لتفادي اندلاع الحرائق.. الحل قد يكون من اعالي الشوف! | أخبار اليوم

لتفادي اندلاع الحرائق.. الحل قد يكون من اعالي الشوف!

| الخميس 21 يوليو 2022

نيوزفوليو- غريس الهبر

أسباب مختلفة وراء إندلاع الحرائق في الأحراج والغابات، وأكثرها ناتج عن أسباب بشرية.. بعضها عن قصد، والبعض الآخر عن غير قصد... ومن بين هذه الأسباب إفتعال الحرائق عمداً، والأعمال الحرجية الخاصة والزراعية، والممارسات غير المسؤولة خلال النزهات وغيره..

بالمقابل، ثمة إجراءات وقائية وتنفيذية يمكن إعتمادها لتفادي إندلاع الحرائق أو الحد من توسعها لو حصلت بغض النظر عن المسبب.

الفرم

غالباً يحتار عدد كبير من المزارعين أو أصحاب الأراضي، بمصير الفضلات الزراعية أو أغصان الأشجار الناتجة عن التقليم (التشحيل) او تنظيف الأراضي من الكتلة الحيوية، وكثيراً ما يكون الخيار الأول حرقها، ما يرتب في بعض الأحيان نتائج كارثية. ولتفادي هذا الخيار، تشدد سارة نصرالله، منسقة التواصل في محمية أرز الشوف الطبيعية على أن الوسيلة الفضلى للتخلص من النفايات أو الفضلات الزراعية وأغصان الأشجار بعد تقليمها تكون عبر فرمها وتحويلها الى سماد (compost).

وتضيف نصرالله: "بعد فرم الفضلات الزراعية، يتمّ تحويل الناتج الى سماد، من خلال خلطها مع السماد الحيواني، بنسب معينة، بدلاً من إستخدام المبيدات والكيماويات، ونكون بذلك نعتمد طرقا مستدامة، فما يؤخذ من الأرض يعاد الى الأرض".

"كما يستخدم ناتج فرم النفايات الزرعية وبقايا تشحيل الأشجار بإنتاج وقدة بيئية، بحيث يتم خلط المنتج المفروم بجفت الزيتون وتستخدم في الشتاء كبديل عن الحطب، وهذه الطريقة تحمي الأحراج من قطع الأشجار".

وتشير نصرالله الى أن محمية أرز الشوف الطبيعية تواظب على إعتماد هذه الطريقة، لحماية الأحراج والغابات، إذ يوجد في المحمية 5 فرامات زراعية تجول القرى بالإتفاق مع البلديات، بحيث يتم تجميع البقايا الزراعية وما ينتج عن تقليم الأشجار في مكان وتفرم في الفرامة.

حاجب النار

من جانب آخر، إن تنظيف الغابات والأحراج وخلق حاجب النار من الإجراءات الضرورية والموجبة التي يتحتم على البلديات والجهات المحلية إعتمادها. وفي هذا الصدد، تشدد نصرالله على ان أهمية هذا العمل يكمن في منع النار من التمدد وتوسع رقعتها.

وفي هذا الإطار، تعرض نصرالله للآلية المتبعة في محمية ارز الشوف الطبيعية والقرى المحيطة، إذ يصار الى تقليم الأشجار وتنظيف الكتلة الحيوية على الأرض والأحراش المحيطة أي  خلال تشرين أول وتشرين ثاني، وشباط وآذار. كذلك، يتم تشحيل الغابات لخلق حاجب للنيران، الذي يمتد داخل الغابة في المحمية بين 5 و10 أمتار.

تكريس ثقافة الإستدامة

وتشير نصرالله الى أن الفضلات التي نتجت عن الأراضي الزراعية والأحراج، جرى إعادة إستخدامها بشكل آخر ومستدام، لافتةً الى أنه "في العام 2021 تم إنتاج 150 ألف وقدة بيئية و120 طن من السماد، وُزعت مجاناً على المزارعين والناس لتقليل الأعباء الناتجة عن الأوضاع الإقتصادية، كما خلق 129.75  هكتار حاجب للنيران".

وتحذر نصرالله من تداعيات تأثير الحرائق على الأرض، لأنها "تقضي على التنوع البيولوجي، حيث تحرق كلّ شي، وتخسّرنا نباتات وأشجار موجودة، وهي ضرورية للتربة والأرض"، على حد تعبيرها.

وتلفت نصرالله الى أن "التربة التي ليس عليها زراعة غير محمية، والطريقة الوحيدة لحماية المدرجات الزراعية تكون عبر زرعها".

وتضيف نصرالله: "نعوّل على مزيد من الوعي من قبل الناس، لعدم حرق الفضلات الزراعية.

وترى نصرالله أنه "من الممكن أن نحتاج الى مزيد من الوقت لتكريس ثقافة الإستدامة، كي تعلم الناس أن هناك بدائل لحرق الفضلات الزراعية وغيرها، لكننا نلمس تطوراً في هذا الإطار مقارنة بالسابق".

ووفق الأرقام الصادرة عن وزارة البيئة، فقد لبنان في السنوات الثلاث المنصرمة 12 الف هكتار من الغطاء النباتي بسبب الحرائق. وعليه، لا بد من اللجوء الى تدابير وقائية وممارسات مستدامة بالتعاون مع البلديات والجهات المحلية، لمنع إندلاع الحرائق والحد من رقعة إمتدادها إن حصلت، وفي الوقت نفسه تعود بالنفع على الإنسان وتمحي الغطاء النباتي وتحافظ على التنوع البيولوجي.

ويبقى الرهان على وعي الناس والشعور بالمسؤولية والأخلاق الفردية في عدم التسبب بإندلاع الحرائق !!!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار