هل من أبعاد رئاسية للقاءات "التيار الوطني" مع خصومه أم ثمة مبالغة في توصيفها؟ | أخبار اليوم

هل من أبعاد رئاسية للقاءات "التيار الوطني" مع خصومه أم ثمة مبالغة في توصيفها؟

| الثلاثاء 19 يوليو 2022

لبنان اليوم بات في خضم معادلات تقدمت بأشواط عن الاستحقاق الدستوري

"النهار"- عباس صباغ

ترك لقاء رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مع النائب فريد هيكل الخازن الكثير من التساؤلات المتكئة الى تحليلات "رئاسية" مع اقتراب الموعد الدستوري لدعوة رئيس المجلس الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية. فهل حقاً كان الملف الرئاسي اساسياً في ذلك اللقاء، واستطراداً هل ينسحب هذا الامر على لقاء كليمنصو؟

لا حديث اليوم يعلو على الاستحقاق الرئاسي بعدما أُودع الملف الحكومي، وإن موقتاً، "مقبرة" السجالات النارية بين بعبدا والسرايا الحكومية. وبات كل لقاء يفسَّر على انه مرتبط حكماً بذلك الاستحقاق وأبطاله الطبيعيين ومن بينهم النائب باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية. وهما ركنا "المعادلة المعدلة" للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وهي "هذا عين وهذا عين".

واستناداً الى تلك المعادلة كان الافطار في رمضان الفائت في الضاحية الجنوبية (على الارجح) واجتمعت العيون على مائدة الشهر الفضيل لغسل القلوب بعد الانتخابات النيابية وبعد فترة انقطاع شابتها خصومة بين حليفي حارة حريك.

الافطار كان مناسبة لاعادة التواصل بين "التيارين" وتبادل مفردات الوئام بينهما عملاً بنتائج اللقاء المباشر وضرورة استمرار التنسيق بينهما .

في خضم ذلك التناغم جاء اللقاء اللافت بين الخازن وباسيل في منزل الاخير في اللقلوق. لقاء قيل ان الطبق الرئيسي على مائدته كان الاستحقاق الرئاسي.

مصادر مواكبة لذلك اللقاء نفت ما تم ترويجه عن فحواه، ولفتت الى ان "كل السيناريوات كانت اشبه بخيال وفيها الكثير من المبالغة"، عدا ان استحقاقا كبيرا بحجم الرئاسة الاولى لا يكون في مثل لقاء كهذا، وان باسيل حتى اللحظة لم يعلن امراً لافتاً عن ذلك الاستحقاق باستثناء ما هو بديهي لجهة اجرائه في موعده الدستوري. كما انه لقاء طبيعي بعد الانتخابات والسجالات بين الطرفين على خلفيتها، واستطراداً بعد مواقف الخازن من العهد .

عند هذا الحد يقف تفسير تلك المصادر لهذا اللقاء، ولكن هل ينسحب ذلك على اللقاء في كليمنصو بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعضو تكتل "لبنان القوي" النائب غسان عطاالله؟


"لا استقرار في العلاقة الاشتراكية - العونية "
لم تعرف العلاقة بين الحزب التقدمي و"التيار الوطني" استقراراً طويلاً، ومرت بفترات تصعيد متبادل وان كان الموقف الاشتراكي الاشهر قد اعلن عام 2005 وقبل عودة الرئيس ميشال عون الى لبنان، وحينذاك اطلق رئيس التقدمي توصيف "تسونامي" الشهير.

ولكن بحسب مقتضيات السياسة الداخلية كانت فترات الوئام او على الاقل عدم التوتر تعود الى تلك العلاقة، وبعد انتخاب عون بمباركة ومشاركة نواب من "اللقاء الديموقراطي" عاد التعاون بين الطرفين ولا سيما في الجبل، الى ان كان الافتراق الطبيعي في انتخابات العام 2018. ولكن ما شهدته منطقة الجبل اواخر حزيران عام 2019 بعد جولة غير مكتملة للنائب باسيل اعاد التعقيد بينهما الى ان كان لقاء بعبدا الشهير وغسل القلوب على الطريقة اللبنانية. ومن المحطات اللافتة في علاقة الطرفين زيارة جنبلاط غير المتوقعة لبعبدا في اذار 2021 على رغم التباين الكبير بين العهد وكليمنصو.

انتخابات العام الحالي كانت قمة التصعيد المتبادل وان كان ذلك من "عدة الشغل الانتخابية"، الا ان لقاء نائب الجبل عطاالله وجنبلاط رسم الكثير من الايجابيات بينهما، وان كان عطاالله يضع اللقاء ضمن سلسلة لقاءات ستعقد لاحقاً وان الهدف منها "شؤون انمائية في الجبل"، فإن توقيت اللقاء الاول المعلن وان ما بعد انعقاده يشي بأن البحث حكماً لم يقتصر على الشؤون الانمائية، علماً ان اللقاء الذي عقد بين الحزبين صيف العام الماضي سبقه اتصال بين جنبلاط وعطاالله، ما يعني أن وزير المهجرين السابق بات مسؤولاً عن ملف العلاقة الثنائية.
اما عن الحسابات الرئاسية فلا تأكيدات ان لقاء كليمنصو تطرق اليها بشكل اساسي وانما كان الحديث عابراً باعتباره موضوعا حساسا في فترة غير عادية، وان "اعطاء كلمة السر فيه لا يزال مبكراً جداً قياسياً الى التجربة السابقة، مع الاشارة الى ان زيارة عون لكليمنصو كانت قبل ايام قليلة جدا من جلسة الانتخاب في 31 تشرين الاول 2016 ".

وبالركون الى اجواء اللقاءين وبحسب مواكبيهما، فإن لا حملة رئاسية لباسيل من خلالهما ربما لان لبنان اليوم بات في خضم معادلات تقدمت بأشواط عن الاستحقاق الدستوري الاكثر اهمية في لبنان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار