"الرئيس القوي" خطأ شائع... الصحيح "رئيس توافقي مؤسساتي" | أخبار اليوم

"الرئيس القوي" خطأ شائع... الصحيح "رئيس توافقي مؤسساتي"

جان الفغالي | الأربعاء 20 يوليو 2022

 

بقلم جان الفغالي- "أخبار اليوم"

 

منذ أول رئيس جمهورية ما بعد الطائف، إلى اليوم، عرف لبنان معظم انواع الرؤساء، من " الرئيس القوي"، كالعماد ميشال عون،  إلى " الرئيس المستقوي" كالعماد أميل لحود، إلى الرئيس الذي شُنَّت عليه أقسى "حروب الكراهية " كالرئيس الراحل الياس الهراوي، إلى رئيس الظروف كالعماد ميشال سليمان.

في اربعة عهود، اختبر اللبنانيون اربعة انواع من الرؤساء، لكن نوعًا ناقصًا لم يختبره اللبنانيون وهو "الرئيس التوافقي المؤسساتي".

المطروحون من مرشحي "الصف الاول"، إذا صحَّ التعبير، لا تنطبق عليهم هذه الصفة، التي هي ليست بسيطة بالمناسبة: رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع صنَّف نفسه على انه "ناخب قوي" ، وسمَّى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وبدأت التحليلات تتوالى، من انه يريد حرق إسمه، إلى انه يريد قطع الطريق على مرشحي الصف الاول، إلى انه يناور، لكنه في نهاية المطاف أقدمَ على التسمية.

لكن ما لم يتنبَّه له المتابعون ان الدكتور جعجع أرفق موافقته بشرط: "إذا كانت له حظوظ ".

في "الأوراق الرئاسية" أن الدكتور جعجع سبق ان اختار "رئيسًا توافقيًا" هو الرئيس الراحل رينيه معوض الذي كان شهابيًا "حتى العظم".

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يفاوض رئيس  تيار المردة على "حصَّته" من العهد المفترض للأخير، في حال وصل، فهل هذا يعني ان باسيل انحسرت الآمال لديه بالوصول الى قصر بعبدا؟

رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط يعتبر أنّ المعيار الأهم في هذا الاستحقاق، والذي يتخطى معيار الاسم، اختيار ماروني مستقل ويكون مؤسساتياً.

ماذا تعني هذه الاصطفافات ؟

تعني ان فئة جديدة من المرشحين بدأت تأخذ حيزًا من الجدية هي فئة المرشحين التوافقيين المؤسساتيين الذين

تسبقهم سمعتهم وأعمالهم، او كما كان يقول البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير: "حاضرهم لا يخجل من ماضيهم".

من هذه الفئة يمكن ايراد وزير الداخلية السابق، الناشط الحالي والدائم المحامي زياد بارود الذي لا يتوانى عن

القول لمَن يسأله او يراجعه: " بعد بكير".

من هذه الفئة أيضًا مجموعة من المصرفيين الذين  يحاولون اقتفاء أثر الرئيس الراحل الياس سركيس، مع

التذكير ان سركيس لم يتم اختياره لأنه كان حاكمًا لمصرف لبنان بل لأنه كان "راهبًا في الإدارة " وليس سهلًا ان يختاره الرئيس فؤاد شهاب او يذكّيه .

ويأتي في اللائحة، وبهذه المواصفات، والذي بدأ إسمه يُطرَح في الصروح والعواصم ، المحامي ناجي البستاني

الذي يتمتع بمواصفات "التوافقية والمؤسساتية "، فمن جهة هو قريب من المؤسسة العسكرية، ومن جهة ثانية بصفته ابن دير القمر ليس بعيدًا عن زعيم المختارة وليد جنبلاط، وللمحامي بستاني علاقة وطيدة بالبطريرك، فهذا المثلث من العلاقات يجعله تقاطعًا بين اليرزة وبكركي والمختارة، ويجعل طرح اسمه جديًا.

يبقى "مرشحون" ليس هدفهم سوى إدراج اسمائهم أنهم مرشحون، لا أكثر، بينهم ثلاثة رجال مصرفيين، ومحاميان قريبان من القطاع المصرفي، الجامع المشترك بينهما انهما كان يطمحان إلى الحلول محل الحاكم رياض سلامة،  واحدٌ منهما مثير للجدل في القضايا التي ياخذها، وقريبٌ من رئيس التيار الوطني الحر و"عايشها " أن يُنادى "سعادة الحاكم"، والثاني لم يعد يريد حاكم المصرف بل ان يصبح "الحاكم في بعبدا".

إقرأ ايضا: سلطةٌ تُغدِق الرشاوى... وتستوفي الرسوم رمزيًا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار