من جولة بايدن إلى زوايا التأثير.. المسار التأليفي | أخبار اليوم

من جولة بايدن إلى زوايا التأثير.. المسار التأليفي

| الإثنين 18 يوليو 2022

من جولة بايدن إلى زوايا التأثير.. المسار التأليفي

والتفاهم على رئيس جديد من مؤشرات الاهتمام الدولي الفعلي بلبنان

"اللواء"

بانتظار طبيعة المحادثات التي تطرقت إلى الوضع في لبنان خلال الجولة التي وصفت بالتاريخية للرئيس الأميركي جو بايدن وفريق عمله الفضفاض من الأمن إلى الدبلوماسية فالطاقة، يمكن وصف الوضع بالتأرجح بين استقرار أمني، وشبه سياسي، مطلوب دولياً وإقليمياً، ومعمول به محلياً، ومخاوف جدّية من إعادة خربطة الوقائع، من زاوية حجم المستجدات. وطبيعة الأجندات المتدحرجة، والتي تحتاجها المواجهة الشاملة التي أعلن عنها بايدن شخصياً، في مؤتمر صحفي، مبتسر، عقده بعد المحادثات في قصر السلام في جدّة بين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمّد بن سلمان، وفيه ان بلاده «العظمى» لن تدع المجال مفتوحاً أمام الصين وروسيا الاتحادية لملء الفراغ في الشرق الأوسط..

من زاويا ثلاث، يمكن فهم المقاربة التي حصلت للواقع اللبناني:

1 - أمن الطاقة، والتي تعني حرية الحركة الإنسيابية للبواخر والسفن التي تعبر المضائق والمحيطات، باتجاه أوروبا لنقل النفط، فضلاً عن أنابيب الغاز التي يحتاجها الأوروبيون، على وجه السرعة، لمعالجة النقص أو الإنقطاع في امدادات الغاز الروسي، في ضوء تلويحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أن بلاده قد تستغني تماماً عن الغاز الروسي.
ويدخل ضمن أمن الطاقة، لبنانياً، مواصلة المساهمة الأميركية لجهة تسهيل المفاوضات البحرية بين لبنان وإسرائيل، بغية الوصول إلى حلّ، وصفه الوسيط الأميركي، والمسؤول في ملف الطاقة الأميركي آموس هوكستاين بأنه «ممكن». ومن شأن العودة الى اجتماعات التفاوض في الناقورة، أو تحديد موعد ليس بعيد لها أن تبرّد الأجواء، وتجعل من الممكن فعلاً تجاوز الخطر الآتي من البحر، عبر حقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان، أو ما بعد هذا الحقل، وفقاً لسيناريوهات، رسمها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة في مناسبة الذكرى الـ16 لحرب تموز عام 2006.
بهذا المعنى، يصبح إبعاد خطر نشوب مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، يخشى من ان تكون مدمرة، وخاطفة، في صلب الاهتمام الأميركي والأوروبي، وحتى العربي والإقليمي، على وجه الإجمال..
2 - القوة العسكرية المتنامية لحزب الله، على صعيد امتلاك المسيرات، والصواريخ الدقيقة، والتي تعد امتداداً للنفوذ الإيراني المطلوب الحدّ من تمدّده أو تطويقه، سواء في لبنان أو غزة أو مناطق الضفة الغربية، وأراضي الـ48، والتطرق هذا لا يشمل حزب الله، بل أيضاً الفصائل المسلحة والمقاومة الفلسطينية التي تدور في الفلك الإيراني، أو على أقل احتمال، تغتذي من السلاح الصاروخي والتقنية العسكرية لطهران..
ومن هذه الزاوية، والخشية من أن تكون أية حرب قادمة، حرب مواجهة شاملة، تتخطى البر إلى البحر وربما إلى الجوّ، تشترك فيها «الفصائل» ذات الصبغة الإيرانية في وقت واحد، على طريقة «حروب المحاور الشاملة»..

3 - بانتظار المعلومات الدقيقة، فإن الاهتمام العربي والإقليمي والدولي، يتناول، على نحو ليس فيه، الوضع الآيل للإنهيار في لبنان وارتداداته على التوازنات الداخلية، وامتداداتها الإقليمية والدولية، وصولا إلى الوضع في سوريا، وما يمكن ان يترتب على إعادة التأثير المتبادل من جوانب عودة النازحين السوريين أو تمرير خط الغاز، أو استجرار الكهرباء الأردنية، التي انطفأت بالكامل المعلومات حولها، عبر وسائل الإعلام، أو الاتصالات أو ما عدا ذلك..
ووفقاً لمصادر على صلة، فإن ضخ الغاز المصري- عبر الخط العربي الذي يمر من سوريا إلى دير عمار، من شأنه ان يبعث برسالة جدّية، من ان الولايات المتحدة، معنية بانقاذ قطاع الطاقة في لبنان، الذي مهدَّد بالتوقف الكامل، وتهديد أواصر الوحدة الاقتصادية والانتاجية لمؤسسة كهرباء لبنان، التي تشكّل إحدى علامات وحدة الدولة اللبنانية..
وإذا ما بدا ان هناك اهتماماً خارجياً جدياً بمساعدة لبنان على الحد من الانهيار المريع، الذي يضرب مناحي الحياة كافة، من الغذاء إلى الدواء، إلى النفط والطاقة والغاز فضلاً عن العمل، في إضراب قسري يكاد يتجاوز الشهر، مهدداً معه حياة ألوف الموظفين العاملين والمتقاعدين من عسكريين ومدنيين.. فهذا يعني بأقل تقدير الإلتفات إلى مسألتين: الأولى: عاجلة وتقتضي بالمساعدة الفعلية على تجاوز العقبات التي تحول دون تأليف حكومة جديدة، في الفترة المتبقية من حكم الرئيس ميشال عون، بصرف النظر عن حسابات الزواريب اللبنانية، وما يتعلق بهذا الفريق أو ذاك.
والمؤشر، الذي يعكس حقيقة الأفعال، وليس الأقوال أو إبداء النيّات، هو ما يمكن ان ينجم عن اللقاء الثالث في قصر بعبدا اليوم أو غداً بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي يعود هذا المساء أو غداً إلى بيروت من إجازة عائلية، امضاها في الخارج لمناسبة عيد الأضحى المبارك..

ومن جهة واضحة الدلالة، فإن السير باتجاه ايجابي نحو الحكومة، يعني ان الحركة الأميركية في المنطقة لم تُخرج لبنان من حساباتها، بل أبقته ضمن عملية انعاش مع ربط نزاع مع الجانب الإيراني، عبر القناة الفرنسية النشطة..
2 - والمسألة الثانية، تتصل بإجراء مفاوضات حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتقاطع فيه مواصفات غير مرفوضة من الأطراف ذات التأثير سواء في واشنطن أو الرياض أو القاهرة، وصولاً إلى باريس وطهران، وربما موسكو..
في مطلق الأحوال، يمضي اللبنانيون إجازة الصيف من الآن حتى 21 آب، بانتظار اقتراب مواعيد الأجندات من ضخ الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا إلى تعيين الجلسات الأولى لانتخاب ضمن المهلة الدستورية لرئيس جديد للجمهورية!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار