيف الحاصل . وكل هذا على خط زيارة بايدن الذي قال ان الولايات المتحدة لن تترك المنطقة لروسيا او للصين او لايران كما على خط احتضان لبنان من العرب على نحو لم يتوقعه لبنان نفسه في هذا السياق . فيما لفت البعض تأكيد مدير الامن العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم قبل يومين " نحن أمام فرصة، كبيرة جدا لإستعادة لبنان لغناه، من خلال ترسيم الحدود البحرية، وأعتقد على مسافة أسابيع، وليس أكثر من تحقيق هذا الهدف" .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار